ماذا تعرف عن إفطار ترامب الرمضاني؟
أقام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء، إفطارًا رمضانيًا في البيت الأبيض، وسط ردود فعل سلبية من قبل المسلمين في الولايات المتحدة.
وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن "شي واحد على الأقل يبدو واضحا، الكثير من المسلمين متشككون، إن لم يكونوا مستائين، من تناول لقيمات عيش مع ترامب، بسبب مواقفه وتصريحاته المعادية للمسلمين والأقليات الدينية والعرقية الأخرى".
وحسب الشبكة الأمريكية، يعتقد الكثير من المسلمين الأمريكيين أن إفطار ترامب الرمضاني يهدف إلى إرضاء حلفاء واشنطن بالخارج، بدلا من تكوين علاقات حقيقية مع مجتمعاتهم التي تجمعهم علاقات متوترة مع ترامب.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أمس "سيكون هناك 30 إلى 40 مدعوا" لكن بدون إعطاء المزيد من التفاصيل.
ولم يدعُ ترمب في 2017 خلال عامه الأول في السلطة، مسلمين أميركيين إلى مائدة الإفطار خلال رمضان، خلافاً لما درج عليه الرؤساء الأميركيون من قبله.
وأعلنت عدة جمعيات ومؤسسات مسلمة أميركية أنها لن تشارك في الإفطار مساء الأربعاء، إذ يشعر المسلمون بالامتعاض من ترمب الذي اقترح في بداية حملته الانتخابية بصورة فاجأت الجميع إقفال الحدود الأميركية أمام المسلمين، وإن بشكل مؤقت.
وأكد مجلس العلاقات الأمریكیة الإسلامیة، أنه وبمشاركة العدید من منظمات الحقوق المدنیة، نظم استضافة مأدبة إفطار، تحت عنوان "لیس إفطار ترامب" خارج البیت الأبیض یوم الأربعاء، وذلك رداً على استضافة الرئیس الأمیركي مأدبة إفطار احتفالاً بشھر رمضان المبارك لھذا العام.
وقال يحيي هندي رجل دين مسلم في جامعة جورجتاون:" لسنا بحاجة إلى إفطار،" مضيفا:" إننا بحاجة إلى أن نلقى الاحترام الذي نستحقه. لا تطعموننا ثم تطعنوننا."
وحضر هندي حفل الإفطار الرمضاني الذي استضافه البيت الأبيض في العام 2009 في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وقال هندي إنه لم يُدعى إلى الحفل هذا العام.
وكغيره من الكثير من رجال الدين الإسلامي البارزين في أمريكا، أكد هندي أنه لم يكن سيحضر الإفطار الرمضاني مع ترامب إذا ما وجهت إليه الدعوة.
وقالت داليا مجاهد، مدير قسم البحوث في معهد السياسة والفهم الاجتماعي:" لم أتلق دعوة لحضور حفل الإفطار في البيت الأبيض، لكنني لن أذهب إذا ما كنت قد دعيت."
وواصلت مجاهد:" حضور هذا الحفل، لاسيما خلال شهر رمضان الكريم سيكون غير ملائم من وجهة نظري حيث يبدو هذا تطبيعا لسلوك إدارة ترامب."
وتوترت العلاقة بين ترامب والدول الإسلامية بوجه عام والجالية الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية بوجه خاص، نظرا لمطالباته المتكررة إبان حملته الرئاسية بفرض "حظر كامل" على دخول كافة المسلمين الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد وصوله إلى البيت الأبيض رسميا في الـ 20 من يناير 2017 فرض قطب العقارات والملياردير الأمريكي قيودا على دخول مواطنين من عدة بلدان تقطنها أغلبية مسلمة الأراضي الأمريكية.
وكان ترامب قد دعا خلال حملته الانتخابية عام 2015 إلى منع جميع المسلمين من دخول أمريكا، وهو الأمر الذي تردد مرارا في القضايا التي رفعت ضد قرار حظر السفر الذي أصدره السنة الماضية.
ووقّع ترامب، في الـ 6 مارس 2017، أمرا تنفيذيا يحظر دخول مواطني إيران وليبيا وسوريا والصومال والسودان واليمن إلى الولايات المتحدة، مدة 90 يوماً، ويبدأ سريانه في 16 من الشهر نفسه.
ويُعد هذا الأمر نسخة معدَلة من أمر تنفيذي آخر أصدره ترامب في 27 يناير لـ 2017، لكنه استثنى من الحظر مواطني العراق لدور بلادهم في محاربة "داعش"، إضافة إلى حاملي البطاقات الخضراء.
وكان ترامب قد رفض الاعتذار عن خطته خلال حملته الانتخابية، بمنع جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك خلال مؤتمر صحفي جمعه بالرئيس النيجري محمد بخاري، الإثنين.