حمدونة : نحو 21 الف حالة اعتقال منذ انتفاضة القدس في 2015
أكد مدير مركز الأسرى للدراسات الدكتور رأفت حمدونة اليوم الاثنين أن سلطات الاحتلال الاسرائيلى ارتكبت ما يقارب من 21 ألف حالة اعتقال ، وعشرات الاعدامات الميدانية من مسافة صفر منذ انطلاق "انتفاضة القدس " في الأول من أكتوبر / تشرين أول 2015م، لحتى آب 2018 .
وبين حمدونة في بيان وصل وكالة "سوا" الاخبارية أن انتفاضة القدس جاءت رداً على اعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى والمرابطين والمرابطات على أبوابه على يد جيل من الشباب الفلسطيني ممن ولدوا في أعقاب اتفاق أوسلو من العام 1993م ، وشاهدوا فرض الوقائع الجديدة على الأرض من قبل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بحق القدس ، من خلال تكثيف وتوسيع الاستيطان، ومسار جدار الفصل العنصري وضم الأراضى، وتكرار وتصاعد وتيرة اجتياح المستوطنين للمسجد الأقصى، ومنع جنود الاحتلال المصلين الفلسطينيين في سياق مسعى لتقسيم الحرم زمنياً ومكانياً .
وحذر حمدونة من سوء أوضاع الأسرى المعيشية على كل المستويات نتيجة للسياسات الإسرائيلية والتي تطال مجمل الحياة الاعتقالية من تعذيب مباشر وغير مباشر، والاقتحامات الليلية ، والتفتيشات العارية ، والنقل الجماعي ، وسياسة العزل الانفرادي لفترات طويلة والاكتظاظ داخل الغرف والزنازين ، وانتشار الحشرات ، و الأحكام العسكرية الردعية ، ومنع امتحانات الجامعة و الثانوية العامة ، وسوء الطعام كما ونوعا ، ومنعهم من حقهم في التعليم من خلال عدم إدخال المواد التعليمية والثقافية ومنع إدخال الكتب ، وعدم السماح بدخول الأطباء وتوفير ما يلزم من علاج وفحوصات وأدوات طبية وإجراء العمليات الجراحية للكثير من المرضى .
وأكد حمدونة أن المعتقلين الفلسطينيين يتعرضون لعمليات ارهاب في السجون الاسرائيلية ، كون أن دولة الاحتلال لا تفرق في ممارستها للتعذيب بين بالغ وقاصر ، وتمارس أشكال ضغط أقسى على الأطفال الذين استهدفتهم بنسبة أكبر منذ بدء انتفاضة القدس في العام 2015 في محاولة لاستغلال بنيتهم ، وتعمل بكل الوسائل لإرهابهم نفسياً بالتهديد والوعيد ، وجسدياً تقوم بإرهاق الأسرى والأسيرات من خلال تغطية الرأس بكيس ملوث ، والوقوف لفترات طويلة ، واستخدام المربط البلاستيكي لليدين، رش الماء البارد والساخن على الرأس، وتعرية الأسرى، واستخدام الضرب المبرح، وربطهم من الخلف إما على كرسي صغير الحجم، بهدف إرهاق العمود الفقري للأسير وإعيائه، واستخدام القوة المبالغ فيها أثناء التحقيق والقمع، والشبح لساعات طويلة بل لأيام، إلى جانب استخدامها أساليب الهز العنيف للرأس .
وأضاف أن دولة الاحتلال أجازت لضابط الشرطة استخدام الضغط النفسي بحق المعتقلين ومنهم الأطفال كالإهانات والتهديد ، والمس المعنوى ، والتفتيش العاري ، والحرمان من النوم ، واساليب الحيل والخداع ، والتهديد بهدم البيت ، ويعانون من فقدان العناية الصحية والثقافية والنفسية وعدم وجود مرشدين داخل السجن ، واحتجازهم بالقرب من أسرى جنائيين يهود في كثير من الأحوال ، والتخويف والتنكيل بهم أثناء الاعتقال .
وطالب حمدونة المؤسسات الاقليمية والدولية وعلى رأسها مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة و المنظمات الحقوقية والانسانية ومجموعات الضغط أن تحمى القوانين والاتفاقيات التي تحفظ الانسان فى السلم والحرب ، وناشد صناع القرار والدوائر الرسمية في الاتحاد الأوربي والبرلمانات والمحاكم الدولية بضرورة التدخل من أجل انقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين وخاصة الأطفال والأسيرات والمرضى فى السجون الاسرائيلية قبل فوات الأوان .