بالصور: 'أبو عطايا' يزرع الحياة بقنابل الموت في غزة
تمكن الفلسطيني أحمد أبو عطايا من استيلاد الحياة، ونفخ الروح في أدوات كانت مخصصة للموت، من بقايا القنابل والمخلفات التي يطلقها الاحتلال الاسرائيلي على المتظاهرين عند حدود غزة الشرقية خلال مسيرة العودة الكبرى.
الأربعيني، المنحدر من مدينة بئر السبع الفلسطينية، اعتاد الذهاب في كل جمعة إلى مسيرات العودة منذ بدايتها في 30 مارس الماضي، ولم تمنعه إصابته عن مواصلة المشاركة السلمية.
وعلى خلاف جميع المتظاهرين، تجد أبو عطايا يقوم بجمع قنابل الغاز المتناثرة بجميع أنواعها، برفقة أطفاله الصغار.
ويستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي طائرة دون طيار لإطلاق الغاز المسيل للدموع على المشاركين في مسيرة العودة، إضافة إلى القذائف الجماعية التي تطلق من الجيبات الإسرائيلية.
وفي إحدى زوايا منزله بمدينة غزة، يجلس أبو عطايا على أريكته، منهمكًا في تفريغ القنابل السوداء من بقايا السموم القاتلة، ليقوم بتحويلها إلى أشكال فنية مليئة بالحياة، مختزلًا دور الحرب والسلام معًا.
يقول أبو عطايا لوكالة (سوا) الإخبارية : "نستطيع أن نصنع الحياة من أدوات الموت" مضيفًا أن "الاحتلال يقوم برمي أدوات الموت على المتظاهرين السلميين، وأقوم بجمعها وأعيد تشكيلها مرة أخرى بعد أن كانت مخصصة للقتل".
ويصنع أبو عطايا من هذه القنابل أشكالًا وتحفًا فنية غاية في الجمال، يشارك بها في مخيم العودة، وسط إعجاب وإقبال كبير بين المواطنين عليها.
وعن الفكرة، قال أبو عطايا أنها جاءته أثناء إمطار جنود الاحتلال للشبان بقنابل الغاز في مخيم العودة، مشيرًا إلى أن "هناك من اختنق بالغاز، وآخر استشهد، فتنبهت لذلك وقلت لماذا لا أحولها من أدوات قتل إلى أدوات للحياة".
ولفت إلى أنه بزراعته للقنابل يوصل رسالة للعالم مفادها أنه "رغم الحصار والأوضاع المأساوية فإن هناك شعبًا يزرع الحياة بعدما أُصيب باليأس"، مشددًا على رغبته في توجيه أنظار العالم إلى وحشية الاحتلال وهمجيته في استهدافه للمتظاهرين العزل.
وفي معرض حديثه عن كيفية زراعة الأشجار في القنابل، فقد بين أنه ينزع الغطاء العلوي من القنبلة، ويعمل على تنظيفها جيدًا، قبل أن يقوم بحشوها بالرمال، ويغرس بها الأشجار.
وتابع: "أقوم بجمع الكثير من القنابل وأعمل على تنظيفها من المواد السامة والقاتلة تمامًا، ثم أقوم بعدها بزراعة الورد والنعناع الفلسطيني الجميل وبعض الأشجار في داخلها".
ويقوم أبو عطايا بصناعة "مسابح" من القنابل السامة بشكل فني رائع، مشيرًا إلى أن "السبحة الواحدة تحتوي على 33 قنبلة غاز خالية من السموم ومنظفة جيدًا وموضوعة بداخل سلك من الكهرباء، ولها عنق من الصوف".
ويعكف في الأيام المقبلة على زراعة حديقة كاملة من الزهور، بالإضافة إلى صنع أشكال جديدة من القنابل، ولن يكتفي بزراعتها أو تلوينها فقط، وسيقوم بعرضها في مخيم العودة على الحدود الشرقية لمدينة غزة.
وأشار أبو عطايا إلى أن "هذا المعرض الصغير الذي صنعه من مخلفات الموت سيبقى شاهدًا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، الذي يستخدم جميع وسائل القتل والدمار بحق شعبنا الفلسطيني".
وختم حديثه لسوا قائلا : "سنواصل ولن نخاف وحتمًا سنستعيد بئر السبع، وسيكون هذا المعرض عنوانًا لصمود وتحدي هذا الشعب الثائر، وسيخلد ذكرى شهداء مسيرات العودة".