استحقاقات كثيرة بانتظار "حماس" بعد القرار الاوروبي

99-TRIAL- غزة / خاص سوا  / يرى مراقبون ومحللون فلسطينيون ان قرار محكمة العدل الاوروبية رفع اسم حركة المقاومة الاسلامية( حماس ) من قوائم المنظمات الإرهابية يفرض على الحركة استحقاقات كثيرة وسيجعلها تنأى بنفسها عن أي علاقة بالحركات الاسلامية المتشددة.
وقررت محكمة العدل الأوروبية، في لوكسمبورغ، اليوم الأربعاء، شطب حركة "حماس" من قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية.
وكانت حماس ومنظمات مناصرة للفلسطينيين طعنت ضد تصنيفها في "قائمة الإرهاب".
وفي أول رد من "اسرائيل" على هذا القرار، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "نحن غير مقتنعين بمبررات الاتحاد الأوروبي بإخراج حماس من قائمة المنظمات الإرهابية، "إنها مجرد خلل تقني".
وأضاف "عبء الإثبات مفروض على الاتحاد الأوروبي، ونتوقع منهم إعادة "حماس" لقائمة المنظمات الإرهابية، لأن كلنا نفهم أن حماس منظمة قاتلة إرهابية وهدفها تدمير إسرائيل" وفق قوله.
ويؤكد المحلل السياسي ناجي شراب خلال حديث مع وكالة (سوا)، ان القرار الاوروبي يعكس موقف أكثر عقلانية من الدول الاوروبية تجاه حركة "حماس" والذي يأتي تأكيداً على شرعية المقاومة الفلسطينية وان "حماس" صاحبة مشروع وطني .
ويعتقد شراب ان هذا القرار بقدر ما هو مهم الا أنه يفرض على "حماس" استحقاقات كثيرة أولها النأي بنفسها عن أي اعمال قد يفسرها الاوروبيون بالإرهابية وفك ارتباطاتها بالجماعات والتنظيمات الاسلامية المتشددة، إضافة الى مراجعة مواقفها وخياراتها وأولوياتها.
وقال ان هذا القرار يفرض عليها (أي حماس) استحقاق مهم جدا وهو التمسك والتشدد بالمقاومة المشروعة ، أي ان تبتعد عن أي أفعال أو تصرفات قد تمس مشروعية المقاومة مثل العمليات الفدائية في قلب إسرائيل.
وأوضح شراب ان لهذا القرار جانبين الاول إيجابي والآخر استحقاقي يفرض على الحركة مراجعة خياراتها .
وأكد ان حماس اليوم فاعل رئيسي وإقليمي ودولي مؤثر ، ولكنها إذ ما أرادت ان تصبح أكثر مصداقية فعليها الالتزام ومراجعة سياساتها.
بدوره قال القيادي البارز في حركة حماس والنائب عنها في المجلس التشريعي مشير المصري، ان حركته تنظر بارتياح كبير، لقرار المحكمة الأوروبية لإزالتها من قائمة المنظمات الإرهابية.
وأكد المصري في تغريده له على توتير، "ان هذا القرار سترد عليه حماس، بمزيد من الانفتاح مع الاتحاد الأوروبي، ودول العالم التي تؤمن بالقضية الفلسطينية وتدعمها على قاعدة الحقوق للشعب الفلسطيني.
أما المحلل السياسي "أكرم عطا لله" فأوضح أن الإسرائيليين كانوا يحذرون سابقاً من هذا اليوم، لأنهم يدركون ما معنى أن يتم رفع حركة حماس من قائمة الإرهاب، منوهاً إلى أن الاتحاد الأوروبي ميز بهذه الخطوة بين حركات التحرر التي تقع تحت الاحتلال وبين المنظمات الإرهابية التي تقتل وتحتجز الرهائن.
وبين عطا لله في حديث لوكالة (سوا) ، أن ذلك القرار يجعل حركة حماس أكثر حذراً في سلوكها وأكثر قدرة على تفهم القوانين الدولية، "فقضية تفجير الباصات في المدنيين الإسرائيليين هذا في نظر العالم غير مقبول".
ونوه إلى أن الحركة توقفت عن تلك العمليات منذ 10 سنوات، وبقيت حركة تقاتل عسكريين محتلين، معتبراً أن إمكانية العودة للعمل ضد المدنيين الإسرائيليين تصبح صعبة في ظل رفع اسمها من قائمة المنظمات الإرهابية.
ورأى المحلل السياسي أن تلك الخطوة ست فتح المجال أمام حوار طويل مع الحركة، بعد أن كان محظوراً ذلك سابقاً، كما وسيفتح المجال أمام "حماس" الأفاق الدولية المختلفة والتي أغلقت في وجهها سنوات طويلة، وتصبح الحركة بذلك من الحركات السياسية التي تتحاور معها الحكومات في العالم.
وحول التوجهات الإسرائيلية بعد هذا القرار، لفت عطا لله إلى أن الاتحاد الأوروبي لديه ميول ورياح تغيير بدأت تهب منذ زمن، وله مواقف أصبحت أكثر جرأة ضد إسرائيل وأكثر انفتاحاً تجاه الفلسطينيين، مستبعداً أن يتراجع الاتحاد الأوروبي عن هذه الخطوة.
51
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد