قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا مساء اليوم الخميس، إنه لا يوجد لديها أموال حتى الآن لدفع مبالغ بدل إيجار عن الربع الثالث من هذا العام، للعائلات التي نزحت في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة عام 2014، مشيرة إلى أن موضوع التمويل يعد من أبرز المشكلات التي  تعاني منها في سبيل الانتهاء من ملف الإعمار.

وأكد نائب مدير برنامج البنى التحتية وتطوير المخيمات في الوكالة معين مقاط في حديث خاص لوكالة "سوا" الإخبارية، أن هناك ثلاثة أنواع من المساعدات تقوم بتزويدها وكالة الغوث الدولية التابعة للأمم المتحدة للعائلات اللاجئة المستحقة للإعمار،وهي إصلاح الأضرار الجزئية، والثانية إعادة الإعمار للبيوت التي هدمت بيوتها بشكل كامل، والثالثة المساعدات النقدية المؤقتة "بدل إيجار"، للعائلات النازحة التي صُنفت بيوتها بهدم كلي أو غير صالحة للسكن لحين إعادة الإعمار أو إصلاح البيوت المتضررة.

ووصف مقاط عملية إعادة الإعمار التي أُنجزت حتى الآن بالعمل الجيد، بالرغم من عدم الانتهاء منها حسب الخطة الزمنية التي تمت وضعها من قبل الحكومة ووكالة الغوث الدولية، "حيث كانت الخطة على ثلاث سنوات ونحن الآن في السنة الرابعة بعد انتهاء العدوان ولم يتم الانتهاء من إعادة الإعمار".

وتابع " في الأضرار الجزئية تم إنجاز من 55 إلى 60% من إعمار البيوت، فيما تم إنجاز نحو 70 % من إعمار البيوت المهدمة كليا، يعني تم إعمار تقريبا 7400 بيت ، وبقي نحو 1200 و1300 بحاجة إلى تمويل".

وفيما يتعلق بالمساعدات النقدية بدل الإيجار فقد صرفت الأونروا كامل الإيجار لنهاية شهر يونيو 2018 ، مشيرا إلى أنها رفعت مقترحات المشاريع من أجل صرف إيجار ما بعد شهر 6 ،متسائلا: "هل سيأتي تمويل أو لا هنا المسالة"؟

وأضاف  لسوا "أن الإعمار عبارة عن مشاريع يعني أنه رغم أن هناك أزمة مالية إلا أننا نبني بعض العمارات ونبني بعض البيوت ونبني عيادات ومدارس وهذا نظام مختلف تماما عن الميزانية العامة للأمم المتحدة، وإن كان هناك تمويل للمشاريع يتم صرف للعائلات والبدء في الإعمار، وفي حال لم يكن هناك ميزانية للمشاريع تتأخر عملية الإعمار".

وأوضح "حتى الآن لا يوجد دولار واحد في ميزانية الإيجار للربع الثالث حيث نحن نقسم السنة إلى أربع مراحل أي أرباع الأول من شهر 1-3 ، والثاني من شهر 4 -6، والثالث من شهر 7-9 ..إلخ وحتى الآن لم يأت دولار واحد للربع الثالث الذي ينتهي في شهر 9 "

وأعرب مقاط عن أمله في أن يتوفر تمويل للإيجار، مؤكدا لسوا أن الأونروا كانت تدفع لـــ13 ألف عائلة والآن أصبح الدفع لــ 1500 عائلة والأرقام تتناقص بشكل كبير، مضيفا أن وكالة الغوث الدولية ستحافظ على المشاريع والتنسيق مع المانحين "والمحاولة مرة ومرتين وثلاثة جاهدة لتوفير التمويل لبدل الإيجار ولن تقف ولن نيأس".

وأكد نائب مدير برنامج البنى التحتية وتطوير المخيمات في الوكالة، أن المشكلة الوحيدة التي تعاني منها هي التمويل موضحا لسوا "في هذه المرحلة وخلال هذه الفترة مواد البناء تكاد تكون متوفرة وأسعارها ممتازة في السوق، وينقصنا فقط التمويل".

وكشف مقاط أن وكالة الأونروا بحاجة إلى 135 مليون دولار للانتهاء من ملف الإعمار ،"وأنه في حال توفر هذا المبلغ سننتهي خلال عام من ملف الإعمار لكن للأسف في حال عدم توفره فإننا سنحتاج وقتا طويلا جدا".

وأشار إلى أن هناك تنسيقا قويا جدا وشاملا مع الحكومة الفلسطينية، من خلال وزارة الأشغال العامة والإسكان، وهناك تنسيق مع المؤسسات التي تعمل في مجال الإعمار،مضيفا أن الأونروا لا تستطيع أن تعمر بيتا واحدا إلا في حال موافقة الحكومة.

وكشف مقاط أن هناك خططا لبناء حوالي 15 بناية سكنية في ثلاث محافظات (منطقة الشمال ومنطقة الوسطى ومنطقة خان يونس) العام المقبل،مشيرا إلى وجود مناقشات مع الجانب الألماني لتمويل هذا المشروع.

وأعرب عن أمله في الوصول إلى اتفاق، فيما سيستفيد من هذا المشروع في حال الموافقة عليه من قبل الممولين للسكان الذين هدمت بيوتهم أو من فئة الأسر الفقيرة أو برنامج تطوير المخيمات.