قيادي بارز بحماس يكشف الأفكار المطروحة لغزة ويتحدث عن زيارة القاهرة المرتقبة
كشف قيادي بارز في حركة " حماس "، تفاصيل الأفكار التي طُرحت من أطراف عديدة على حركته مؤخرًا بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة .
وذكر القيادي في حماس أسامة حمدان لبرنامج بلا حدود الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية ورصدته (سوا) أن المطروح يقضي بالقيام بجملة من التسهيلات التي تُعتبر حقوق طبيعية للفلسطينيين، مشيرًا إلى أن حركته ما زالت تبحث هذا الموضوع، "لكنها لن تقدم أي أثمان سياسية من ثوابتها ومبادئها أو تجاه صفقة القرن ".
ومن الأفكار المطروحة -بحسب حمدان- فتح الميناء والخط البحري، وتسهيل العمل على المعابر ورفع القيود على حركة التجارة والأشخاص، موضحًا أن "حماس ترى هذا الأمر طبيعيا، وواجبها أن تسعى لتحقيقه؛ لتحقيق آمال وتطلعات شعبنا".
ولفت إلى أن تركيز حماس الآن على الاتفاق على القواعد الأساسية، وهي المشاكل المتعلقة بالسفر والصحة وانسياب الحركة الاقتصادية في غزة ومشكلة الكهرباء واعادة اعمار غزة.
ونوه إلى أن الأفكار قدمت من جهات دولية وأخرى إقليمية، منوها إلى أن "بعضها جاء بعد حديث مع الجانب الإسرائيلي، والآخر بمبادرة مباشرة من هذه الأطرف"، دون أن يسميها.
وبين أن "حماس تعاملت مع كل الأطراف على قاعدة واضحة، بأنه ليس لديها حرج في استقبال الأفكار، ومنفتحة على دراستها، وأنها مستعدة للتعامل معها بإيجابية، "دون أن يعني ذلك المساس بثوابتنا الوطنية أو تقديم تنازلات ومنها صفقة القرن".
وعد أنه ليس ضروريا أن تقدم حماس تنازلات مقابل تحسين الاوضاع بغزة، موضحًا أن "مجرد حالة الهدوء هي مسألة مهمة ووحدها تكفي، وأنه على إسرائيل ألا تتوقع شيئا من الفلسطينيين".
وأشار إلى أنه "لم يتبلور شيء بعد من تلك الأفكار"، مضيفًا : " هناك مسار نتقدم فيه، لكن حتى الان لم نصل لنتيجة نهائية، وهذا المسار ندرس فيه الافكار فيه ونتشاور مع الجميع".
وأضاف : "نحاول مع الجميع ان نصل إلى صيغة مقبولة لدينا اولا وشعبنا والكل يدعمها والاقليم بعموم؛ لأنه يشكل ضمانة وحالة ضعط على اسرائيل".
وتابع : "معنيون في حل مشكلة غزة، ويدنا ممدودة بأن يتم ذلك في إطار بيئة وطنية وتوافق فلسطيني، لكن إن تعذر ذلك لا يمكن أن نقف في محطة الانتظار والشعب يعاني".
وأوضح أن حماس ليس لديها حرج بأن يتابع هذا الملف تحت حكومة وحدة وطنية "بعد تشكيلها"، وكذلك بعد إعادة بناء منظمة التحرير، "لكن لن نتوقف عن الجهد الذي نبذله".
صفقة تبادل
وأكد أن "حماس غير مستعدة للتنازل عن حقوق وثوابت فلسطينية"، لافتًا إلى أن "موضوع تبادل الأسرى شيء، والحديث في الملف الإنساني شيء آخر".
ونفى وجود أي تطورات جديدة بشأن ملف تبادل الأسرى، مبينًا أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو "يحاول ان يستخدم هذا الأمر، في اطار صراعاته السياسية الداخلية".
ونوه إلى أن الجانب الإسرائيلي يعطل هذا الموضوع، رغم وجود وسطاء وأفكار تجاوبت معها حماس، موضحًا أن قاعدة قضية الأسرى "صفقة تبادل كما في وفاء الأحرار (صفقة شاليط)".
العلاقة مع حزب الله
وبشأن علاقة حماس مع حزب الله اللبناني، ذكر أنها "لا تزال قائمة على أساس مواجهة الاحتلال"، مشيرًا إلى أنه "تم تجاوز الكثير من الأزمات التي مرّت بها المنطقة".
صفقة القرن
وبخصوص صفقة القرن، اعتبر أنه "لا توجد صفقة قرن، إنما ما يجري مشروع أمريكي إسرائيلي تحاول واشنطن فرضه على المنطقة من خلال اغراءات ستؤول لضغوط من نوع آخر، وتحاول أيضا ترتيب المنطقة من جديد لصالحها وجعل إسرائيل دولة لها دور وشرعية وتأثير بالمنطقة".
وشدد على أن خطة ترامب لن تنجح لسببين، أولهما أن الشعب الفلسطيني لن يقبل ذلك والمقاومة أيضًا، وكذلك كون ترتيب خارطة المنطقة ليس بالأمر السهل ولا يمكن لأحد أي يقرر ذلك.
وقال : "لا يمكن ان نقول هذه الصفقة سقطت لكن الحديث عن فشل جولة كوشنير يؤشر الى انه يمكن اسقاطها".
وعدّ أن أي محاولة عربية لتبرير التجاوب مع الموقف الامريكي "غير مقبولة".
وفي هذا السياق، كشف أنه كان لدى حماس إشارات منذ فوز ترامب وتسلمه مقاليد الحكم، بأن لديه مشروع لإنهاء القضية الفلسطينية عبر إسقاط قضية القدس واللاجئين، لكن لم تكن واضحة على أنها صفقة القرن، مستطردًا : "لذلك اندفعنا بقوة في موضوع الوحدة وإنهاء الانقسام، إلا أن هذا فسر على أنه ناشيء عن ضعف وقلق لدينا، فنشأت عقوبات جديدة على غزة".
زيارة القاهرة المرتقبة
وفي إطار متصل، أكد أن وفد من قيادة حماس سيتوجه إلى القاهرة قريبا لبحث ملف المصالحة والعلاقات الثنائية مع القاهرة، موضحًا أن المطلوب "تنفيذ اتفاق 2011 الذي يؤسس لشراكة جديدة".
وبين أنه لا يوجد مبادرة أو شروط أو أفكار جديدة، إنما تنفيذ اتفاق 2011 الذي يتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة بناء منظمة التحرير والذهاب لانتخابات.
وأشار إلى أن هنية طالب الجانب المصري خلال زيارته الأخيرة "الخاطفة"، بأن يكون هناك مبادرة مصرية بعقد مجلس وطني فلسطيني موحد "يمكن في مصر" وانتخاب قيادة فلسطينية وتشكيل حكومة ثم انتخابات.
وأوضح أن زيارة هنية سبقها زيارة لنائب رئيس حماس صالح العاروري التي جرى خلالها الاتفاق على مجموعة من القضايا، متابعًا أنه "كان لا بد من حسم التفاهمات لذلك طلبت مصر أن يتم ذلك من خلال قدوم هنية".
وأكد أن "مصر عبرت عن دعمها لخيارات الشعب الفلسطيني في تلك الزيارة"، لافتا إلى أن فتح معبر رفح تم بناء على طلب قديم "وهذا مرض".