تطور كبير في تاريخ العلاقات بين إسرائيل والسعودية
تشهد العلاقة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية تطورا كبيرا ومتسارعا خاصة بعد كشفت مصادر دبلوماسية، أن الرياض اشترت منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية العسكرية من "إسرائيل"، في إطار التقارب المستمر بين السعودية و"إسرائيل" خلال الشهور الأخيرة ووصوله إلى مرحلة غير مسبوقة.
ونقل موقع الخليج أونلاين عن هذه المصادر قولها، "بحسب مراقبين ومحللين، لا تريد فقط تقارباً سياسياً أو توافقاً على مصطلح "العدو المشترك" مع دولة الاحتلال، بل تسعى لأن يصل هذا التقارب إلى حدود المناطق العسكرية، وتبادل الخبرات وشراء الأسلحة الثقيلة والمتطورة من إسرائيل وبشكل علني، كالصفقات التي تنفذها دولة الإمارات".
ووفق الموقع فقد كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، عن تطور جديد وغير مسبوق جرى في تاريخ العلاقات بين "إسرائيل" والسعودية، تجاوز كل الخطوط الحمراء التي كان لا يُسمح في السابق لأحد بتجاوزها، في إقامة أي علاقات أو تحالفات مع "عدو المنطقة".
وتعيش العلاقات السعودية الإسرائيلية أفضل أيامها عبر التاريخ؛ إذ أعرب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال غادي إيزينكوت، في مقابلة مع صحيفة "إيلاف" السعودية، ومقرّها بريطانيا، عن استعداد "إسرائيل" لتبادل المعلومات الاستخباراتيّة مع الجانب السعودي بهدف التصدّي لنفوذ إيران.
كذلك كشف مسؤول سابق بارز في جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتصريح له في لندن، عن اجتماعين عقدهما مؤخراً مع أميرين سعوديَّيْن بارزين، وأنهما أكَّدا له "أنتم لستم أعداء لنا بعد الآن"، في إشارة إلى "إسرائيل".
ونقل "الخليج أونلاين" عن المصادر أن هذا التطور كان نتاجاً لتوافقات سياسية بين الرياض وتل أبيب، حيث انتقلت الثقة المتبادلة والمتطورة إلى المضمار العسكري، والاتفاق بين الجانبين على تبادل الخبرات وشراء منظومة أسلحة ثقيلة ومتطورة.
وبيّنت أن السعودية سعت خلال الفترة الأخيرة إلى شراء منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ، وأنها أقنعت الجانب الإسرائيلي ببيعها عبر وساطة قوية بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية، خلال اللقاءات الثلاثية السرية التي جرت في واشنطن
وأضافت المصادر الدبلوماسية لـ"الخليج أونلاين"، والتي فضلت عدم الكشف عن هويتها لحساسية الموقف، أنه "في بداية المباحثات كانت إسرائيل ترفض بشدة بيع منظمة القبة الحديدية لأي دولة عربية، بذريعة أن ذلك يشكل خطراً حقيقياً على أمنها ومصالحها في المنطقة، لكن بعد تدخل من واشنطن وافقت دولة الاحتلال على بيع المنظومة المتطورة للسعودية".
وتابعت بالقول: "السعودية ستدفع مقابل إنجاز صفقة القبة الحديدية مبالغ مالية كبيرة تتجاوز عشرات الملايين من الدولارات، وهناك تعهدات سيتم توقيعها عبر الوسيط الأمريكي بأن لا تشكل هذه المنظومة أي خطراً على أمن إسرائيل وحلفائها في المنطقة على المديين القريب أو البعيد".
وأوضحت أن الصفقة من المحتمل أن تدخل طور التنفيذ خلال شهر ديسمبر من العام الجاري، وستصل إلى الرياض أول منظومة للقبة الحديدية وسيتم وضعها على حدودها مع دولة اليمن، بسبب كثافة الصواريخ التي تسقط عليها من قبل جماعة الحوثيين هناك، بحسب ما أبلغته الرياض للجانب الإسرائيلي والوسيط الأمريكي.
وحسب الصحيفة فإن الرياض ستقوم خلال الشهور المقبلة "بعمل تجربة ميدانية للتأكد من مدى نجاح أو فشل القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ التي تدخل المملكة، خاصة بعد التقارير التي تحدثت بكثرة عن فشلها في اعتراض لكثير من الصواريخ التي كانت تطلق من غزة تجاه المستوطنات المحيطة بالقطاع في مراحل التصعيد العسكري الأخيرة وحرب 2014"، وفق المصادر الدبلوماسية.
وتختم بالقول: "في حال نجحت "القبة الحديدية" في مهامها باعتراض الصواريخ التي تشكل خطراً على المملكة، سيكون هناك مباحثات مع "إسرائيل" على شراء منظومات عسكرية إضافية، و فتح باب التبادل العسكري على مصراعيه بين الجانبين".
الجدير ذكره أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها السعودية بموقف المُطبِّع مع الاحتلال الإسرائيلي والسعي لإقامة تحالفات رسمية معه؛ إذ إن التقارير تتواصل حول لقاءات سرية مع مسؤولين إسرائيليين، حتى إنها بدأت تسير بشكل علني، فضلاً عن التطبيع في مجالات مختلفة غير السياسية.