الاحتلال منع زيارة جريح فلسطيني من غزة رغم أنه ليس معتقلاً
قالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي عمل طوال اسبوعين على منع المحامين الفلسطينيين وأبناء العائلة من زيارة ومحادثة صبي فلسطيني (15 عاما)، كان قد نقل للعلاج في إسرائيل، بعد إصابته بجراح بالغة الخطورة، جراء تعرضه للنيران الإسرائيلية، بالقرب من السياج الحدودي في قطاع غزة .
وجاء هذا المنع على الرغم من أن إسرائيل لم تعتبر الصبي موقوفا، وتم تسريح الصبي الفلسطيني، آدم سالم، فقد بعد توجه صحيفة "هآرتس" والتهديد من قبل مركز "غيشاه" (وصول) ومركز "ميزان" بتقديم التماس إلى المحكمة.
وكان الحراس في مستشفى برزيلاي في عسقلان، قد منعوا المحامين الإسرائيليين الذين مثلوا الأسرة، من زيارة الصبي، كما منعت إسرائيل دخول والدته من قطاع غزة لزيارته في المستشفى.
وكانت النيابة العامة قد أعلنت في البداية، أنه سيتم استدعاء والدة الصبي لاستجواب أمني، ولكن في وقت لاحق تم تسريح الصبي من المستشفى، وهو في حالة متوسطة ولا يزال في حاجة إلى علاج طبي ، وهو يتواجد الآن في منزله في غزة ومن المتوقع أن يتم نقله إلى مستشفى العودة في المدينة.
وبحسب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، فقد حاول سالم عبور السياج الحدودي في شمال قطاع غزة، في 27 حزيران مع فلسطينيين آخرين، وأطلقت قوة تابعة للجيش الإسرائيلي النار عليهم وأصابت سالم بجروح بالغة ، وقد عبر الجنود السياج ونقلوه إلى الأراضي الإسرائيلية، ومن ثم إلى مستشفى برزيلاي في عسقلان. ومنذ ذلك الحين، خضع لحراسة الجنود وأفراد الأمن في المستشفى.
وقال مركز "غيشاه" إنه لم يقم أي مسؤول إسرائيلي بالاتصال بالأسرة حين كان سالم في المستشفى، ولم يتم اطلاعها على حالته.
وفي الأسبوع الماضي، طلبت والدة سالم، أنعام سالم ديب، زيارة ابنها. وحولت لجنة الشؤون المدنية الفلسطينية الطلب إلى مكتب التنسيق الإقليمي في مكتب منسق الأنشطة الحكومية في المناطق، لكنها لم تتلق أي رد. كما لم يسمح للمحامين بالدخول إلى غرفته في المستشفى.
وقال المحامي محمد جبارين لصحيفة "هآرتس": " دخلت إلى المستشفى، لكن حراس الأمن لم يسمحوا لي بالوصول إلى غرفته".
وفقا لجبارين الذي حاول هو والمحامي الآخر، كريم عجوة، مقابلة سالم في أيام منفصلة، أنه كان لديه توكيل من العائلة، لكن حراس الأمن رفضوا ادعاءه بأن سالم ليس شخصًا قيد الاعتقال.
وقال جبارين "توجهت للشرطة العسكرية وقالوا انهم يحرسونه. طلبت منهم رؤيته، فقالوا عدة مرات إن الطلب قيد الفحص، لكنهم لم يعيدوا الاتصال بي".
وقال سالم لصحيفة "هآرتس"، أمس، إنه كان تحت إشراف الجنود.
وأضاف أنه قبل يوم من عودته إلى غزة، قيل له إن هناك نية لإطلاق سراحه، لكنه تم إبلاغه بالإفراج الفعلي عنه قبل ساعة واحدة فقط من مغادرته للمستشفى.
وقال سالم إن امرأة تعمل في التنظيف في المستشفى أعطته 200 شيكل لشراء السلع الأساسية، لكن الجنود أخذوا قسما من المال.
وقال عماد سالم، والد آدم، إن ابنه أصيب برصاصة في ركبته، في منطقة أبو صفية، حيث يقول إن هناك أرض زراعية تخص عمه.
وبين الأب إن ابنه تم استجوابه عدة مرات من قبل الجنود الذين سألوه من أرسله إلى السياج وما إذا كانت حماس قد دفعته للقيام بذلك.
وأضاف الأب "أخبرني أنهم هددوه وصاحوا به، وضربه جندي على ساقه، لكنه قال إنه وعائلته لا علاقة لهم بحماس".
ورغم أنه لم يُسمح لمحامي سالم وأفراد أسرته بزيارته، فقد تمكن مواطن إسرائيلي عادي من دخول الغرفة وشتم الصبي.
وقام المواطن بتوثيق دخوله إلى الغرفة ونشر الشريط على صفحة الفيسبوك التابعة ليوآف إلياسي (الناشط اليميني المعروف بلقب الظل). وفي الخلفية يسمع صوت الجنود وهم يقولون له إنه ممنوع التصوير.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الجنود قاموا على الفور بتبليغ ضابط الأمن في المستشفى، فغادر المدني الغرفة.
ورفض مستشفى برزيلاي التعليق على حالة سالم، وقالوا هناك إن "المستشفى يعمل وفقا لتعليمات الجيش".
وقال المحامي عجوة إن حراس الأمن في المستشفى استشاروا الجنود الذين كانوا يحرسون الفتى وابلغوه قرارهم رفض السماح له بزيارته.
وبعد تسريح الفتي من المستشفى قالوا إن "الفتى يحتاج إلى علاج طبي ولكن لأسباب أخلاقية تقرر نقله لتلقي العلاج في مستشفى بغزة قرب عائلته، وعدم تعريض صحته للخطر".
وادعى الجيش الإسرائيلي أنه "تم نقل الفتى لتلقي العلاج في إسرائيل بعد إصابته في ساقه، إثر قيامه بتخريب العائق الأمني ومحاولة التسلل إلى إسرائيل، وأعيد بعد ذلك إلى قطاع غزة".