الحرب الواسعة مسألة وقت
تل أبيب: قادة حماس قرروا الدخول بمواجهة جديدة مع إسرائيل لهذه الأسباب
كتبت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر صباح يوم الاثنين، إن المسؤولين في الجهاز الأمني الإسرائيلي، يلاحظون، في الأسابيع الأخيرة، استعداد حركة حماس لجولة حرب أخرى مع إسرائيل، كحل ممكن للأزمة الإنسانية في قطاع غزة .
ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، فإن حماس تعتقد أن المواجهة المتواصلة والقوية ستحرك إعادة إعمار قطاع غزة، والاستثمار في مشاريع بنية تحتية فيه.
وقالت الصحيفة: يبدو حاليا، أن قادة الحركة يتخوفون من مواجهة حربية كاملة، ولذلك يسعون للإبقاء على التوتر الحدودي من خلال "شد الحبل" أمام إسرائيل، وذلك من خلال إرسال الطائرات الورقية والبالونات المشتعلة، ومحاولات التسلل وتحديد معادلة جديدة، مفادها أنه سيتم الرد بالنيران على الهجمات الإسرائيلية.
اقرأ/ي أيضًا: ضابط إسرائيلي: نواجه التوتر في جبهة غزة ضمن ثلاثة بدائل سيئة
ويسود التقدير الإسرائيلي، بأن حماس قررت مواجهة إسرائيل، ولذلك فإن مسألة وقوع مواجهة واسعة هي مجرد مسالة وقت، بحسب الصحيفة.
ويعتقد الجهاز الأمني الإسرائيلي أن قائد حماس في غزة، يحيى سنوار، عازم على تسريع إعادة إعمار غزة.
ولفتت إلى أن السنوار نقل رسائل مفادها أنه سيكون مستعدا لتسويات من أجل ذلك، لكن نزع سلاح الحركة ليس مطروحا على الجدول في أية حال.
ورغم أن حماس تفهم بأن إسرائيل أو الدول الأخرى الضالعة في الأزمة لن يتقبلوا هذا الموقف، يبدو أن السنوار ليس مستعدا للتفكير بهذه الإمكانية، حتى لو قاد الأمر إلى الحرب، وفق "هآرتس".
وتابعت الصحيفة العبرية أنه "في الجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية يحاولون الامتناع عن التصعيد، ويسعون إلى تأجيل المواجهة المحتملة إلى أقصى ما يمكن، بحيث لا تحدث إلا بعد الانتهاء من بناء الجدار الجديد على طول الحدود مع القطاع، بعد سنة ونصف، ولكي لا تخاطر باندلاع الحرب، تظهر إسرائيل استعدادها لاحتواء أعمال عنف لا تهدد حياة المدنيين.
والى جانب ذلك، دعا قادة كبار في القيادة الجنوبية بجيش الاحتلال، مؤخرا، القيادة السياسية إلى دفع مشروع إعادة إعمار القطاع من أجل تهدئة الميدان الغزي. إلا أن المناقشات الحكومية في هذا الصدد لم تثمر عن صدور قرارات فعلية، وفي هذه الأثناء يتم إيلاء الاهتمام الكبير للجبهة الشمالية.
يشار إلى أن الشعور الإسرائيلي الذي ساد خلال الأسابيع الأولى من المواجهات على الحدود، هو أن حماس لم تحقق إنجازات ملموسة. لكن هناك أصوات أخرى بدأت ترتفع في الجهاز الأمني، مؤخرا، تعتقد أن حماس نجحت في إعادة ما يحدث في قطاع غزة إلى مركز الحوار الإسرائيلي، وأن استمرار الحرائق في الجنوب، يسبب الإحراج لإسرائيل.
في الأسبوع الماضي، اعترفوا في الجيش الإسرائيلي بأنهم لم يقيموا جيدًا تأثير الطائرات الورقية والبالونات المشتعلة على الجمهور الإسرائيلي.
ويوم أمس، نشر الجيش ما اعتبره "توثيقا" لإرسال البالونات المشتعلة من داخل موقع لحركة "حماس"، وأشار بذلك إلى مسؤوليتها المباشرة عن الحرائق.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن ضلوع الحركة بما بدأ كنضال شعبي، يوصل إسرائيل إلى آخر حدود الصبر، وحذر بأن الرد على الحرائق سيشمل مهاجمة أهداف لحماس، بحسب "هآرتس".
وقالت إن "حماس سعت في الآونة الأخيرة إلى حث سكان الضفة الغربية على العمل، من خلال الإدراك لأهمية دعمهم من أجل التغلب على في الصراع ضد إسرائيل. لكن الحركة لم تنجح في ترجمة التأييد لها إلى تظاهرات جماهيرية حاشدة".
وفق الصحيفة العبرية، فقد واجهت محاولات حركة حماس دفع نشاطات عسكرية في المنطقة، عوائق لوجستية لم تكن معروفة من قبل. هكذا حدث، مثلا، في حالة الخلية التي تم ضبطها في نابلس ، الأسبوع الماضي، والتي سعى أعضاؤها لتنفيذ عمليات في تل أبيب و القدس .
في ضوء ذلك، يلاحظ الجهاز الأمني الإسرائيلي في الآونة الأخيرة محاولات لتشكيل تحالفات جديدة في القطاع. والتطور الذي يثير قلق إسرائيل بشكل خاص، هو التعاون بين حماس والجهاد الإسلامي، الذي انعكس في إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون مؤخرا، من قبل الجهاد.
ويسود التقدير بأن الحركتين تحالفا تمهيدا لاحتمال اندلاع مواجهة مع إسرائيل قريبا.