حديث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، مساء أمس الأربعاء خلال لقاؤنا معه، واندفاعته نحو التخفيف عن الناس وهاجس الحالة المعيشية الصعبة والسعي لتعزيز صمود الحاضنة الشعبية. أرجو أن لا يكون كاندفاعه العام الماضي نحو المصالحة وخطابه الحماسي، في لقاءاته مع الشباب وخفت وتيرتها بعد تعثر المصالحة. بعد أن كان لديه أمل، وطموح في دور مميز للشباب لإنهاء الانقسام. 


السنوار قال أن هناك أسباب كبيرة كانت خلف عرقلة مسار المصالحة الغائصة في مستنقع من الوحل وكانت بحاجة لدفع وما زالت، والأن وصلت لطريق مسدود وفي مقدمتها إسرائيلية، وأخرى داخلية من فتح وبعض أجهزة السلطة. 


وإعترافه أن جزء من هذه الأسباب مرتبطة  بحماس نفسها، وقوله: "جزء مرتبط بنا وبصلابة العقول عنا ومرات الحزبية". 


السنوار لم يعفي نفسه، وحماس من المسؤولية، عن الأوضاع التي تعيشها غزة، على الرغم من استمرار الحصار وتشديده من قبل إسرائيل. وإعترافه أنهم في حماس يتحملون مسؤولية وأن تجربة حماس في الحكم الرشيد، لم تكن كما المطلوب منها كحركة إسلامية، وكان من الممكن أن تكون افضل في طريقة الحكم، والتعامل مع الناس والأزمات.


في حديثه المفعم بالحماسة عن تعاظم قدرات حماس العسكرية وتطورها، ربما بالغ. غير أن حديثه في جزء منه رسائل تهديد موجهة لأطراف عديدة، في أولها اسرائيل، والقيادة  الفلسطينة وحركة فتح، والمجتمع الدولي، أما رفع الحصار والعقوبات وإلا لن تصمت كثيراً. 


اندفاعه في الحديث عن أولوية كسر الحصار، وتكراره ذلك خلال اللقاء اكثر من مرة، والتشديد على أن حماس لن تسمح بالاستمرار في تجويع الناس في غزة. 


والقول لن نرتاح إلا عندما يحيى المواطن حياة كريمة ومستوى معيشي لائق، وسوف نسعى لذلك مهما كان الثمن. هذا الإندفاع والحماس والواقعية السياسية، كانت ملموسة في حديث السنوار، وشعر به الموجودين، مع إدراكه العراقيل والتعقيدات الإسرائيلية، والداخلية والإقليمية والدولية. 


توقعاته أن يكون هناك وورقة خلال إسبوعين في التوصل للتهدئة، بناء على تفاهمات 2014. وتحسن ملموس في رفع الحصار خلال شهرين في منتصف شهر تشرين الأول/اكتوبر القادم. مبنية على التقدم في المباحثات التي جرت وتجري في مصر حول التهدئة. 


المهم في حديث السنوار أن حماس تدرك هاجس الأوضاع المعيشية اليومية الكارثية والأزمات الإقتصادية والمعيشية. أعتقد أن هذا محدد في توجه حماس ويسيطر على قرارتها سواء لإنجاز تهدئة مقابل رفع الحصار، وإتمام المصالحة، أو التصعيد العسكري تجاه إسرائيل. 


إلا أن الأهم والمطلوب من حركة حماس، ومن خلال  رسالة السنوار التي وجهها للناس في غزة وقوله, (أبشروا الحصار سيكسر بعز عزيز أو ذل ذليل). أن لا تكتفي بالأقوال والشعارات، وأن تستمر بسعيها لإنهاء الإنقسام وأن يكون أولوية الأولويات، وهو الإختبار الحقيقي لقدرة حماس على ضرورة تثبيت ذلك، وتعزيز صمود الناس.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد