الحمد الله: التمويل المخصص للاستجابة الإنسانية في غزة وصل لأدنى مستوياته
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، اليوم الخميس، أن التمويل المخصص للاستجابة الإنسانية في قطاع غزة وصل إلى أدنى مستوياته.
وقال الحمد الله: " "إننا نواجه معا، في كافة محافظات الوطن وفي كل جبهات العمل، تحديات ومعيقات كبرى، وبالرغم من تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية المتعددة ضد الإنسانية وحقوق الإنسان وتدهور الوضع الإنساني في بلادنا، انخفضت المساعدات الخارجية".
جاء ذلك خلال مشاركته في الإفطار الرمضاني الذي اقامته حركة "فتح" لأهالي شهداء وأسرى مدينة الخليل، بحضور محافظ الخليل كامل حميد، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد التميمي، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جمال محيسن، وعدد من الوزراء، ومدراء المؤسسة الأمنية في المحافظة، والشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وأضاف الحمد الله: " يأتي كل هذا في وقت تتحرك فيه إسرائيل بكل ما تمتلك من قوة ومن دعم من الإدارة الأمريكية، لتوسع مخططاتها في اقتلاع أبناء شعبنا ليس لشيء سوى أنهم فلسطينيون صامدون على أرضهم، وهي تواصل تصعيدها الاستيطاني الاستفزازي، وتتصاعد نسبة اعتداءات مستوطنيها لتعتبر الأعلى منذ ثلاث سنوات، وتحاصر قطاع غزة وتمنع عنه أبسط مقومات الحياة، حيث منعت والدي الطفلة الرضيعة "امال فلفل" من مرافقتها للعلاج في الضفة الغربية، وهي ترقد الان في مستشفى النجاح في نابلس وحيدة، دون أي من أفراد عائلتها".
وأردف: "ما أحوجنا ونحن نتصدى للتحديات، إلى المزيد من التكاتف والتواصل والرحمة، اذ تمثل الإفطارات الرمضانية مع عائلات الشهداء، أحد صور التلاحم الشعبي والوفاء لقوة وصبر وتفاني هذه الشريحة المهمة والعزيزة على قلوبنا جميعا، ونحن نؤكد لهم على أننا ملتزمون بصون حقوقهم ورعاية شؤونهم وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم مهما كانت الظروف، هذا أقل الواجب والتقدير لهم ولتضحياتهم الكبيرة".
وتابع رئيس الوزراء: "لقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يرقى بمواقفه السياسية وأن يتجاوز بيانات الشجب والاستنكار، وأن يتحرك بشكل جاد وفوري لوقف هذه الممارسات اللاإنسانية، ونجدة أهلنا في محافظة الخليل وحماية هويتها وبلدتها القديمة ومقدساتها، ولجم عدوان المستوطنين فيها، وإعمال حق شعبنا في الوصول بحرية وكرامة إلى الحرم الإبراهيمي والصلاة في رحابه، كما ونطالب دول وشعوب العالم للالتفاف حول دعوة الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي يقر الية دولية متعددة الأطراف لرعاية عملية السلام".
واستطرد الحمد الله: "إننا نعمل، في خضم هذه المعاناة، على ترسيخ حضور فلسطين في النظام الدولي والانفتاح على العالم بعدالة قضيتنا وحقوقنا، وتوظيف أدوات الشرعية الدولية لتفعيل الحماية لشعبنا ووضع المنظومة الدولية أمام مسؤولياتها في منع إسرائيل بل ومحاسبتها عن استخدام القوة المفرطة ضد أبناء شعبنا العزل، ومواجهة التوسع الاستيطاني والحصار والعدوان والاعتداءات الإسرائيلية المتعاقبة".
ومضى قائلا: "إننا أيضا فخورون بكل ما ينجز من أعمال إنسانية وخيرية ومجتمعية هنا في الخليل والتي تعد دليلا على إيمان شعبنا بأن الوحدة والتراحم، هي البوابة لتعزيز السلم الأهلي بل والصمود الوطني ككل، وسيبقى إنهاء الانقسام وتوحيد الجهود الوطنية، طريقنا الأساس الذي لا بديل عنه لمواجهة الحصار والاستيطان الإسرائيلي، واستنهاض الطاقات لبناء دولة الاستقلال والخلاص من الاحتلال وطغيانه".
وقال: "ونحن هنا في الخليل، لا بد لي أن أحيي محافظتها وبلدياتها وهيئات الحكم المحلي فيها وجميع مؤسساتها وفعالياتها، وأبنائها الصامدين الأوفياء في قراها وبلداتها ومخيماتها ومضاربها وبلدتها القديمة، وفي محيط الحرم الإبراهيمي الشريف وفي شارع الشهداء، عهدنا لكم جميعا بتوفير الإمكانيات لدعمكم في البقاء وصون تاريخ وهوية البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي، وتنفيذ ما أمكن من مشاريع تعزيز صمودكم، فأنتم صناع المستقبل نحو الحرية التي ستشرق قريبا في الخليل و القدس وغزة وفي كل شبر من أرضنا المقدسة".
وأشار إلى أن التفاف القيادة حول عائلات الشهداء وذويهم، هو أقل تعبير عن وفائنا لتضحيات شهداء العزة والكرامة الإنسانية، المجد والخلود لأرواحهم الطاهرة وكل الوفاء لذكراهم وتضحياتهم".