مشعل: لدينا خيارات في حال تنصل الاحتلال من التهدئة

الدوحة/ سوا/ أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في الذكرى السابعة والعشرين لانطلاقة حماس, ان حركته لديها خياراتها حال تنصل الاحتلال من التهدئة، ومستعدون للتوافق وطنيا على استراتيجية موحدة.

وقال مشعل في حوار مطول في ذكرى انطلاقة حركة حماس الـ 27 مع صحيفة الرسالة المحلية ونشر اليوم، لا شك أننا نمر في مرحلة غاية في التعقيد في الساحة الفلسطينية وفي المنطقة وعلى المستوى الدولي، وبالتالي نحن نبحر عبر عباب هذا المحيط المتلاطم في الأحداث والصراعات والاستقطابات وتغير الاصطفافات وتبدل المعادلات.

وأضاف: حماس وفي ظل التحولات السياسية المختلفة وفي ظل ذكرى انطلاقتها بعد سبعة وعشرين عامًا، تقف أمام محطة مهمة في تاريخها وهي مسيرة تجاوزت ربع قرن، لا شك أنها تمر في مرحلة معقدة وصعبة، وخرجنا قبل عدة شهور من حرب ضارية وعدوان إسرائيلي همجي على غزة ، التي خرجت صامدة ومنتصرة برغم فارق الامكانيات، وسجلت الحركة في مسيرتها نقاطًا مضيئة واستثنائية في مسيرة المقاومة، مع الاقرار بدور غيرنا من الفصائل وتضحياتهم الكبيرة، وقد أضافت الحركة الكثير في تاريخ هذه المقاومة".

ورأى مشعل أن مشهد المصالحة الداخلية مع حركة فتح غير مرض، ومتعثر وهو شيء مؤلم ومؤسف، وينبغي أن يستفزنا وأن يشكل تحديًا لنا، لأنه ليس موضوعا هامشيا، والاقرار بالمشكلة ضروري لدفعنا إلى العلاج وانقاذ الموقف.

وأضاف "لكن في ظل هذه الحقيقة المؤلمة أريد أن أناقش العامل الداخلي فقط، بمعنى كلنا نعلم أن العامل الخارجي أساسي في إفشال المصالحة ووضع العراقيل أمامها، والرغبة في بقائنا في مربع الانقسام. فالعامل الاسرائيلي وشروط الرباعية والتدخلات الخارجية والدولية وللأسف بعضها اقليمي، دائمًا لا تغيب، وهي حاضرة، وتعمل في معظمها بما يعاكس المصلحة الفلسطينية، لكن ثمة قوى معنية بإفشالنا سواء في المعركة النضالية أو ترتيب البيت الداخلي".

وأوضح أن هناك تقصير من حكومة التوافق ولا خلاف في ذلك، مشيراً إلى أنه لا يعقل أن غزة التي خاضت معركة خالدة وصمدت في وجه العدوان وحققت انجازات وانتصارات، وقدمت ابداعًا في المواجهة، أن يهضم حقها، فالأطراف التي تكلمت عن الإعمار، كثير منها لم يفعل شيئا والمجتمع الدولي مقصر.

ولفت إلى أنهم في حماس ساروا في مسارين متوازيين لمعاجلة الأمر، الأول مطالبة القيادة الفلسطينية ومؤسساتها وفي مقدمتها الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها في إعمار غزة، ولا شيء يمنعها من ذلك، وأي خطأ فالقيادة تعالجه وعلينا تحمل المسئولية جميعا دون استثناء.

وفي المسار الثاني تحركت مع كثير من الأطراف الرسمية والأهلية التي لديها القدرة بالمساهمة في الإعمار ولو بشكل جزئي، لأننا حريصون على سرعة إغاثة أهلنا، ونقول للجهات المانحة نسّقوا مع حكومة التوافق، المهم النتيجة: وهو الايواء والاعمار، ولا نريده أن يكون مجيرًا لفصيل بعينه، ولا ننازع الحكومة في مسئوليتها عن الاعمار.

وحول توقعاته في المرحلة المقبلة مع استمرار الحصار على غزة والمماطلة في إعادة الإعمار، قال مشعل: للأسف ثمة معوقات تواجهنا، وفي مقدمتها المعوقات الداخلية والتي تكمن في استمرار سياسة التنسيق الأمني، وآن الأوان أن تتوقف كل أشكال الاعاقة، لأنّ الارادة الفلسطينية لا يستطيع أن يوقفها أحد.

وأضاف: أدعو أن نفعل السلوك النضالي بكل أشكاله وعناوينه، وهو أمر مطلوب من الجميع، وليس من الفصائل فقط أو حماس، دون أن نراهن على المفاوضات أو استئنافها أو قصر التحرك في مؤسسات الأمم المتحدة، وإن كان ذلك أمرا نشجعه، فنحن نريد تحركًا في كل الميادين في مواجهة الاحتلال.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد