الشعبية تدعو إلى المصالحة وتطالب بإنهاء الرهان على مشروع التسوية
طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وطي صفحته السوداء وتحقيق المصالحة الوطنية، على طريق بناء وحدة وطنية فلسطينية شاملة، مرتكزة إلى إستراتيجية وطنية موحدة.
جاء ذلك خلال بيان صحفي أصدرته الجبهة مساء الاثنين، بمناسبة الذكرى الواحد والخمسون لهزيمة الخامس من حزيران 1967.
وقالت الجبهة في بيان صحفي: يجب أن ترتكز المصالحة على إستراتيجية وطنية موحدة، يكون ضمن أولوياتها تعزيز صمود أبناء شعبنا ومواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بقضيتنا الفلسطينية وفي مقدمتها ما يسمى "ب صفقة القرن "، بكل ما يتطلبه ذلك من جهدٍ مباشر لعقد مجلس وطني توحيدي وفق الاتفاقيات الموقعة يعزز من صفة ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية ودورها في قيادة شعبنا، صوب تحقيق أهدافه في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس .
وأكدت الجبهة على ضرورة إنهاء الرهان على مشروع التسوية ومفاوضاته البائسة والعبثية وما ترتب عليه من نتائج خطيرة، وإعادة الاعتبار للصراع وطبيعته، وإعلاء دور المقاومة باعتبارها المشروع النقيض لثقافة الهزيمة، وهذا دور مناط بحركة التحرر العربية وقواها الحية بشكل رئيسي.
وفيما يلي نص البيان الذي وصل سوا:
بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
في الذكرى الواحد والخمسون لهزيمة الخامس من حزيران 1967
يا جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد.. أبناء أمتنا العربية..
في مثل هذا اليوم يكون قد مر واحد وخمسون عاماً على هزيمة الخامس من حزيران 1967، بعد أن شن العدو الصهيوني الحرب مجدداً على الأمة العربية، واستطاع من خلالها استكمال احتلال ما تبقى من فلسطين، بعد أن تمكن عام 1948 من احتلال 78% من مساحتها التاريخية، بالإضافة إلى احتلال أجزاء من الأراضي العربية، من مصر وسوريا ولبنان.
لقد جاءت حرب 1967 لتؤكد على الطبيعة الاستعمارية التوسعية للعدو الصهيوني، وأطماعه التي تتجاوز حدود فلسطين، إلى النيل من الأمة العربية وأراضيها وثرواتها وخيراتها، في إطار الوظيفة المرسومة له من قبل الدول الاستعمارية والإمبريالية قديماً وحديثاً وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، الشريك الرئيسي له في عدوانه وإرهابه بحق شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية.
ففي الوقت الذي أوضحت فيه الهزيمة (النكسة)، حجم المؤامرة التي حيكت لضرب ثورة يوليو المصرية وزعيمها جمال عبد الناصر، وما مثلته من مشروع ثوري ملهم وداعم لحركات التحرر في الوطن العربي والعالم الثالث عموماً، ومنادياً بالتحرر والانعتاق والمساواة والعدالة الاجتماعية، أوضحت أيضاً عن حجم الثغرات التي كانت قد أصابت النظام الناصري والوضع العربي عموماً، ومهدت الطريق للهزيمة وما ترتب عليها من نتائج سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية خطيرة.
أبناء شعبنا وأمتنا..
على الرغم من عمق وحجم وتأثيرات الهزيمة، إلا أن المقاومة الوطنية الفلسطينية استطاعت أن تشق مساراً ثورياً جديداً، وأن تجعل من ركام الهزيمة إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من المواجهة مع العدو الصهيوني، أكدت على الطابع الموضوعي والتاريخي للصراع معه، وأن كل المحاولات التي هدفت إلى حرف الصراع عن وجهته الرئيسية باسم الواقعية السياسية أو الحلول السلمية باءت بالفشل المحقق، مما يجعلنا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ونحن نشهد الجيشان الشعبي الفلسطيني المشارك في مسيرات العودة الكبرى، المستمرة منذ 30 آذار، أن نؤكد على التالي:
أولاً/ أن الصراع في جوهره وطبيعته هو صراع بين الأمة العربية من جهة والعدو الصهيوني وحلفائه من جهة أخرى، يمثل الشعب الفلسطيني رأس حربة المواجهة معه ومع أهدافه وأطماعه التي تستهدف كل وطننا وأمتنا العربية.
ثانياً/ ضرورة إنهاء الرهان على مشروع التسوية ومفاوضاته البائسة والعبثية وما ترتب عليه من نتائج خطيرة، وإعادة الاعتبار للصراع وطبيعته، وإعلاء دور المقاومة باعتبارها المشروع النقيض لثقافة الهزيمة، وهذا دور مناط بحركة التحرر العربية وقواها الحية بشكل رئيسي.
ثالثاً/ وقف الهرولة التي تبديها بعض الأنظمة العربية لتطبيع علاقاتها مع العدو الصهيوني، على حساب المصالح والأهداف المشتركة للأمة العربية، وعلى حساب القضية الفلسطينية، وفي إطار محاولات تلك الأنظمة حرف أولوية الصراع مع العدو الصهيوني.
رابعاً/ ضرورة إنهاء الانقسام وطي صفحته السوداء من تاريخنا الفلسطيني، وتحقيق المصالحة الوطنية، على طريق بناء وحدة وطنية فلسطينية شاملة، مرتكزة إلى إستراتيجية وطنية موحدة، يكون ضمن أولوياتها تعزيز صمود أبناء شعبنا ومواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بقضيتنا الفلسطينية وفي مقدمتها ما يسمى "بصفقة القرن"، بكل ما يتطلبه ذلك من جهدٍ مباشر لعقد مجلس وطني توحيدي وفق الاتفاقيات الموقعة يعزز من صفة ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية ودورها في قيادة شعبنا، صوب تحقيق أهدافه في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس.