هكذا سرق 'الموساد' ملفات طهران النووية السرية
كشفت تقارير صحفية أمريكية عن تفاصيل جديدة بشأن سرقة جهاز "الموساد" الإسرائيلي في 31 يناير الماضي، ملفات تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
وتظهر التفاصيل الجديدة التي نشرتها "واشنطن بوست" الأحد أن طهران حصلت على معلومات صريحة لتصميم أسلحة من مصدر أجنبي وكانت على أعتاب إتقان تقنيات القصف الرئيسية عندما تم وقف البحث قبل 15 عاما.
وأظهرت الوثائق أن الجهود الإيرانية الطموحة عالية السرية لبناء أسلحة نووية شملت بحوثا مكثفة في صنع معادن اليورانيوم بالإضافة إلى اختبار متطور للمعدات المستخدمة لتوليد النيوترونات لبدء تفاعل تسلسلي نووي.
وقال التقرير إنه في الوقت الذي أوقف فيه المسؤولون الإيرانيون الكثير من العمل في عام 2003، تُظهر المذكرات الداخلية كبار العلماء وهم يضعون خططا مكثفة لمواصلة عدة مشاريع سرا، مخفية في إطار برامج الأبحاث العسكرية القائمة، حيث كتب عالم إيراني في إحدى المذكرات، "سيقسم العمل إلى قسمين الأول سري (هيكل وأهداف سرية) والثاني علني".
ولا تحتوي الوثائق المسروقة على أي كشف عن النشاط النووي الأخير ولا دليل على أن إيران انتهكت الاتفاق النووي لعام 2015 الذي توصلت إليه مع الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى.
واستغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوثائق في الأسابيع الأخيرة لشن هجمات جديدة على الاتفاق النووي الذي يقول مسؤولون إسرائيليون إنه غير كاف لاحتواء طموحات إيران النووية طويلة الأجل.
وواصل فريق كبير من الخبراء الإسرائيليين الكشف عن تفاصيل جديدة وتقاسموا في الوقت نفسه المعطيات مع وكالات الاستخبارات الأمريكية والأوروبية وكذلك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والوكالة الأممية المسؤولة عن مراقبة النشاط النووي الإيراني، كما شارك المسؤولون الاكتشافات الأخيرة مع مجموعة صغيرة من وسائل الإعلام الغربية الأسبوع الماضي، بحجة أن الأدلة التي كشفت حديثا عن أبحاث الأسلحة النووية المتقدمة في طهران، إلى جانب جهودها المتقنة لإخفاء النشاط مع الحفاظ على الدراية التقنية للاستخدام المستقبلي، تظهر أن إيران لا يمكن الوثوق بها، بحسب ما نشر في التقرير.
وعارضت إيران صحة الوثائق التي حصلت عليها إسرائيل، واصفة إياها بالتزوير، فيما لم يرد المسؤولون الإيرانيون في بعثة الأمم المتحدة بنيويورك على طلب للتعليق.
إلى ذلك، قال مسؤول إسرائيلي كبير لصحفيين أمريكيين في الإحاطة الإعلامية في تل أبيب "هذا الأرشيف يفسر سبب شكوكنا"، مضيفا "هذا يفسر السبب في أن الاتفاق النووي بالنسبة لنا أسوأ من لا شيء لأنه يترك أجزاء أساسية من البرنامج النووي دون معالجة.. إنه لا يعيق طريق إيران نحو القنبلة إنه يمهد الطريق الإيراني إلى القنبلة".
وقال جيك سوليفان المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية والمشارك في مناقشات مبكرة مع إيران: "كنا حول المائدة التفاوضية لأننا نعلم أن إيران كانت تمتلك طموحات لبناء قنبلة نووية، وأردنا التوصل إلى اتفاق يمكن التحقق منه لمنع هذه الطموحات".
وأفاد مسؤولون استخباراتيون إسرائيليون بأنهم علموا في أوائل عام 2017 بأن إيران بدأت بشكل منهجي في جمع سجلات حول أبحاث الأسلحة النووية السابقة في البلاد ونقلها إلى مستودع واحد في منطقة شوراباد بجنوب طهران، مشيرين إلى أن المبنى موجود في صف من المستودعات الصناعية ولم يكن هناك أي وجود أمني ظاهر أو ميزات أخرى تشير إلى أن المكان يحتوي على شيء غير عادي.
إلى ذلك، بين التقرير أن عملاء الموساد تمكنوا من معرفة التصميم الداخلي للمبنى، بما في ذلك الموقع والمحتويات العامة لـ32 خزنة تحتوي على سجلات ورقية وصور وملفات تخزين كمبيوتر من "Project Amad"، وهو الاسم الرمزي للمشروع النووي الإيراني، مؤكدا أن الجواسيس درسوا الخصائص الأمنية للمبنى وتتبع حركات وجداول العمال الذين احتفظوا بالأرشيف.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن عملاء المخابرات الإسرائيلية تمكنوا في 6 ست ساعات 29 دقيقة من إنهاء المهمة ومغادرة المدينة.