كان محقاً أيمن سماوي حينما بشّر حضور حفل الافتتاح لمهرجان الفحيص يوم 2/8/2018 أنهم يعملون على توفير البسمة والفرح والانحياز للحياة، وكأنه برسالته هذه بما حملت من معان وآفاق تلقى نفحة قدرية تُشير إلى أن استمرارية المهرجان ونجاحه للمرة السابعة والعشرين، بمثابة رسالة مزدوجة: أولها لأهل الفحيص وللأردنيين ولكل من يعشق الحياة من المشاركين في المهرجان ورهانهم عليه، وثانيها لأولئك الذين يكرهون الحياة أسرى التطرف والعنف والبغضاء والتخلف، الذين فكروا بتوجيه ضربة موجعة للمهرجان وللحاضرين ولكنهم فشلوا حينما لم يتمكنوا، من توجيه الأذى لفعاليات المهرجان طوال عشرة أيام، تعبيراً عن يأسهم فلم يتمكنوا فكان أذاهم آخر يوم وبعيداً عن المهرجان في منطقة رخوة تحمّل تبعاتها رجال الأمن الذين تقبلوا التضحية حماية للوطن وأمنه ولمواطنيه. 


هنيئاً لأهل الفحيص وهم مرفوعو الرأس لأنهم سجلوا حضوراً ونشوة أمام باقي الأردنيين، وسجلوا للأردن هذا النجاح الأهلي من قبل متطوعين هاجسهم النجاح والتقدم ورفع مكانة بلدهم وأهلهم. 


مجلس الإدارة والنادي والبلدية يستحقون أرفع وسام وطني على ما أنجزوه، فلم يكن مجرد مهرجان، بل حدث حضاري نوعي متقدم ببرنامج ينافسون فيه أكبر المهرجانات وأكثرها كلفة، فالتنوع الغنائي والثقافي والبرنامجي والسياسي والرُقي في الأداء والتنظيم يجعل من يحضره يتباهى لأنه شارك، وسجل أنه كان ثمة متطلبات بدت مطلوبة، فعلى صعيد التكريم سجلوا تنوعاً فريداً باختيار الذوات الرفيعة، ولكنني سألت وطلبت أن يكون أحد المكرمين من أهل الفحيص وما أكثرهم من الشهيد ناهض حتر إلى الطبيب صايل مضاعين إلى عضو المكتب السياسي لحزب الشعب محمد خليل إلى عائلة أبو دية التي تبرعت بمبلغ ربع مليون دينار أردني لبناء المركز الثقافي لنادي الفحيص إلى المحامية عكروش. وتجاوب مع مطلبي رئيس اللجنة الثقافية أنور أبو زينة وعضو اللجنة الصحافي المنحاز أسامة الرنتيسي، وكان الرد الوجيه من قبل أيمن سماوي وياسر عكروش وكمال مضاعين أن الفحيص لا تكرم ذواتها، بل هي تكرم الآخرين، وصمت على متانة الجواب ونبله، ورفعة هؤلاء الذين يقدمون ولا ينتظرون الشكر والمباهاة. 


أهل الفحيص يستحقون التكريم من قبل كل الأردنيين، بل ومن الشعب الفلسطيني، فقد كانت رام الله حاضرة وفرق فلسطينية مشاركة، وقد شمل التكريم أحد أبرز نسائها المناضلات سلوى أبو خضرا، ما يدلل على عمق الانتماء الوطني والقومي بل والإنساني نحو قضية فلسطين وشعبها، ولهذا إن نجاح المهرجان وطنياً وقومياً واستمراريته سيأخذ مكانه العالمي حينما تتوفر الإمكانات، والإمكانات الرسمية محدودة، ولكن كرم القطاع الخاص هو الرافعة الأهم لنجاح المهرجان وتغطية احتياجاته. 


مبارك لأهل الفحيص، نجاحهم، والسلامة لهم على فشل الإرهاب الذي حاول المس بهم، وكان التضحية من الرجال الذين يستحقون أن يُقال لهم لكم الوفاء والتضحية وأن تبقوا مرفوعي الرأس دائماً، وأن تُكرم عائلة الشهيد العام المقبل، بإطلاق اسم علي قوقزة على مهرجان العام القادم. 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد