مزهر يدعو لضرورة أن تكون مليونية القدس محطة جديدة يتوحد بها شعبنا
أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئول فرعها في غزة جميل مزهر الاستمرار في مسيرات العودة على طريق انتفاضة العودة والتحرير القائمة على وحدة وشراكة الفلسطينيين في كل الساحات والميادين، داعياً لأن تكون مليونية القدس محطة يتوحد بها شعبنا في الوطن والشتات ليلتحم مع أحرار العالم موحداً مع أهلنا في القطاع ضمن مليونية القدس إحياءً ليوم القدس العالمي لرفع الصوت عالياً تأكيداً على حقنا في العودة والحرية والقدس عاصمتنا الأبدية.
وقال مزهر موجهاً رسالة لجماهير شعبنا خلال كلمة القوى الوطنية والإسلامية في حفل تكريم عوائل الشهداء والجرحى والذي نظمه مساء أمس المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية بمناسبة يوم القدس العالمي ودعماً لمسيرات العودة قال: " نعدكم بالانتصار لوحدتنا الوطنية، وبالاستمرار في هذه الملحمة الوطنية المستمرة والتي تثبت أننا أقرب من أي وقت مضى من تحقيق أهدافنا الوطنية وتحرير القدس من دنس هذا الاحتلال المجرم، كما نعدكم بالانتصار والوفاء لوصايا الشهداء جميعاً ونخص منهم شهداء وشهيدات مسيرات العودة، ونعاهدكم بأن نواصل المسيرة حتى تحقيق أهدافنا في العودة والتحرير".
واعتبر مزهر أن إحياء يوم القدس العالمي هذا العام جاء في إطار التأكيد على المقاومة الإيرانية للهجمة (الأمريكية الصهيونية) المغلفة بالتهديد النووي والهادفة لكسر الإرادة الإيرانية، ووقف دعمها لشعبنا الفلسطيني وقوى المقاومة في المنطقة العربية.
وشدد مزهر أن حصار غزة جزء من مفاعيل حصار القدس ولا فكاك من هذا الحصار والعدوان دون زوال الاحتلال ودحره عن أرضنا الفلسطينية وفي المقدمة منها مدينة القدس.
وأكد أن السفارة الأمريكية كما أي سفارة تنقل إلى مدينة القدس هي بؤرة استيطانية سرطانية جديدة تضاف إلى تلك البؤر التي يؤسسها الاحتلال يومياً في المدينة المقدسة ضمن سياسة التهويد والاستيلاء على الأرض وعليه فإنه من حق شعبنا مقاومتها بكل الوسائل المتاحة.
وشدد مزهر على أن الاندفاعة "الأمريكية الصهيونية" وبشراكة من الأنظمة الرجعية العربية تحاول استنبات الطائفية والحروب لاستبدال الاحتلال الإسرائيلي بعداوات وهمية تعزز حالة الردة العربية، وتدفع بهؤلاء المرتدين للانتقال من التحالف السري إلى التحالف العلني الأمني والسياسي مع الاحتلال، والتبجح بالتطبيع الثقافي والسياسي والاقتصادي في مواجهة ما أسموه بالخطر الإيراني.
وأضاف مزهر أن كل ذلك يأتي وشعبنا يواجه "عدوان أمريكي صهيوني" مباشر على القدس ومكانتها وهويتها وحقوق اللاجئين الفلسطينيين وهويتهم الوطنية سواء بتشديد الحصار، مروراً ببلطجة الإدارة الأمريكية على القرارات الدولية عبر التهرب من التزاماتها المالية اتجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وتفتيت القضية المركزية كقضية تحرر وطني ومحاولة تحويلها إلى قضايا محلية سقفها مطلبي حياتي، ويأتي هذا كله في إطار محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والإجهاز على ثوابتها ومقومات صمود شعبها لتثبيت الرؤية الأمريكية الصهيونية حول ما أسموه بالسلام الاقتصادي، والذي بلورته وكثفته الإدارة الأمريكية فيما أسمته " صفقة القرن " والتي يواجهها أهلنا في القطاع اليوم بشق مجرى نضالي انتفاضي جديد تجسد في مسيرات العودة والتي ما زالت مستمرة للأسبوع الحادي عشر على التوالي.
وأكد مزهر بأن إرادة الشعوب طال الزمن أم قصر هي الحكم والفيصل وأن الانتصار سيكون حليف شعبنا، وكل تحالفات الرجعية مع العدوين الإسرائيلي والأمريكي إلى زوال فهي لا تعبّر سوى عن حفنة من المرتدين والمرتزقة من أمراء "البترودولار" الأمريكي ستطيح بهم إرادة وصمود شعوبنا التي باتت تخط انتصاراتها في ميادين المواجهة سواء في مواجهة الفكر التكفيري الإرهابي أو مواجهة البلطجة والعدوان الأمريكي المستمر على شعوب المنطقة.
وشدد مزهر على أن الحقوق لا تستجدى من على بوابات البيت الأبيض ولا عبر مسارات عبثية وإنما تنتزع بإرادتها وتضحياتها وقوة وصلابة مقاومتها مستدلاً على ذلك بانتصار لبنان وجلاء الاحتلال عن غزة وكسر إرادة الاحتلال عبر معركة البوابات الحديدية وما حققته مسيرات العودة من منجزات خلال أشهر قليلة شاهداً واقعياً.
واعتبر مزهر إن دعم صمود شعبنا الفلسطيني في نضاله العادل من أجل انتزاع حقوقه ورفع الحصار ووقف العدوان الإسرائيلي، يقع على عاتق الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم بتعزيز ثقافة المقاطعة للاحتلال على كافة الأصعدة وملاحقة رموز التطبيع، ومواجهة صفقة ترامب والبلطجة الأمريكية على الحقوق الفلسطينية.
كما دعا مزهر ندعو لتشكيل جبهة مقاومة فلسطينية عربية إسلامية وعالمية موحدة لمواجهة كل المؤامرات التي تستهدف المنطقة والإقليم ومقدرات الأمة، كنقطة دعم مركزية للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن التهرب من تنفيذ مقررات الحوار الوطني في القاهرة وبيروت سيبقى معطّلاً لإنجاز اتفاقات المصالحة الوطنية واختطافاً للمؤسسات ومقدرات شعبنا وحرفاً لبوصلة الصراع عن وجهتها الحقيقية لصالح عداوات وصراعات ثانوية وهمية، داعياً لعقد مجلس وطني توحيدي ينفذ قرارات الإجماع الوطني ويعيد اللحمة والوحدة لشعبنا الفلسطيني ويبني مؤسساته استناداً لأسس ديمقراطية وبرنامجية جامعة وموحدة لشعبنا ومعبرة عن قواه الحية في مقاومة الاحتلال.
وفي ختام كلمته أبرق بتحية الشراكة والتضامن مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية شعباً وقيادة وحكومة وعلى رأسهم سماحة السيد مرشد الثورة الإيرانية علي خامئني في مواجهة البلطجة والعدوان الأمريكي المتمثل بالإجراءات والعقوبات المترتبة على الاتفاق النووي من قبل إدارة ترامب.
كما توجه بالتحية إلى المسؤولين في المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الذين ينظمون هذا التكريم للأكرم منا جميعاً شهداء مسيرة العودة وعوائلهم. موجهاً إليهم التهنئة ولكل جرحانا الذين أكدوا بتضحياتهم ودمائهم على وحدة الوطن والدم الفلسطيني رغم أنف جماعات المصالح ومراكز النفوذ. ومعاهداً إياهم بتحقيق النصر والعودة والتحرير.
