صحيفة أمريكية: 'الاكتئاب يقتل سكان غزة'
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مساء الخميس، تقريرًا عن الوضع في قطاع غزة ، وما آلت إليه أحوال السكان بسبب الحروب واستمرار الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من 11 عاماً.
ونقلت الصحيفة الأمريكية في تقريرها تحت عنوان "الاكتئاب يقتل سكان غزة بعد نجاتهم من سنوات من الحرب" عن خبراء قولهم "إن سكان قطاع غزة يعانون من أزمات نفسية نجمت عن الحروب المتكررة والضغوط الهائلة لتلبية احتياجاتهم اليومية في هذه المنطقة الفلسطينية الفقيرة المحاصرة".
وتنسب الصحفية إيرن كنينغهام التي كتبت التقرير إلى خبراء في الصحة النفسية بأنهم شهدوا زيادة كبيرة في أعراض الضيق النفسي داخل القطاع خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2017، "ارتفع عدد المرضى النفسيين الذين يزورون عيادات الصحة النفسية التابعة للحكومة بنسبة 69% مقارنة بالسنوات السابقة"، وفقاً لمركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، فيما يقول برنامج غزة للصحة النفسية، انه رصد "زيادة معدلات القلق والاكتئاب والانتحار" خلال العام الماضي.
يشار إلى أنه في تقرير صدر حديثا، قالت منظمة الصحة العالمية إن القيود المفروضة على حياة الفلسطينيين، بما في ذلك في غزة، كان لها "تأثير جسيم" على الصحة النفسية للسكان بشكل يرقى إلى ما هو "أكبر بكثير من مجرد اضطرابات نفسية بسيطة".
ويعيش نحو مليوني فلسطيني محاصرين داخل قطاع غزة، وذلك بسبب القيود المفروضة على السفر والتجارة التي تفرضها إسرائيل ومصر من أجل الضغط على حركة حماس التي تحكم القطاع. وقد أدى هذا الحصار إلى شل اقتصاد غزة وارتفاع معدلات البطالة.
ولا يحصل سكان غزة على الكهرباء إلا لساعات قليلة فقط يومياً، ومعظم مياه الشرب التي يتناولونها ملوثة، كما يعيش اهالي القطاع شبح تجدد الصراع وشن اسرائيل الحروب ضدهم.
وتنسب الكاتبة لشخص يدعى حسن زيادة، وهو مدير برنامج غزة للصحة النفسية، قوله "نتحدث عن وضع يشعر فيه غالبية السكان (في قطاع غزة) باليأس والعجز والضعف. إنهم يشعرون بالحصار والشلل وبأنهم غير قادرين على فعل أي شيء لتغيير واقعهم"، موضحاً أن ذلك يتسبب بارتفاع مستويات التوتر والصدمة النفسية.
وتدعي الكاتبة في تقريرها ان "غزة كانت دوماً مرادفة للعنف وانعدام الأمن، لكن أسوأ فترة صراع جاءت خلال العقد الماضي، عندما قُتل أكثر من 4000 فلسطيني في ثلاث حروب بين حماس وإسرائيل".
يشار إلى أنه في أعقاب الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر عام 2014 ، قدرت "منظمة الصحة العالمية" مباشرة بعد وقف إطلاق النار أن ما يصل إلى 20٪ من السكان قد أصيبوا بمشكلات نفسية، بينما قدرت "منظمة الأمم المتحدة للطفولة -يونيسف، أن أكثر من 300 ألف طفل في غزة "احتاجوا (بسبب الحرب) إلى نوع من الرعاية النفسية الاجتماعية".
وتتفاقم الأزمة بسبب التمويل الحكومي الضعيف للصحة النفسية والعقلية في غزة، حيث يعاني القطاع الصحي ككل من عجز كبير، فضلاً عن نظرة المجتمع الفلسطيني السلبية للمشكلات النفسية ولمن يعانوها، بحسب ما أوردته صحيفة القدس المحلية.