عرض فيلم التين والزيتون لجورجينا عصفور في ملتقى اعلاميات الجنوب
عرض ملتقى اعلاميات الجنوب فيلم التين والزيتون للمخرجة جورجينا عصفور في قاعة الملتقى.
وتأتي هذه العروض ضمن مشروع " يلا نشوف فيلم! " والذي تنفذه مؤسسة شاشات سينما المرأة وبالشراكة مع جمعية الخريجات الجامعيات في غزة ومؤسسة عباد الشمس؛ لحماية الانسان والبيئة , وبتمويل من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج “تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين" وتمويل من مؤسسة CFD السويسرية وممثلية جمهورية بولندا في فلسطين .
ويستهدف مشروع #يلا_نشوف_فيلم مجموعة واسعة من الجمهور الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية و القدس ، ويسعى الى تطوير قدرات الفئات المستهدفة على النقاش، والتفاعل المتبادل، بهدف تعزيز مفاهيم الديمقراطية واحترام الحريات وتعزيز حرية الرأي والتعبير وقبول الآخر والتسامح والسلم الأهلي والمسئولية المجتمعية.
وتخلل العرض الذي استمر لأكثر من ساعتين قضايا اجتماعية وسياسية متنوعة ترتبط بالمرأة الفلسطينية بشكل عام، وقضايا المرأة بشكل خاص، كصمود المرأة الفلسطينية في وجه المستوطنين، ونظرة المجتمع للأرملة، واختيار الزوج، وتعدد الزوجات، والتعايش الإسلامي المسيحي على أرض فلسطين.
ويروى الفيلم قصة امرأة فلسطينية من مواليد عام 1936 من منطقة بيت صفافا، مستعرضاً قصة زواجها وحياتها كأرملة، وكفاحها ضد المستوطنين للاحتفاظ ببيتها.
وقد حضر العرض ثلة من الاعلاميين والصحفيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أبدوا نقاشاتهم بالتحليل المنطقي للفيلم من كافة النواحي الفنية والتصويرية والمضمون الذي يحمله الفيلم، فالنقاشات حملت في طياتها النقد بأدق التفاصيل للفيلم باختصاص الحضور بالنقد السينمائي وذلك في مقر ملتقى اعلاميات الجنوب بمحافظة رفح.
وأبدت الصحفية ايمان نصر الله اعجابها بالفيلم قائلة: "التين والزيتون قصة السيدة جورجيت التي روت قصة حياتها لتنمي داخلنا الشعور بحب الوطن أكثر والحنين للماضي الذي لطالما سمعناه من أجدادنا لتنفي ما يقوله اليهود، الكبار يموتون والصغار ينسون.
كما اثنت على عملية تصوير المخرجة للمشاهد وطريقة عرض مقتنياتها قائلة:" عرض الصور وتنقلاتها ما بين الماضي والحاضر ودموعها التي شاركتها روايتها كل هذه التفاصيل كانت كفيلة لأن يجذبني الفيلم ويثير اهتمامي واستمتع بمشاهدته."
بينما أوضح أسامة الطويل بأن الفيلم يتحدث عن الحق التاريخي للشعب الفلسطيني من خلال تعزيز الانتماء والتمسك بالأرض ورفض كل وسائل المساومة والمقايضة، كما أنه يوضح ويحاكي حجم المعاناة التي تعرض لها شعبنا خلال عدوان٦٧ جراء هشاشة الجيوش العربية امام جيش الاحتلال الغاصب. كما أفاد بأن الفيلم يعزز الحفاظ على التراث الفلسطيني من خلال الجمع بين الحزن والفرح وبهذا يسجل التين والزيتون رسالة قوية لتحدي المحتل الغاشم.
وعبرت الصحفية هبة المسحال عن مدى اعجابها بالفيلم, لما فيه من احداث تلقائية طبيعية, كالحوار بين المخرجة و السيدة خلق نوع من القرب و الألفة استطاعت المخرجة ايصال بعض من ملامح الشخصية من المشاهد الاولى, كما اثنت على طريقة الدمج بين الماضي و الحاضر, نقلت مدى تمسك الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه الدينية بالأرض و الوطن مهما عصفت به رياح الحروب و المصاعب, قائلة:" هذه السيدة تمثل شعب كامل صامد من سنة ١٩٤٨ حتى اللحظة, استطاعت ان تحمي بيتها و ارضها وتحمي عاداتها و تقاليدها, كما استطاع الفيلم ان يجمع شمل الشعب الفلسطيني وشمل عائلة السيدة جورجيت، بالرغم من كل المصاعب التي تمر بنا, فنحن نبحث عن الامل و الحب و الحياة ما استطعنا اليه سبيلا , كان ذلك واضحا من مشهد السيدة و هي تضع الكحل, و مشهد اجتماع العائلة.
وتحدثت فاطمة حسونة بأن الفيلم ساهم في استرجاع التراث الفلسطيني، كما أظهرت مخرجة الفيلم بأن الماضي ليس للاحتذاء به والتقليد فقط بل للابتكار والتطوير، وأن الذكريات تبقى محفورة في القلب مهما مضى عليها الزمان، كما أظهر الفيلم مبادئ وقيم الحفاظ على الأرض والعِرض، والصمود والصبر بالرغم من وجود الحزن والحسرة التي بدت على السيدة جورجيت على فقدان الزوج، وخوفها من المستوطنين الذين يعملون ليل نهار على ايذائها لكي تتخلى عن بيتها، إلا أنها تحدت الخوف بكل عزيمة وصمود للحفاظ على منزلها وعدم تفريطها بالأرض.
وفي ختام العرض أوصى المشاركين في العرض، بضرورة العمل على مثل هذه الأفلام التي تحاكي القضية الفلسطينية بطريقة جذابة وانتاج العديد من الأفلام الوثائقية لرفع درجة الوعى والانتماء لدى ابناء الشعب الفلسطيني في كيفية التصدي للهجرة والتهجير ومقاومة مشاريع تصفية القضية وكذلك التمسك بتراثه الفلسطيني وعرضها على طلبة المدارس اللذين اقتصرت لديهم قضية القدس واهلها وضواحيها بصور، بالإضافة فتح المجال لتبادل الخبرات في صنع أفلام وثائقية تحاكي معاناة غزة والضفة الغربية، وابراز قصص وثائقية ناجحة للاستفادة منها، وابراز الحداثة على الأفلام في ظل اختلاف التوقيت والزمن بما يتناسب مع الأحداث التي تجري الآن، كما أوصوا بتشجيع الخريجين والاعلاميين على انتاج وإخراج أفلام قصيرة ذات محتوى شيق مثير يجذب المشاهدين دون ارهاقهم للاستفادة من