بوساطة مصرية ومشاركة قطرية مُحددة
معاريف: التصعيد الأخير في غزة ساهم بتسريع مفاوضات التسوية الشاملة
ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية يوم الجمعة، أن "التصعيد الأخير في غزة ، لم يمس بالاتصالات والمفاوضات المتقدمة في التسوية الشاملة في الجبهة الجنوبية؛ بل على العكس ساهم في تسريعها".
وقالت "معاريف" إن "الاتصالات تتواصل بوتيرة عالية بوساطة مصرية وبمشاركة قطرية محددة"، لافتة إلى أن "إسرائيل تبذل جهودا كبيرة لتسوية الجبهتين المشتعلتين في الشمال والجنوب".
اقرأ/ي أيضًا: تلفزيون إسرائيلي: مشاورات لإقامة مؤتمر بشأن غزة بالقاهرة في يونيو
وأوضحت ان "جهود التسوية الإسرائيلية تسير من خلال اتصالات مكثفة تتراوح بين موسكو وواشنطن والقاهرة والدوحة وعمان"، مشيرة إلى وجود توافق بين إسرائيل وروسيا، وفي إطاره ستخرج قوات إيرانية وحزب الله من جنوب سوريا.
وأضافت أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نضج بالنسبة للحاجة إلى تهدئة الجبهة الجنوبية وحشد الجهد على ما يجري في الشمال، الذي يشكل تهديدا أكبر بكثير على إسرائيل"، منوهة إلى أن "وزير الامن أفيغدور ليبرمان لا يزال يصر على إدراج جثماني هدار غولدن وأرون شاؤول في إطار التسوية الجنوبية، ولكن الموضوع لا يزال يشكل عقبة في الاتصالات".
ولفتت إلى أن "نتنياهو يركز على ما يجري في الشمال أمام التوسع الإيراني؛ ولهذا فهو معني بتهدئة الجبهة الجنوبية، بل وأن يدفع ثمنا لقاء ذلك"، إضافة إلى التوصية الدائمة من الجيش الإسرائيلي التي تقول إن "الردع الذي تحقق بعد حرب 2014، من شأنه أن ينهار أمام اليأس والتفاهم السريع لوضع أهالي قطاع غزة وحركة حماس ".
وأكدت الصحيفة أن "الجيش الإسرائيلي خرج من المواجهة القصيرة في غزة، بإحساس أن حماس تسيطر في القطاع أكثر من أي وقت مضى، ولكنها تعاني من انتقاد داخلي شديد آخر في التعاظم ويهدد فقدان السيطرة، وهذه وصفة معروفة للانجرار إلى حرب أخرى زائدة تماما"، بحسب تعبيرها.
وأردفت: "الجيش الإسرائيلي يقول إنها فرصة ذهبية للتوصل إلى تسوية شاملة، في الوقت الذي توجد فيه حماس في نقطة الدرك الأسفل في كل الأزمنة، ولا يفترض أن تسمح لها بالإقلاع إلى ارتفاع ذي مغزى في أعقابها".
وأشارت إلى أن "رئيس الأركان الإسرائيلي غادي آيزنكوت بذل في جلسة الكابينيت الأخيرة جهدا واضحا، لإقناع الوزراء في أن هجوم سلاح الجو في غزة، كان ذا مغزى وإن لم يتسبب في قتلى في حماس أو الجهاد"، منوهة إلى أن "الجميع يعلم أن الفلسطينيين والإسرائيليين اجتهدوا ألا يلحقوا ضررا أكبر مما ينبغي الواحد للآخر".
وبينت أن "حماس لم تطلق صواريخ ثقيلة واكتفت بالمسافات القصيرة، والطائرات الإسرائيلية قصفت أهداف بنية تحتية مهمة، ونزعت قليلا من قدرات حماس ذات المغزى، ولكنه لم يلحق أذى بالأرواح".
ورأت الصحيفة الإسرائيلية أنه "في الوضع الحالي تعتقد قيادة المنطقة الجنوبية، بأن كل حدث تكتيكي صغير من شأنه أن يجر الطرفين إلى اشتعال شامل"، مشددة على أن "درجة الحرارة في القطاع آخذة في الارتفاع، والردع الإسرائيلي بدأ يتآكل".
وتابعت: "هذا هو الوقت لاتخاذ قرار استراتيجي لكسر دائرة العنف للمدى البعيد، وحسب تقدير الاستخبارات هذا ممكن، وحماس تكون مستعدة لتنازلات لم يسبق أن سمعنا مثلها، في كل ما يتعلق بتقاسم القوة بينها وبين السلطة الفلسطينية في القطاع".