معاريف: هدوء جبهة غزة مؤقت وفرص مواجهة حماس كبيرة
تعتقد الأوساط الأمنية الإسرائيلية أن "الهدوء على الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة مؤقت، وأن هناك فرصة كبيرة من التصعيد والمواجهة مع حماس ".
وقال تال ليف-رام، الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة معاريف، إن "الواقع الأمني والعسكري المتوتر سيرافق رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي القادم، بغض النظر من سيكون، لأن الهدوء الحذر في الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا، والجبهة المتزعزعة في الجنوب مع قطاع غزة، تتطلب من قائد الجيش القادم أن يهيئ نفسه للاستماع لأصوات متزايدة داخل هيئة الأركان تطالبه بالانتقال بالجيش ليكون أكثر مهنية وعملياتية".
وذكر ليف-رام إن "هناك حالة انتظار من قبل كل الأطراف، فمن ناحية إسرائيل ليس من تسوية وتهدئة، ومن جهة السلطة الفلسطينية ليس هناك مصالحة، ومن جهة حماس فإن الحصار ما زال قائما".
أقرأ/ي أيضا: واللا العبري: خطوة حماس الجديدة في غـزة حساسة جدا
وكشف النقاب أنه "بعد حرب غزة الأخيرة 2014، بقيت ست نقاط عالقة في المفاوضات بين الجانبين، وكل نقطة مرتبطة بالثانية، وتم الاتفاق فقط على اثنتين منها: وقف إطلاق النار، وترتيب المنطقة الأمنية العازلة شرق قطاع غزة، و فتح المعابر، وتوسيع مساحة الصيد".
وأضاف أن "باقي القضايا المتعلقة بإعادة الجنود الأسرى، وعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، وترميم القطاع، وإقامة الميناء، كلها قضايا لم يتم التفاوض بشأنها بالجدية اللازمة على الطاولة، ولذلك تعتقد الأوساط الأمنية الإسرائيلية أن هدوء الجبهة الجنوبية مؤقت، وهناك فرصة كبيرة من التصعيد والمواجهة مع حماس".
وأضاف أن "السنة العبرية الحالية تنتهي بأوضاع أمنية مزدحمة ومضغوطة، تتصدرها المواجهة الوشيكة مع الإيرانيين، وربما نفهم السبب وراء تزايد التصريحات العسكرية الأخيرة من المقالات والمؤتمرات الصحفية لكبار ضباط الجيش".
وأشار إلى أن "تزايد ظهور جنرالات الجيش بهذه الفعاليات على غير العادة ممن سبقهم له أهداف عديدة، أهمها الحرب النفسية ضد الأعداء، وتقوية صورة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وإعطاء بطاقة ائتمان لكبار الجنرالات، فضلا عن الاعتبارات السياسية، رغم أن عددا ليس قليلا من كبار الضباط في المؤسستين الأمنية والعسكرية يعتقدون جازمين أن الفترة الأخيرة شهدت أداء سياسيا إسرائيليا لا ينم عن توجهات استراتيجية حكيمة".
وأكد أنه "في ظل تقدير الوضع الأمني الإسرائيلي الذي قد يحمل فرضيات، من بينها اندلاع حرب تنخرط فيها عدة أطراف دفعة واحدة، فإن إسرائيل استغلت جيدا الوضع القائم في المنطقة بإتاحة الفرصة أمامها لحرية حركتها العملياتية، وتمثلت الرسالة التي تواترت في الأيام الأخيرة على ألسنة رئيس الحكومة ووزير الحرب وكبار ضباط الجيش، بأن ستواصل العمل في سوريا حتى بعد انتهاء الحرب هناك".
وأوضح أن "الأمريكيين لن يسارعوا بالانسحاب من سوريا في هذه المرحلة، وربما يحتفظون بقواتهم هناك كورقة مساومة أمام الروس، كشرط لإخراج القوات الإيرانية من سوريا، مع أنه في حالة بقاء التوتر بين القوتين العظميين، فإن أحد إفرازاتها غياب الرد الروسي على استمرار الهجمات الإسرائيلية على سوريا".