معاريف: لهذا السبب قرر نتنياهو تشديد الحصار على غزة
تطرقت صحيفة معاريف العبرية، اليوم الأربعاء، للسبب الذي دفع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتشديد الحصار على قطاع غزة ، من خلال إغلاق معبر كرم أبو سالم ومنع إدخال معظم السلع، فضلا عن تقليص مساحة الصيد في بحر غزة.
وقالت معاريف، أن قرار نتنياهو، إغلاق معبر "كرم أبو سالم" التجاري، وتشديد الحصار على قطاع غزة، يأتي كمحاولة إسرائيلية لاستعادة المبادرة من يد حركة حماس ".
وأوضح الكاتب الإسرائيلي بالصحيفة، تل ليف رام، أن قرار الإغلاق الجزئي لمعبر كرم سالم في وجه عبور البضائع من وإلى قطاع غزة، وتغيير السياسة الإسرائيلية، اتخذ بعد مداولات جرت في قيادة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة، بعد 100 يوم من استمرار مسيرات العودة، وانطلاقا من قرار الجيش عدم تشديد الرد في هذه المرحلة".
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعي أن "حل أو وقف الطائرات الورقية لا يلوح في الأفق، حين يكون ثمن الخسارة الكفيلة بأن تلحق بحماس في هذه المرحلة لا يدفعها لتغير طريقة عملها، وذلك حين يكون بالتوازي معبر رفح مفتوحا".
وزعم رام أن "الجيش يمتنع عن مهاجمة أهداف لحماس في عمق القطاع ردا على استمرار إطلاق الطائرات الورقية، وإضافة إلى ذلك، فإن الحلول الدفاعية هي الأخرى تتأخر"، لافتا إلى أن "الفهم الآن في جهاز الأمن؛ أننا وصلنا إلى طريق مسدودة، ليس فيها عمليا أي ضغط حقيقي على حماس يضعها أمام معضلة التوقف عن إطلاق الطائرات الورقية".
ولفت إلى أن "هذا المنطق قد يكون واضحا في عيون الإسرائيليين، ولكن ليس لحماس أي طريق خاص بها لتحليل الأمور"، مضيفا: "في هذه اللحظة على الأقل يبدو أننا أقرب لجولة العنف التالية من حل آخر سياسي لا يلوح في الأفق".
ونوه بأن مسيرات العودة والطائرات الورقية، "قيد القيادة السياسية في إسرائيل، ورفع مرة أخرى موضوع غزة لجدول الأعمال العالمي"، معتبرا أن الوضع الحالي، "يعبر بقدر كبير عن أن المبادرة كانت حتى الآن بيد حماس، فيما كانت إسرائيل بالأساس ترد في ضوء الوضع الآخذ في التصعيد".
وأضاف: "في الأشهر الأخيرة، اتسعت واقتربت المواجهة في قطاع غزة، ولكن بخطى صغيرة، فيما كان واضحا للطرفين بأنه دون حل ذي مغزى أكبر للوضع، فإن المواجهة في غزة هي مسألة وقت فقط"، مؤكدا أن "حماس وإسرائيل تستعدان للمواجهة".
وذكر الكاتب الإسرائيلي أنه "لأول مرة منذ بدء الأحداث، تحاول إسرائيل استعادة المبادرة أمام حماس"، منوها بأنه بين اختيار المبادرة بعمليات عسكرية كالهجمات في القطاع، وإحباط (اغتيال) مركز لكبار المسؤولين أو ضرب الخلايا التي تطلق البالونات، تختار إسرائيل في هذه المرحلة تفعيل الضغط الاقتصادي، دون الوصول لمواجهة عسكرية".
واعتبر أنه "من الصعب توقع ماذا ستكون عليه نتائج الخطوة، لكن تجربة الماضي تفيد بأنه عندما اتخذت إسرائيل سياسة مشابهة، وأغلقت المعابر ردا على الصواريخ، فان هذا لم يؤد إلى وقفها".
وفي إسرائيل يأخذون بالحسبان بأن هذه الخطوة "كفيلة بأن تسرع سياقات التصعيد الزاحف قبيل المواجهة في القطاع"، وفق رام الذي بين أن "الجيش في الأسابيع الأخيرة يستعد لمواجهة محتملة، بما في ذلك على المستوى الدفاعي، حيث نشرت منظومة القبة الحديدية".
وتابع: "تأخر الجيش في فهم أنه لا يمكن مواصلة الوضع الحالي في الجنوب، وفي كل الأحول، هذا الوضع كفيل بأن يؤدي لمواجهة على أي حال"، لافتا إلى أن الجيش الإسرائيلي لو عمل بحزم في المراحل الأولية لإطلاق الطائرات الورقية، لتمكن من وقفها في مراحل مبكرة أكثر.
ومضى قائلا:" أما الآن، فقد "بات أصعب وقفها، وفي كل الأحوال فإن الطائرات الورقية هي فقط أداة ووسيلة، وفي حال غيابها ستأتي أداة أخرى"، بحسب الكاتب الذي أوضح أن "عمل إسرائيل الآن يستهدف وقف الانجراف، ودفع حماس للتوقف والتفكير".