فلسطين بعد المصالحة: هل ستُقطع عنها المساعدات الغربية؟
2014/05/21
رام الله / سوا / ثمة قلة من البلدات العربية في الضفة الغربية، والتي يتم فيها جمع النفايات بسلاسة ويسر كما يحدث في بيت لحم . فلا يكاد التجار يقفلون أبواب حوانيتهم في نهاية يوم العمل، حتى يحضر رجال النظافة بإشراف إياد أبو ردينة، ويكونون الأوائل في دخول مثلث الدهاليز القديمة في البلدة.
يقول أبو ردينة لمجلة الإيكونومست البريطانية إن الفضل في كثير من هذا النجاح يعود إلى مشروع شق طريق أميركي سهل عملية الوصول إلى الأماكن المقصودة. لكنه أصبح يخشى، في أعقاب اتفاقية المصالحة الأخيرة بين الحزبين الفلسطينيين المتنافسين، فتح العلمانية و حماس الإسلامية، من احتمال توقف الدعم الأميركي. ذلك لأن الولايات المتحدة والعديد من البلدان العربية والأوروبية يعتبرون حماس مجموعة إرهابية، وهم يبدون استعداداً لدعم السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس من فتح، وإنما شريطة عدم إشراك حماس. ومع حلول الوقت الذي يزور فيه البابا بيت لحم يوم 25 أيار (مايو) الحالي، فإنه قد يجد الشوارع مليئة بالنفايات.
هذه المخاطر حقيقية. فبالكاد مر عامان على إنهاء أميركا مقاطعتها الأحدث لبيت لحم. وقد دامت تلك المقاطعة سبعة أعوام بعد أن انتخب أبناء البلدة ممثلين من فصيلين صنفتهما الولايات المتحدة مجموعتين إرهابيتين في المجلس. ويبدي السيد أبو ردينة قلقاً من أن تبدو اللوحات الإعلانية التي نصبت مؤخراً وهي تطري على إنجازات ذراع المساعدات الأميركية USAID قديمة في وقت قريب. ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن مسؤولي وكالة المساعدات الأميركية ألغت الاجتماعات، ولو مع الاعتذار، غداة إعلان حماس وفتح عن اتفاقهما.
وشرح المسؤولون الأميركيون بالقول إن الكونغرس لن يسمح لهم بـ "تمويل الإرهاب". وحيث إن الاتفاقية تعرض على الغزيين احتمال بعدم محاصرة جيبهم المحاذي للبحر، والذي تديره حماس، من جانب إسرائيل ومصر، فإن هناك احتمالاً بأن ينتهي المطاف بسطوة السيد عباس في الضفة الغربية وفي المراكز السكانية وقد دفعت الثمن.
لكن أميركا لم تقدم على قطع الروابط نتيجة لذلك. ففي اليوم الذي ألغى فيه مسؤولو "يو اس ايد" الاجتماع، منح البنك الدولي مبلغ 13 مليون دولار لمشروعات المياه العادمة، كما أقام وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مأدبة لرجال الأعمال من أجل جمع المال لصالح برنامج استثمار في فلسطين.
وفي نفس اليوم، كما يقول مسؤول فلسطيني رفيع، تحدث باراك أوباما مع السيد عباس هاتفياً لمدة نصف ساعة. وبينما ستجمد مشروعات جديدة، يقول مسؤولون أميركيون إن المشروعات القديمة قد تستمر. كما تمت إقامة حفل موسيقي بدعم من "يو اس ايد" في مدينة أريحا، في وادي الأردن.
من جهتها ، تقول حكومة إسرائيل إنها تريد من الغرب أن يظهر "وضوحاً أخلاقياً" من خلال قطع الدعم عن أي حكومة فلسطينية مدعومة من حماس، المجموعة المسؤولة عن قتل أكثر من 1000 إسرائيلي، العديد منهم من المدنيين.
قد يوافق الكونغرس الأميركي الإسرائيليين ويقدم على قطع الأموال عن الفلسطينيين رداً على الاتفاق بين حماس فتح. لكن هناك مسؤولين أميركيين آخرين يرون احتمالاً بوجود مزية في الأمر في حال قبلت حماس فكرة تسوية الدولتين مع إسرائيل. ويقول هؤلاء الأميركيون إن أوضاع حماس الصعبة في غزة قد تمكن السيد عباس من تأمين صفقة مفيدة لنفسه، ممهداً الطريق بذلك لعودته للسلطة هناك. وهم يخشون الآن أن تكون المقاطعات السابقة لحماس قد حرمت البلدان الغربية من التأثير في غزة، وساعدت في تمكين الإسلاميين من تشديد قبضتهم هناك. ويقول أحدهم أنه سيكون من الجيد بشكل عام أن يقدم الأوروبيون والعرب على التعويض عن النقص في المساعدات التي تقدم للفلسطينيين إذا دفع الكونغرس الإدارة الأميركية إلى التراجع عن تقديم المساعدات للفلسطينيين.
حتى اللحظة، ما يزال رد الحكومة الإسرائيلية أقرب للعواء منه إلى العض. وفي رد على الصفقة بين حماس وفتح، أعلن بنيامين نتنياهو ، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه علق المفاوضات مع السيد عباس، وأوقف تحويل عوائد الجمارك التي تحتل ثلثي موازنة السلطة الفلسطينية التي يرأسها السيد عباس. لكنه أقدم على الخطوة بعد سماحه أولاً بالمضي قدماً في التحويلات الشهرية خشية احتمال انهيار السلطة الفلسطينية من دون الحصول على التحويل الشهري، ما يعرض الضفة الغربية إلى فوضى عارمة . وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل كانت قد ساومت حماس في الماضي وتوصلت إلى ترتيبات معها لحالات وقف لإطلاق النار مرات عديدة منذ العام 2004.
إلى ذلك، يعتقد بعض الإسرائيليين بأن لديهم ما يكسبونه من خلال ضم حماس. ويقول يوناتان توفال من "ميتفيم"، المؤسسة الفكرية الليبرالية المتخصصة في السياسة الخارجية والتي تتخذ من تل أبيب مركزا لها: "يعرض الاستيعاب السياسي بين الفصيلين الفلسطينيين على إسرائيل الضمان بأن يتوافر شريكها المفاوض على الشرعية السياسية، حتى لو لم يتوافر على الدعم الكامل من جانب الشعب الفلسطيني." وقبل قطع المساعدات للأبد، قد يعمد السيد نتنياهو إلى الإنتظار لرؤية ما الذي لدى حكومة الوحدة الفلسطينية بالضبط، وماذا سيكون برنامجها —في الحقيقة، إذا كانت ستشكل من حيث الأساس.
يقول أبو ردينة لمجلة الإيكونومست البريطانية إن الفضل في كثير من هذا النجاح يعود إلى مشروع شق طريق أميركي سهل عملية الوصول إلى الأماكن المقصودة. لكنه أصبح يخشى، في أعقاب اتفاقية المصالحة الأخيرة بين الحزبين الفلسطينيين المتنافسين، فتح العلمانية و حماس الإسلامية، من احتمال توقف الدعم الأميركي. ذلك لأن الولايات المتحدة والعديد من البلدان العربية والأوروبية يعتبرون حماس مجموعة إرهابية، وهم يبدون استعداداً لدعم السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس من فتح، وإنما شريطة عدم إشراك حماس. ومع حلول الوقت الذي يزور فيه البابا بيت لحم يوم 25 أيار (مايو) الحالي، فإنه قد يجد الشوارع مليئة بالنفايات.
هذه المخاطر حقيقية. فبالكاد مر عامان على إنهاء أميركا مقاطعتها الأحدث لبيت لحم. وقد دامت تلك المقاطعة سبعة أعوام بعد أن انتخب أبناء البلدة ممثلين من فصيلين صنفتهما الولايات المتحدة مجموعتين إرهابيتين في المجلس. ويبدي السيد أبو ردينة قلقاً من أن تبدو اللوحات الإعلانية التي نصبت مؤخراً وهي تطري على إنجازات ذراع المساعدات الأميركية USAID قديمة في وقت قريب. ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن مسؤولي وكالة المساعدات الأميركية ألغت الاجتماعات، ولو مع الاعتذار، غداة إعلان حماس وفتح عن اتفاقهما.
وشرح المسؤولون الأميركيون بالقول إن الكونغرس لن يسمح لهم بـ "تمويل الإرهاب". وحيث إن الاتفاقية تعرض على الغزيين احتمال بعدم محاصرة جيبهم المحاذي للبحر، والذي تديره حماس، من جانب إسرائيل ومصر، فإن هناك احتمالاً بأن ينتهي المطاف بسطوة السيد عباس في الضفة الغربية وفي المراكز السكانية وقد دفعت الثمن.
لكن أميركا لم تقدم على قطع الروابط نتيجة لذلك. ففي اليوم الذي ألغى فيه مسؤولو "يو اس ايد" الاجتماع، منح البنك الدولي مبلغ 13 مليون دولار لمشروعات المياه العادمة، كما أقام وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مأدبة لرجال الأعمال من أجل جمع المال لصالح برنامج استثمار في فلسطين.
وفي نفس اليوم، كما يقول مسؤول فلسطيني رفيع، تحدث باراك أوباما مع السيد عباس هاتفياً لمدة نصف ساعة. وبينما ستجمد مشروعات جديدة، يقول مسؤولون أميركيون إن المشروعات القديمة قد تستمر. كما تمت إقامة حفل موسيقي بدعم من "يو اس ايد" في مدينة أريحا، في وادي الأردن.
من جهتها ، تقول حكومة إسرائيل إنها تريد من الغرب أن يظهر "وضوحاً أخلاقياً" من خلال قطع الدعم عن أي حكومة فلسطينية مدعومة من حماس، المجموعة المسؤولة عن قتل أكثر من 1000 إسرائيلي، العديد منهم من المدنيين.
قد يوافق الكونغرس الأميركي الإسرائيليين ويقدم على قطع الأموال عن الفلسطينيين رداً على الاتفاق بين حماس فتح. لكن هناك مسؤولين أميركيين آخرين يرون احتمالاً بوجود مزية في الأمر في حال قبلت حماس فكرة تسوية الدولتين مع إسرائيل. ويقول هؤلاء الأميركيون إن أوضاع حماس الصعبة في غزة قد تمكن السيد عباس من تأمين صفقة مفيدة لنفسه، ممهداً الطريق بذلك لعودته للسلطة هناك. وهم يخشون الآن أن تكون المقاطعات السابقة لحماس قد حرمت البلدان الغربية من التأثير في غزة، وساعدت في تمكين الإسلاميين من تشديد قبضتهم هناك. ويقول أحدهم أنه سيكون من الجيد بشكل عام أن يقدم الأوروبيون والعرب على التعويض عن النقص في المساعدات التي تقدم للفلسطينيين إذا دفع الكونغرس الإدارة الأميركية إلى التراجع عن تقديم المساعدات للفلسطينيين.
حتى اللحظة، ما يزال رد الحكومة الإسرائيلية أقرب للعواء منه إلى العض. وفي رد على الصفقة بين حماس وفتح، أعلن بنيامين نتنياهو ، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه علق المفاوضات مع السيد عباس، وأوقف تحويل عوائد الجمارك التي تحتل ثلثي موازنة السلطة الفلسطينية التي يرأسها السيد عباس. لكنه أقدم على الخطوة بعد سماحه أولاً بالمضي قدماً في التحويلات الشهرية خشية احتمال انهيار السلطة الفلسطينية من دون الحصول على التحويل الشهري، ما يعرض الضفة الغربية إلى فوضى عارمة . وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل كانت قد ساومت حماس في الماضي وتوصلت إلى ترتيبات معها لحالات وقف لإطلاق النار مرات عديدة منذ العام 2004.
إلى ذلك، يعتقد بعض الإسرائيليين بأن لديهم ما يكسبونه من خلال ضم حماس. ويقول يوناتان توفال من "ميتفيم"، المؤسسة الفكرية الليبرالية المتخصصة في السياسة الخارجية والتي تتخذ من تل أبيب مركزا لها: "يعرض الاستيعاب السياسي بين الفصيلين الفلسطينيين على إسرائيل الضمان بأن يتوافر شريكها المفاوض على الشرعية السياسية، حتى لو لم يتوافر على الدعم الكامل من جانب الشعب الفلسطيني." وقبل قطع المساعدات للأبد، قد يعمد السيد نتنياهو إلى الإنتظار لرؤية ما الذي لدى حكومة الوحدة الفلسطينية بالضبط، وماذا سيكون برنامجها —في الحقيقة، إذا كانت ستشكل من حيث الأساس.