كشف سر حقائب المجوهرات والذهب السعودية لأمريكا
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية تفاصيل سر حقائب المجوهرات والذهب التي منحتها الحكومة السعودية لوفد من البيت الأبيض خلال زيارة الرئيس الامريكي السابق براك اوباما للسعودية.
حقائب مليئة بالمجوهرات!.. هكذا أعطت الحكومة السعودية بسخاء وفدا من مساعدي البيت الأبيض حقائب كبيرة بها مجوهرات، تجاوزت قيمتها عشرات الآلاف من الدولارات خلال زيارة لهم إلى العاصمة السعودية الرياض.
خلال العام نفسه تقريبا، منح الملك السعودي آنذاك «عبدالله بن عبدالعزيز»، زوجة الرئيس الأمريكي حينها «ميشيل أوباما» مجوهرات من الياقوت والألماس بقيمة 132 ألف دولار، بما في ذلك أقراط وخاتم وسوار وقلادة.
وكشفت صحيفة الجارديان مذكرات جديدة أعدها كاتب خطابات الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» ونائب مستشار الأمن القومي السابق «بن رودس»، أكد خلالها أن الحكومة السعودية أعطت حقائب كبيرة لمساعدي البيت الأبيض تحتوي على مجوهرات بقيمة عشرات الآلاف من الدولارات، وفقا لتقديره.
ونشر «بن رودس» تفاصيل هذه الواقعة في كتابه «العالم كما هو» الذي بدأ نشره الثلاثاء الماضي.
وقال نائب المستشار الأمريكي السابق، إنه بعد وصولهم المملكة العربية السعودية في يونيو/حزيران 2009، تم نقل المسؤولين الأمريكيين بواسطة عربة الغولف إلى «وحدات سكنية متطابقة وسط الصحراء»، في مجمع مملوك من قبل النظام الملكي.
وأضاف: «عندما فتحت الباب لوحدتي، وجدت حقيبة كبيرة وفي داخلها مجوهرات».
وأشار «رودس» إلى أنه اعتقد في البداية أنها رشوة استهدفته لأنه كان يكتب «خطاب القاهرة»، الذي يقصد به أن يكون عنوانًا للعالم الإسلامي، خاصة أن «أوباما» كان من المقرر أن يزور مصر في المحطة التالية للرحلة، غير أنه وجد آخرين في وفد البيت الأبيض تلقوا هدايا مماثلة.
وحول مصير هذه الهدايا أضاف «رودس» قائلا: «قدمنا الهدايا جميعا إلى مكتب بروتوكول الدولة الذي يتعامل مع الهدايا.. لديك الخيار لشراء الهدايا، ولكن بالنظر إلى السعر الذي يصل لعشرات الآلاف من الدولارات، لم يحفظهم أي شخص أذكره».
وأوضح أنه قد سبق القول إن الملك السعودي حينها (عبدالله)، أعطى زوجة الرئيس الأمريكي حينها «ميشيل أوباما» مجوهرات من الياقوت والألماس بقيمة 132 ألف دولار، بما في ذلك أقراط وخاتم وسوار وقلادة.
وتابع «رودس»: «تم تسليم تلك الهدايا، إلى جانب الهدايا الفاخرة للرئيس وابنتيه وزوجته، إلى الأرشيف الوطني الأمريكي، كما هو مطلوب بموجب القانون الأمريكي».
ووفقًا لسجل وزارة الخارجية ، تم منح «رودس» زوجًا من أزرار القمصان الفضية، وساعة، وقلم فضية، ومجموعة مجوهرات من الألماس بما في ذلك الأقراط، وخاتم وسوار، بقيمة إجمالية تقديرية تبلغ 5405 دولارات، ومجموعات هدايا مماثلة تصل قيمتها إلى 9000 دولار يتم تقديمها إلى 13 موظفا آخرين في البيت الأبيض.
وقام الرئيس الأمريكي الحالي «دونالد ترامب» بأول رحلة خارجية له للمملكة العربية السعودية، في مايو/آيار من العام الماضي، برفقة حاشية كبيرة بما في ذلك زوجته «ميلانيا» وابنته «إيفانكا» وزوجها «غاريد كوشنر»، وأعطى الملك سلمان «ترامب» ميدالية ذهبية وسلسلة.
ولم يتم الإعلان عن الهدايا التي منحت لعائلة «ترامب» والحاشية، ولم تنشر وحدة هدية البروتوكول التابعة لوزارة الخارجية حتى الآن سجلاتها لعام 2017.
لكنه رغم كل هذه الهدايا، فإن زيارة «أوباما» الأولى إلى الرياض لم تكن على ما يرام، حيث رفض النظام السعودي قبول المعتقلين من خليج «جوانتنامو»، لمساعدة الرئيس الأمريكي على الوفاء بتعهده بإغلاق معسكر الاعتقال، ولم تقدم المملكة بادرة السلام تجاه (إسرائيل) التي كان يأملها «أوباما».
لاحقا، ساءت العلاقات السعودية مع البيت الأبيض في عهد «أوباما» أكثر عندما تفاوض على اتفاق في عام 2015 مع القوى الكبرى الأخرى وإيران، والحد من برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات.
وفي المقابل، وبمجرد رحيل إدارة «أوباما»، برزت الرياض كواحدة من أقرب حلفاء إدارة الرئيس الأمريكي الحالي «دونالد ترامب»، وظهر ذلك في الثناء المتبادل بينهما خلال زيارة عام 2017، كما أنه في الشهر الماضي، كانت المملكة العربية السعودية واحدة من عدد قليل من الدول التي أيدت إلغاء ترامب للاتفاق النووي الإيراني.
وفي دلالة على إيلاء الإدارة الأمريكية الجديدة أهمية غير اعتيادية لعلاقاتها مع السعودية، اختار ترامب السعودية في مايو/ أيار 2017، كمحطة أولى في مستهل رحلاته الخارجية بعد وصوله إلى البيت الأبيض.
هذه الزيارة أثمرت عقودا ضخمة بلغت 360 مليار دولار، منها 110 مليارات في مجال بيع أسلحة أمريكية للسعودية؛ بهدف التصدي لما يرونهما تهديدات مشتركة من إيران والتنظيمات "الإرهابية".
وشكلت القمة الأمريكية الخليجية في مايو 2017، محطة فارقة في تاريخ العلاقات بين الجانبين للخروج من دائرة سياسات أوباما تجاه المنطقة.