حماس تتحدث عن أسباب أزمة الأونروا
أوضح عصام عدوان رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس أن أزمة الأونروا تعود لعدة أسباب، أبرزها أن الميزانية التي كانت تدفعها الولايات المتحدة هي الميزانية الأكبر بين كل المانحين؛ بحيث كانت تدفع واشنطن من (22%-25%) من ميزانية "الأونروا"؛ وانقطاع هذا الدعم أو تقليصه يخلق عجزاً حقيقياً في ميزانيتها.
وقال عدوان في تصريح صحفي تلقت "سوا" نسخة عنه اليوم الاثنين، إنه لا توجد مبشرات في المنظور القريب تُنبؤ بأن أزمة "الأونروا" المالية ستشهد وضعاً أفضل خلال السنوات القادمة.
وأضاف عدوان: "دوماً ما كنا نطالب الأمم المتحدة بتخصص ميزانية خاصة "للأونروا"؛ إلا أن الأخيرة لا تستطيع ذلك، نظراً لأن ميزانية "الأونروا" وحدها تعادل مجموع عدة منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة؛ وبالتالي سيشكل الأمر عبئاً ثقيلاً على الأمم المتحدة، لا يجعلنا نتفاءل أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ستقبل استمرار هذا الوضع".
وتابع عدوان بأن هناك مخطط دولي واضح المعالم، تم التعبير عنه تحت ما يسمى ( صفقة القرن ) يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية، وتصفية أهم ركائزها وهو قضية اللاجئين الفلسطينيين، والتي تمثل "الأونروا" أهم شاهد فيها، وبالتالي فإنه من غير المتوقع بأن العالم سيدعم هذا الشاهد ليُبقي قضية اللاجئين حية.
وأضاف عدوان بأن "إسرائيل" تمارس دعاية موجهة ومنظمة عبر لوبياتها وحلفائها في العالم تهدف لتشويه سمعة "الأونروا" من جهة، وتهدف لقلب الحقائق من جهة أخرى، عبر تصدير الروايات الكاذبة بأن الشعب الفلسطيني لم يعد بحاجة لعمل "الأونروا"، كما أن التواطؤ العربي الذي قبل بتمرير كل هذه المخططات لا اعتقد أنه جاهز لدعم هذه المؤسسة.
وأشار إليه عدوان في حديثه حول ضرورة تجييش الرأي العام لمواجهة مخطط تصفية "الأونروا"، وتحت هذا البند تحدث عدوان قائلاً: "لا يمكن التعويل على الكثير من الأمل في معالجة أزمات "الأونروا" في المرحلة القادمة، خصوصاً أن الشعب الفلسطيني لم يعد متحركاً لقضاياه بالقدر الذي يستطيع من خلاله أن يفرض أجندته على المجتمع الدولي؛ فاللاجئون عندما تقرر "الأونروا" على سبيل المثال تقليصاً في أحد برامجها كالطرود الغذائية، أو تسريح موظفين؛ لا نجد من قطعت أرزاقهم ومعوناتهم أو من تم تسريحهم يتظاهرون في وجه "الأونروا"، بحيث أصبح الشعب مخدراً إلى درجة اللامبالاة؛ لأجل ذلك لا يمكن أن يقتصر تعويلنا فقط على حراك محلي، فذلك وحده غير قادر على فرض أجندته على المجتمع الدولي، واذا لم يتم معالجة هذه النقطة فنحن بالتأكيد سنشهد تقليصات جذرية في الخدمات التي تقدمها الأونروا".
وحول محاولات تعريب "الأونروا" قال عدوان: "تعريب الأونروا لا يمكن أن يكون بديلاً مناسباً كما أنه يفتقد للضمانة أيضاً، ذلك أن الدول العربية إذا تقدمت بمساعدة للأونروا لا توجد ضمانات لاستمرارها. المنظور البعيد يقول بأنه لا مستقبل يبشر بخير للأونروا، وليس أمامنا من خيار إلا أن يتحرك الشعب الفلسطيني بفاعلية وفي كل الساحات، هذا الأمر وحده قادر على إجبار العالم للانصياع للإرادة الفلسطينية، واستمرار دعم الأونروا، ولأجل الوصول إلى ذلك يجب توحيد الصف الفلسطيني على هذا الموقف كما توحد في الهيئة الوطنية الوطنية العليا ل مسيرة العودة ، ويمكن إنشاء مؤسسة مشابهة تماماً تضم الكل الفلسطيني يقتصر عملها على تعزيز مكانة "الأونروا" واستمرار عملها والضغط باتجاه استمرار خدماتها التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين.