جنرال إسرائيلي: هذا ما سنحرص عليه في أي حرب قادمه بغزة!
قال الجنرال الإسرائيلي إيلي بن مائير إن "إسرائيل ستكون حريصة عند وقف أي عملية عسكرية قادمة أن تحصل على ما وصفها صورة الانتصار، بحيث تنتهي الحرب بناء على شروطها، بعد أن دأبت في عمليات عسكرية ماضية أن تعلن وقف إطلاق النار بصورة أحادية الجانب دون اتفاق مع (العدو)، أو عبر وسيط آخر".
وأضاف بن مائير في مقاله بصحيفة معاريف، أنه "في أعقاب اندلاع الربيع العربي عام 2011 أصبحت العديد من الوسائل السابقة غير مجدية، مع العلم أنه يصعب في هذه الآونة التنبؤ بموعد وشكل الحرب القادمة، وكيفية بدئها، فقد اندلعت حرب الجرف الصامد الأخيرة في غزة 2014، حيث لم تكن حماس وإسرائيل تريدانها، لكن تطور الأحداث الميدانية والمحلية أوصلتهما لأن يجدا نفسيهما في أتون القتال".
اقرأ/ي أيضًا: جنرال إسرائيلي: لم يعدّ لدى حماس وحزب الله سبب للتخفي عن أنظارنا
وأكد بن مائير، الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، أن "ذات الأمر تكرر في حرب لبنان الثانية 2006، التي بدأت باختطاف جنديين إسرائيليين على الحدود الشمالية، وانتقلت إسرائيل إلى عملية لضرب المنظومات الصاروخية التي يحوزها حزب الله، ما دهور الوضع إلى حرب طاحنة استمرت 34 يوما".
يؤكد المقال أنه "من الصعب معرفة كيف ستنتهي أي حرب قادمة، لأن أحد الإخفاقات والثغرات في وضع نهاية الحرب هو الفجوة في التقديرات التي تقدمها الأجهزة المختلفة للنهاية المتوقعة لأي مواجهة عسكرية، وقد زاد من هذه الفجوات الطريقة والعقيدة القتالية التي تقاتل في ضوئها المنظمات المسلحة وفق حروب العصابات، بحيث تبدو معها ساحة المعركة أكثر تعقيدا للجيش الإسرائيلي من المواجهة أمام جيوش نظامية".
وأضاف أن "الانتصار على منظمات حروب العصابات مثل حماس وحزب الله لا يقوم على مركبات مادية عملياتية بحتة يمكن قياسها بالعين المجردة وأدوات القياس التقليدية، مثل أعداد القتلى في صفوف العدو، أو الوسائل القتالية التي تم تدميرها لديه، وإنما زاد عليها مركبات أخرى أكثر تعقيدا، ومنها رواية الحرب لكل طرف، وكيف سيقدمها للرأي العام لديه ولدى العدو في الجانب الآخر، وكيفية تعامل الجبهة الداخلية في الجانبين مع هذه الحرب ومجرياتها، والوضع الدولي والإقليمي لإسرائيل خلال يوميات الحرب".
يستشهد الجنرال بأحد نماذج الصعوبات الإسرائيلية في إنهاء أي حرب بـ"تقرير غولدستون الذي صدر عن الأمم المتحدة في أعقاب حرب الرصاص المصبوب في غزة 2008- 2009، ما أثر سلبا على الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش الإسرائيلي".
يرى الجنرال أن "العمليات العسكرية اللاحقة التي نفذتها إسرائيل في قطاع غزة في الأعوام اللاحقة 2012، 2014، وما بينهما، كشفت عن زيادة حدة الفجوات القائمة في تحديد هوية المنتصر فيها، ففي حين انتهت حرب لبنان الثانية التي استمرت 34 يوما بتدخل المجتمع الدولي من خلال صدور القرار 1701، فقد انتهت حرب الرصاص المصبوب التي استمرت 22 يوما بقرار أحادي الجانب من إسرائيل بوقف إطلاق النار وسحب قواتها من قطاع غزة، في حين أن عملية الجرف الصامد التي استمرت زهاء 50 يوما انتهت بتدخل مصري بوساطة بين حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار".
نقلا عن عربي 21