المتحدث باسم جيش الاحتلال يثير غضب الفلسطينين
أثار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفخاي أدرعي، "استفزاز" الفلسطينين، حين استخدم آيات قرآنية لإقناعهم بالعدول عن الاحتجاجات المناهضة لدولة الاحتلال.
وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، في تقرير على موقعها الإلكتروني: "من أمام حاسوبه في تل أبيب أصبح الرائد الإسرائيلي مشهورًا في قطاع غزة ، فمنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعية المزودة بآيات قرآنية لقيت رد فعل غير مسبوق"، مشيراً إلى أن الفلسطينيين في القطاع يسخرون منه بوصفه بـ "الشيخ".
وبدأ أدرعي، في أعقاب انطلاق مسيرات حاشدة من غزة ضد إسرائيل في مارس الماضي، في الاستشهاد بآيات من القرآن لوعظ المسلمين "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ"، وذلك في إشارة للنص القرآني الذي يحض المسلمين على عدم إيذاء أنفسهم.
وقتلت القوات الإسرائيلية نحو 120 فلسطينيا في الاحتجاجات التي أطلق عليها مسيرات "العودة الكبرى"
وأشارت الوكالة إلى أن رسائله التي تنصح الفلسطينيين بلغة عربية فصيحة بتجنب الصدام مع الجنود الإسرائيليين في الاحتجاجات، لقيت رفضا من قبل أئمة المساجد، وفي أعلى المستويات داخل حركة " حماس ".
وكتب القيادي الحمساوي موسى أبو مرزوق تغريدة إلى "الشيخ أفيخاي"، استهزأ فيها من "افتراءاته باسم الله". كما حث دعاة المساجد في غزة المواطنين على تجاهل "هراءه".
فقالت داليا حسن (24 عاما) ربة منزل في غزة:" أفيخاي أصبح مفتي جديدا لأنه يقول إن حرق الإطارات حرام شرعا، أفيخاي يقول إنه لا يحب الفوضى ونحن نقول له لا يا شيخ نحن نحبها".
وفي الوقت الذي استهزأ به الكثيرون وجد أفيخاي معجبين حتى في قطاع غزة، فتقول روئ حسن (21 عاما) الطالبة في جامعة غزة :" أنا مندهشة كيف يتحدث أدرعي لغة عربية مستخدما التعبيرات الشعبية التي لا يعرفها إلا الغزاويون .. أتمنى لو كان لدينا أفيخاي حتى نصل لعقول وقلوب الإسرائيليين".
ويرى الكثير من الفلسطينيين مشهد جندي إسرائيلي يجلس خلف مكتب يعتمد على القرآنمن أجل إقناعهم أمرا مضحكا، ولكن المدى الواسع لأدرعي، الذي لديه أكثر من مليون نصف متابع عربي على "فيسبوك" و"تويتر"، أعطى هذا الضابط ذو المستوى المتوسط إمكانية وصول غير عادي للسكان في غزة وخارجها، بحسب الوكالة.
يقول عدنان أبو عمير أستاذ العلوم السياسية في جامعة غزة :" اختيار أفيخاي الذي ينتمي لأسرة يهودية قادمة من سوريا ويتحدث لغة عربية فصيحة لمنصب حساس جزء من آلة ضخمة لدعاية الحكومة الإسرائيلية".
ويضيف:" الغزاويون دوما يضحكون منه ويعتبرون ما يقوله باللغة العربية أمرا مضحكا، ولكن في بعض الدول العربية من يصدق ادعاءاته".
من جانبه يقول جابي سيبوني الخبير الإلكتروني في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب إن تمديد الحرب إلى ساحات المعارك الرقمية تطلب من الجيش الإسرائيلي تكثيف عملياته المعرفية.
وبدأ استشهاد أدرعي بالقرآن الكريم، منذ سنوات فقد علق على مقتل جندي إسرائيلي في هجوم بإحدى محطات القطارات بتل أبيب في 2014 بمنشور على صفحته الرسمية على "فيسبوك" جاء فيه "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".
