الخارجية: "غرينبلات" يتفاخر بالانحياز الأميركي للاحتلال
اختار مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشؤون المفاوضات الدولية، جيسون غرينبلات، صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية لنشر مقالته الافتتاحية، التي أعاد فيها إنتاج مواقف إدارته ومفاهيمها المشؤومة بشأن الصراع الفلسطيني ــ الاسرائيلي.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان صدر عنها، إن غرينبلات أكد من جديد وبما لا يدع مجالاً للشك تبني الإدارة الأميركية المُطلق للرواية الإسرائيلية ومفرداتها، معترفاً بصراحة ووضوح تمسك إدارة ترمب بانقلابها الفج على الشرعية الدولية وقراراتها ومرجعيات عملية السلام الدولية، لدرجة يدفعنا "غرينبلات" إلى التساؤل معها: عن أي سلام يتحدثون؟، خاصة وأنه يتعمد تجاهل حقيقة أن السلام يُصنع بين طرفي الصراع وليس عبر جُملة كبيرة من الإملاءات على طرف دون الآخر، وبالتالي يتهرب مبعوث المفاوضات الأميركي من تحميل إدارته المسؤولية الكاملة عن نتائج القرارات المنحازة التي اتخذتها بشأن القدس وقضية اللاجئين والموقف من وكالة " الأونروا " وغيرها من القرارات، وأدت بمجملها إلى هروب السلام وتراجع فرص تحقيقه أمام الجدران والحواجز العالية التي وضعتها إدارة ترمب في طريق قطار السلام.
وأكدت الوزارة أن مجموعة المفاهيم والرؤى والمواقف التي ساقها "غرينبلات" في مقاله تُشكل وصفة واضحة المعالم لوأد أية فرصة لتحقيق السلام الدائم، ولا تتجاوز بأي حال كونها تكرارا ممجوجا للمواقف الإسرائيلية القديمة التي اعتدنا على سماعها، والتي تخدم مصالح اليمين الحاكم في إسرائيل القائمة على تكريس الاحتلال وابتلاع الأرض الفلسطينية والاستيطان فيها، وتطيل عُمر الصراع؛ هذا ما يعنيه "غرينبلات" بقوله "أن إسرائيل لم تعد هي المشكلة"، وأن "الدولة اليهودية يمكن أن تكون جزءاً من حلول دول المنطقة"، وأن "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس جوهر الصراعات"، وأيضا حديثه عن أن "حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يساهم في حل الصراعات الأخرى"، إضافة إلى تأكيده وإصراره على أن "القدس كانت وستبقى عاصمة إسرائيل".
ورأت الوزارة أن حديث "غرينبلات" ينطوي إما على جهل مطبق بحقائق الصراع، أو أوسع وأعمق حالة استغباء للعالمين العربي والإسلامي وللعالم أجمع، وتؤكد أن غطرسة القوة وشريعة الغاب والتلاقي بين أيديولوجيا التيار المسيحي المتصهين وأيديولوجية اليمين الحاكم في إسرائيل أوصلت "غرينبلت" إلى هذه الحالة من الاستخفاف بالمجتمع الدولي وشرعياته وقراراته الأممية، وهنا يبرز السؤال الذي نضعه برسم المجتمع الدولي: أين أنتم من هذا الانقلاب الفاضح الذي لا يطال بتداعياته السلبية والكارثية الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه فحسب، بل يصل إلى دول العالم كافة، ويهدد بنتائجه مرتكزات المنظومة الدولية برمتها.