على طاولة مستديرة جلس قُرابة ال 100 مُختص في التعليم، من أجل مناقشة فرص نجاح التعليم التحرري في الأراضي الفلسطينية، المجتمعون من مختلف شرائح المجتمع وصناع القرار من المجلس التشريعي والمختصين التربويين واعلاميين ومؤسسات تعليمية، ناقشوا آليات تطبيق التعليم التحرري المبني على تطوير المهارات والابتكار والابداع لدى المتعلم، وتطبيق مفاهيم التفكير الناقد الذي يسعى لبناء قيم التسامح وتقبل الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات، ويعتمد اعتماد كُلي على التكنولوجيا الحديث لمجاراة التطور في موكب التعليم العالمي، وهو عكس التعليم البنكي القائم على الحفظ والتلقين.

"مشروع خطوة نحو تعليم أفضل" والذي يُشرف على تنفيذه في قطاع غزة مؤسسة بيت الصحافة، يسعى إلى تسليط الضوء على أهم المشاكل والتحديات التي تواجه التعليم في قطاع غزة، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية تلك التحديات، وتوفير نشطاء من أجل الضغط والمناصرة في تطبيق مفاهيم التعليم التحرري في المنهاج الدراسي.

حيث ناقش المجتمعون أثر الأوضاع السياسية والاقتصادية على التعليم في قطاع غزة، والظروف المحيطة بواقع التعليم الأساسي في القطاع، كما تطرق الحضور في نقاشهم إلى معززات التعليم في فلسطين من خلال النهج التحرري، وهل نحن حقاً بحاجة إلى تعليم تحرري، من أجل إعادة الهيبة للتعليم الفلسطيني.

يحتاج التعليم الفلسطيني إلى الدقة في العمل بالإرشاد التربوي داخل المدارس، وإعطاء حصص إضافية للفنون والرياضة، خاصة في ظل الضغط النفسي لطلبة المدارس في حياتهم، التي تتأثر بالسلب جراء الحروب والواقع السياسي المرير، والأزمات الاقتصادية المتتالية على سكان القطاع بالتحديد، مع العمل على انشاء لجان طارئة للنهضة بعملية التعليم، تسعى لتوفير خطط وطنية تربوية شاملة، يعتمد بالضرورة على تطوير أنظمة ترفيهية ولا منهجية في التعليم.

يكادُ يختلف واقع المعلمين في الأراضي الفلسطينية عن غيرهم، فهم نواه التعليم التحرري، ولذا يجب الاهتمام بالكفاءات وتطوير قدراتها ومهاراتها لتتلاءم مع الواقع الجديد، والذي يشهد طفره في التقدم التكنولوجي، وهذا يقع على كاهل مؤسسات التعليم ومؤسسات المجتمع المدني وضرورة مشاركتها في دعم وتطوير الأنظمة الحديثة للتعليم، بُغية تعديل سلوك الطلبة وتقبل أولياء الأمور للتطور العلمي من خلال تفعيل دورهم في المساهمة بتطوير أجندة التعليم بما يخدم العملية التربوية بشكل فعال.

بالعلم وحدة تستطيع الأمم النهوض وتغيير واقعها، ونحن كشعب فلسطيني نعيش تحت الاحتلال فلابد من دمج أنظمة العليم في جميع مجالات الحياة، وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني والأهلي في دعم التعليم التحرري، ودمج وزيادة الاهتمام بذوي الإعاقة وتبني استراتيجية شاملة لدمجهم مع الأسوياء في مراحل التعليم المختلفة، والتوجه نحو اكتشاف الإفطار الإبداعية لدى الأطفال في مراحل متقدمة من العمر، ودمج التكنولوجيا الحديثة والمتطورة في التعليم وتطبيقها بشكل فعلي، لإحداث التغيير الحقيقي في مستويات التعليم، وتطوير أدوات البحث العلمي، في المدارس كي يتمكن الطلاب بعد ذلك، من مجاراة التجديد في المناهج التعليمية المتطورة، ونستعيد هيبة التعليم الفلسطيني من جديد.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد