الشعبية: غزة تخنق وتقتل بأيادٍ فلسطينية

44-TRIAL- غزة / سوا /  أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان الأوضاع في قطاع غزة قد بلغت حداً لا يمكن الصمت أو السكوت عليه ويهدد بانفجار واسع.
وقالت الشعبية في بيان لها تلقت (سوا) نسخه عنه السبت :"ما زالت معاناة أهلنا في قطاع غزة تتفاقم يوماً بعد يوم، حيث تتجلى هذه الأيام فصول المعاناة في أسوأ صورها منذ بدء الحصار الخانق على القطاع قبل ثمانية سنوات، وبعد انتهاء العدوان الأخير على القطاع والذي أدى إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى، وإلى تدمير البيوت وتشريد الآلاف، وما زال القطاع يعاني من مشكلات عديدة ألقت بكاهلها على مجمل حياة القطاع الصحية والانسانية والاقتصادية والاجتماعية وازدياد معدل البطالة والفقر لمستويات مرعبة، وانتشار الإحباط واليأس والتفكير بالهجرة والكفر بكل شيء" . 
وتابعت:" في الوقت الذي يتحمل فيه الاحتلال الاسرائيلي المسئولية المباشرة عن تدهور هذه الأوضاع، يواصل المسئولين عن القطاع سياسة " صمت القبور" في التعامل مع معاناة شعبنا، وفي ظل استمرار حالة الانقسام الأسود، والمناكفات السياسية بين حركتي فتح و حماس المسئولين المباشرين عن الأوضاع، والتي تحّول انشغالهم في خلافاتهما الداخلية وعدم تنفيذ المصالحة إلى وبال على أبناء شعبنا، فقد أدى هذا الوضع الخطير والإهمال المقصود للمواطنين إلى وضع كارثي خطير جداً هو الأسوأ على الإطلاق، خصوصاً في عملية إعادة الإعمار، التي تسير بشكل بطئ وفقاً لما يُسمى بخطة سيري المرفوضة من جميع قطاعات شعبنا، فضلاً عن عدم قيام حكومة الوفاق الوطني بالتزاماتها الأخلاقية تجاه المواطنين على جميع المستويات، خاصة في القطاع الصحي، الذي تتدهور فيه الأمور في مرافقه الحيوية، حيث يشهد اضرابات متواصلة من العاملين في أقسام النظافة نتيجة عدم دفع مستحقات العمال منذ أكثر من 9 شهور، فضلاً عن عدم دفع مستحقات شركات الغذاء لفترة طويلة، وعدم دفع رواتب أطباء ومهنيين وإداريين تم توظيفهم في فترة حكم حماس، وإعلان مستشفى الشفاء حالة الطوارئ نتيجة عدم وجود أي مقومات وامكانيات للتعامل مع المرضى، وفي ظل نقص شديد للأدوية، وازدياد معاناة المرضى الراغبين في العلاج بالخارج، والذي أدى إلى موت العشرات من المرضى خلال الأيام القليلة الماضية ليست الطفلة رزان صلاح الأولى ولن تكون الأخيرة،  بالإضافة إلى عدم قيام المسئولين خاصة الحكومة والوكالة والوزارات المعنية بمسئولياتهم في معالجة الآثار الكارثية للبنية التحتية المدمرة خلال العدوان على القطاع،  والتي تظهر خصوصاً في فصل الشتاء، ناهيك عن عدم معالجة مشكلة رواتب موظفي قطاع غزة وعدم الكشف عن مرتكبي التفجيرات الأخيرة التي طالت عدد من منازل كوادر فتح، والتي يمكن أن تزيد من حدة المناكفات وأن تتجدد الاشتباكات مرة أخرى".
وطالبت الجبهة الشعبية حكومة التوافق بتحمل مسئولياتها المباشرة، وعندما تواجه أي معيقات لتولي هذه المسئوليات تشعر القوى الوطنية والاسلامية لتعلن على الملأ من الذي يعيق ويعطّل، فأبناء القطاع أمانة في أعناقها، وإن كانت لا تريد الانتصار لهؤلاء المكلومين والمتضررين فلترحل.
ودعت الى ضرورة توقف المناكفات السياسية والتراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس فوراً، لأن استمرارها سيزيد من معاناة المواطنين(..) مطالبه بالضغط بكافة الوسائل من أجل فك الحصار وفتح جميع المعابر دون قيد أو شرط باعتباره سبب رئيسي في تفاقم الأوضاع.
كما طالبت بضرورة قيام الأجهزة الأمنية في قطاع غزة بالكشف عن مرتكبي التفجيرات الأخيرة.
ودعت الرئيس لتحمل مسئولياته في التنسيق مع جمهورية مصر العربية من أجل فتح معبر رفح ، فلا يوجد أي تبرير أو سبب يمنع فتحه، خاصة في ظل الاحتياجات الضرورية للطلبة والمرضى وغيرهم من أبناء شعبنا، كما ونوجه نداء للشقيقة مصر أن تكون كما كانت دوماً نصيراً وداعماً للقضية الفلسطينية ورحيمة بالشعب المحاصر والمقهور.
كما دعت الى ضرورة المباشرة في تشكيل الهيئة الوطنية من القوى الوطنية والاسلامية لتقوم بدورها في الرقابة والمتابعة لموضوع إعادة الإعمار، بما يضمن سرعة دخول مواد البناء واستفادة جميع المواطنين منها دون رقابة من الأمم المتحدة أو تدخل من الاحتلال.
كما طالبت حكومة الوفاق بإصدار قراراً فورياً بدعم موازنات وزارات الصحة والتعليم والشئون الاجتماعية والعمل، من أجل تعزيز صمود أبناء شعبنا من الفقراء والمهمشين، ودعم قطاع الطلبة، وإعفاء أو تخفيض رسومهم الجامعية، وإنهاء الأزمات داخل المستشفيات خاصة في مستشفى الشفاء وتوفير جميع الإمكانيات لها.
ودعت لحل مشكلة علاج المرضى بالخارج، وفتح تحقيق فوري وجدي في أسباب وفاة عشرات المرضى الذين كانوا على لائحة الانتظار للعلاج بالخارج دون أن يتسنى لهم السفر للخارج للعلاج.
كما طالبت بتشكيل لجنة طوارئ فنية متخصصة بإشراف حكومة التوافق مكونة من " البلديات، والدفاع المدني، وكالة الغوث، شركة الكهرباء، ومصلحة المياه" وبمتابعة من القوى الوطنية والاسلامية لحل الإشكاليات الناتجة عن فصل الشتاء وغمر الشوارع والبيوت بالمياه.
وقالت في ختام بيانها :" آن الأوان للجميع أن يتحمل مسئولياته الوطنية والأخلاقية خدمة لأبناء شعبنا المتضررين والمكلومين والتي وصلت بهم الأوضاع الراهنة إلى مستوى غير مسبوق... آن الأوان أن تضعا حركتي فتح وحماس المصالح الوطنية وهموم شعبها وحقوقهم ومطالبهم بديلاً عن مصالحهما الفئوية والخاصة التي فاقمت من معاناة المواطنين، فغزة تذبح من أعدائها وأبنائها من الوريد للوريد.. وتخنق وتقتل هي وأطفالها ومن العار أن تكون الإيادي الفلسطينية مساهمة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في ازدياد معاناة شعبنا".
254
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد