بالصور: في غزة,, المال يُعادل الروح لدى 'صياد العودة'
منذ ساعات الصباح الباكرة، يقفز الصياد رامي الشريف على عكازيه قاصدًا بحر مدينة غزة ؛ كي يواصل عمله اليومي في مهنة الصيد، رغم قدمه التي أصابتها أعيرة الاحتلال النارية خلال مسيرة العودة الكبرى.
ونجا الصياد الشريف من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي خلال عمله في البحر غرب غزة أكثر من مرة، إلا أنه لم يفلت من غدر قواته لدى مشاركته في الفعاليات السلمية شرق المدينة.
يقول رامي لـ(سوا) إنه أُجبر على العودة للعمل في عرض البحر رغم وضع "البلاتين" على قدمه؛ كي يوفر قوت يومه وأطفاله الثلاثة في ظل الأوضاع الراهنة الصعبة.
ويستذكر الصياد الذي ورث هذه المهنة عن أبيه، أحد أيام العمل الصعبة في بحر غزة، حيث هاجمته بحرية الاحتلال وصادرتّ "غزلا" يمتلكه قيمته 8 آلاف شيكل، لكنه فرّ بجسده وقاربه قبيل الاعتقال.
ويضيف : "لكن لم أسلم من غدرهم شرق غزة، فأصابوني بشكل مباشر في قدمي كي لا تمكن من النزول إلى البحر مرة أخرى".
ويصف رامي حالته بعد الإصابة : "حينما استيقظت من العملية ورأيت البلاتين على طول قدمي، لم أستطع تخيل حياتي دون النزول إلى البحر"، معتبرًا نفسه "سمكة تموت إن غادرت الماء".
واضطر الشريف إلى دفع تكاليف علاجه من رصيده الشخصي، ما أدى إلى تراكم الديون عليه
ويضيف رامي : "يجب أن أعمل حتى لو كانت قدمي مصابة؛ كي أعيد هذه الديون لأصحابها وأعيل أسرتي".
ويشير إلى أنه لم يتبق أحد في أسرته يعمل بمهنة الصيد؛ نظرًا لتقدم والده في العمر، وإصابة نجله الأصغر، متابعًا : "نعيش أوضاعا صعبة، في ظل افتقارنا لأدنى مقومات الحياة الإنسانية".
المال يعادل الروح
وتبين أن قدّم الصياد الشريف في تدهور مستمر، حيث أبلغته الطبيب مؤخرًا بتفاقم الإصابة وحدوث نزيف والتهاب في الجرح؛ "بسبب عمله لساعات طويلة دون راحة".
وتساءل رامي : "ماذا أفعل لتوفير قوت أطفالي؟"، مضيفًا : "أصبح المال يعادل الروح لدي".
وطالب الشريف الجهات المختصة بمساعدته، وأن يكثفوا من اهتمامهم بجرحى مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار عن غزة
واستشهد منذ انطلاق مسيرة العودة قرابة 135 فلسطينيًا، فيما أصيب أكثر من 15 ألف مواطنًا، الغالبية العظمي منهم في الأقدام السفلية.