حمّلا حماس السبب

غرينبلات وكوشنير يهددان بإلغاء خطة دعم غزة

مستشار وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنير وسط مسؤولين أميركيين

هدد مستشار وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنير، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات بإلغاء خطة دعم غزة وإنعاشها اقتصاديا.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن كوشنير وغرينبلات المسؤولان الرئيسيان بالعمل على الخطة الأمريكية للسلام المعروفة باسم " صفقة القرن " هددا بالتخلي تمامًا عن دعم قطاع غزة؛ بسبب (أحداث العنف) الذي تقودها حركة حماس .

وذكرت الصحيفة أنه قبل 5 أشهر، بدأ كوشنر تحويل تركيزه بهدوء من التوسّط في "صفقة القرن"، إلى معالجة الأزمة الإنسانية الشديدة في قِطاع غزة.

وتقول الصحيفة إنه بإعلان كوشنير وغرينيلات، مبعوث الرئيس الخاص لشؤون المفاوضات الدولية، عدم رغبة أي مستثمر أجنبي في ضخ الأموال إلى داخل غزة أثناء ما يُسمِّيانه "صِراعًا مدفوعًا من حماس"، فإنَّهما يعيدان النظر في مسعاهما لإعادة بناء اقتصاد غزة كوسيلة ل فتح الباب أمام اتفاق سلام أوسع.

وقال كوشنير، الأحد، "قادت حماس غزة إلى حالة من اليأس. والاستفزازات لن تُكافأ بالمساعدات". مؤكدًا أن قادة حماس "بحاجة لإظهار نية واضحة لإيجاد علاقة سلمية مع جيرانهم" بغية تدفق المساعدات وأموال الاستثمار.

وتُشير الصحيفة إلى أن كوشنير وغرينبلات، إلى جانب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، وسفير واشنطن في إسرائيل ديفيد فريدمان، أعربوا عن آرائهم حيال الأوضاع في غزة في مقالات -وصفتها نيويورك تايمز بأنها "غير عادية"- كتبوها بصحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "سي إن إن" الأمريكيتين.

أقرأ/ي أيضا: خياران أمام حكومة نتنياهو لإنهاء مشكلة غـزة

وتذكر الصحيفة أن "المسؤولين في إدارة ترامب، ألقوا باللوم في أحداث العنف على قادة حماس، الذين تعرَّضوا للإدانة من قِبل المسؤولين الأمريكيين باعتبارهم "فاسدين وحاقدين"، واتُهِموا بمهاجمة إسرائيل بلا هوادة على مدار الأشهر القليلة الماضية بـ "الصواريخ وقذائف الهاون والأنفاق وقنابل الطائرات الورقية وغيرها من الأسلحة"، الأمر الذي ينفيه الجانب الفلسطيني، وفق ما نقلته صحيفة مصراوي.

وهدّدت الاشتباكات بالتحول إلى صراع أوسع يوم الجمعة الماضي، حين ضربت المقاتلات الإسرائيلية أهدافًا في أنحاء قطاع غزة، بعدما قتل قنّاص فلسطيني جندياً إسرائيلياً على طول السياج الحدودي.

ويلتزم كلا الجانبين الآن بوقف إطلاق نار، فيما قالت إسرائيل، الأحد، إنها ستعيد فتح المعبر التجاري الرئيس للقطاع إن صمدت الهُدنة ليومين آخرين.

انتكاسة جديدة

مع ذلك، ترى الصحيفة أن الحديث عن حرب جديدة في غزة بمثابة "انتكاسة أخرى" لـ "كوشنير وغرينبلات"، وهما دبلوماسيان حديثا العهد أوكل لهما ترامب مسؤولية التفاوض حول ما يُعرف بـ "صفقة القرن".

وبعد قرابة 18 شهرًا من العمل، وأكثر من 12 زيارة إلى الشرق الأوسط، لا يزال توقيت طرح خطتهما للسلام "مُبهمًا".

وفي مقابلة سابقة قبل التصعيد الأخير في غزة؛ قال كوشنير "لدينا الخطة جاهزة -في معظمها- وحين يكون التوقيت ملائمًا، سنطرحها".

وبينما ينتظر كوشنير وغرينبلات من أجل توقيت أفضل لإطلاق خطتهما، تقول الصحيفة إنهما "قاما بتحويل غزة إلى مشروع".

وتُشير النيويورك تايمز إلى أن تركيز كوشنير على القطاع يبدو منطقياً؛ لأنه "لا يمكن لأي اتفاق سلام أن ينجح دون حل وضعية القطاع، ولأن تحسين ظروف المليوني فلسطيني الذين يعيشون هناك قد يوفر مسارًا غير متوقع لاتفاق أوسع نطاقا مع السلطة الفلسطينية القائمة في الضفة الغربية"، وفق قولها.

ونقلت عن كوشنير قوله: "عليك أن تكتشف أي الأوراق تلعب وفي أي وقت. الحصول على نتيجة إيجابية هناك قد يمنح الزخم لباقي العملية".

والأسبوع الماضي، كتب كوشنير وغرينبلات وفريدمان مقالًا بصحيفة واشنطن بوست: "بدلًا من تحيُّن الفرص لتسليح كل شيء بدءًا من الطائرات الورقية وحتى المرايا بهدف مهاجمة إسرائيل، على حماس تركيز جهودها على تحسين اقتصاد غزة".

أقرأ/ أيضا: 5 أسباب تشجع إسرائيل على ضرب قطاع غـزة

وقال المسؤولون إن "البيت الأبيض يُجري تشاورات لمحاولة تجنّب نشوب حرب أوسع نطاقًا في القطاع، فيما تدعم الولايات المتحدة بحزم حق دولة الاحتلال في الدفاع عن نفسها".

وبحسب الصحيفة، اقترح مقال الرأي أن "اهتمام المسؤولين الأمريكيين مُنصبّ على إقامة حُجج ضد حماس".

وفي مقال نُشر على شبكة "سي إن إن"، نسب المسؤولون الأربعة الفضل للجمعية العامة للأمم المتحدة في عدم موافقتها تلقائيًا على قرار يدين إسرائيل وحدها على العنف في غزة؛ (حصلت الولايات المتحدة على الدعم لتعديلٍ يُحمّل حماس المسؤولية لدورها في إثارة العنف). وأعربوا عن أملهم في أن تُظهِر الأمم المتحدة عقلية متفتحة مماثلة حين تطرح الولايات المتحدة "صفقة القرن".

ولا يزال كوشنير وغرينبلات يمضيان في إجراء مباحثات بين السلطة الفلسطينية وحماس، قد تقود إلى "حكومة وحدة" في غزة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية. ويعتقدان أن "حماس يمكن أن تشارك في حكومة كتلك، شريطة الموافقة على التخلي عن العنف، والاعتراف بإسرائيل، والانخراط في مفاوضات سلمية"، وفق النيويورك تايمز.

آمال مستحيلة

بيد أن دبلوماسيين انخرطوا في مفاوضات سابقة -عديمة الجدوى بنفس الدرجة- في الشرق الأوسط قالوا إن تلك الآمال بعيدة المنال؛ لأن حماس لن تتخلى أبدًا عن أسلحتها. وحذروا من أن التعثر في غزة قد يُصعِب من إمكانية الوصول لاتفاق أوسع نطاقًا.

ونقلت الصحيفة عن فرانك لوينشتاين، الذي عمل مبعوثًا خاصًا للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في نهاية حكم إدارة أوباما، قوله إن "حل مشكلة غزة لا يُمثّل أمرًا غير ضروري وحسب، بل إن التأخير الطويل يجعل الأمر أكثر صعوبة؛ لأنه يُرسِّخ أكثر واقع الدولة الواحدة على الأرض في الضفة الغربية".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد