صحيفة عبرية: الهدنة مع حماس بغزة جدية هذه المرة وإسرائيل متفائلة
ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، إن الهدنة مع حركة " حماس " في قطاع غزة جدية هذه المرة، مرجحةً أن يتم الاتفاق على وقف إطلاق نار طويل مع إسرائيل.
وقال ألون بن دافيد في تقرير بـ"معاريف" السبت إن إسرائيل مستعدة لتقديم تسهيلات هامة لقطاع غزة عبر إدخال مشاريع لتحسين البنية التحتية وعبور البضائع، شريطة أن لا تخدم في تعزيز حماس، وكذلك مصر مستعدة لمزيد من التخفيف الشامل ل معبر رفح .
أضاف: هذه ليست اتفاقية مباشرة بين حماس وإسرائيل، بل هي اتفاقية سيوقعها الوسطاء، ليس سلاماً، ليس اعتراف ولا حل دائم - إنه وقف لإطلاق النار يخدم الطرفين، مستدركًا : "لكن إذا تم تحقيقه، فسوف يكون هناك اعتراف إسرائيلي فعلي بالكيان المنفصل الموجود في غزة".
وعدّ أن التوصل إلى هذه الهدنة مع حماس سيمكن إسرائيل من التركيز على هدف إزالة إيران من سوريا.
وتابع : "نشر مسودة الترتيبات القادمة الخاصة بدونالد ترامب، والصراع الذي بدأ فقط بإزالة إيران من سوريا، وربما زيادة ثقة إسرائيل بالنفس، قد جعلها أخيراً أقرب إلى خطوة عمرها 12 عاماً، والمتمثلة في هدوء الجنوب والفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية.
وأردف قائلًا : "يبدو أن المحادثات حول هدنة مع غزة أكثر جدية من أي وقت مضى"، مشيرًا إلى أنه "للمرة الأولى هناك أيضا تقييم متفائل من الجانب الإسرائيلي بأنه سيتم الاتفاق على وقف إطلاق نار طويل الأجل".
وذكر أن رغبة حركة حماس القوية في وقف إطلاق النار ليست جديدة، موضحًا أنها "منذ الحرب الأخيرة على غزة 2014، كانت تشير إلى أنها ستكون سعيدة باتفاق في غزة لوقف إطلاق نار طويل المدى"، وفقا للكاتب الإسرائيلي.
وحسب بن دافيد، فقد كان "عرض العودة" خلال الشهرين الماضيين جزءاً من هذه الإشارات، كما أن فشل الحركة الكامل في اختراق الحدود زاد من اليأس والاستعداد للتوصل إلى حل وسط.
واعتبر أن "ما تغير هو مدى جدية الوسطاء والتفاهم في الجانب الإسرائيلي بأن استمرار الوضع الحالي سيؤدي بالتأكيد إلى مواجهة".
وقال : "لطالما سعى القطريون إلى التقرب من إسرائيل، على أمل أن يؤدي ذلك أيضًا إلى استعادة علاقاتهم مع واشنطن والقاهرة والرياض، موضحًا أن مسيرة العودة أتاحت لقطر الفرصة لإثبات أنهم يعرفون أيضاً كيف يقومون بذلك، مبينًا أنهم "توسطوا في مفاوضات سريعة".
وأضاف: المصريون، الذين عملوا منذ فترة طويلة على خلق شق بين حماس في غزة وداعش في سيناء، في الآونة الأخيرة باركوا عملهم، مما سمح لهم بالنظر إلى حماس في غزة بازدراء أقل، وهم اليوم على استعداد أيضًا للمساهمة في قطاع غزة.
وأوضح أن مصر وقطر قدمتا مقترحات منفصلة لوقف إطلاق النار. في الأيام القليلة الماضية، لافتا إلى أن المنطقة شهدت مناقشات محمومة حول المسودات "التي لا يمكن الابلاغ عنها كافة".
وأشار إلى أن "هذه المرة هناك أيضا تدخل أمريكي في المحادثات، حيث تدرك إدارة ترامب أيضًا أن تحقيق الهدوء في غزة وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية يمكن أن يساعدهم على تحقيق رؤية الاتفاق الإسرائيلي الفلسطيني".
وبين أن "التسوية" التي يتم إنجازها تحت رعاية ترامب فرصة لمكافأته، وخاصة الآن، بعد فشل الخطوة تجاه كوريا الشمالية، وعلى الطريق سيعزز العلاقة مع وسيط سيختاره من بين الاثنين.
وذكر أن الجيش الإسرائيلي، يحاول منذ أشهر بالفعل إقناع القيادة السياسية بعمق الأزمة في غزة وتداعياتها الخطيرة، لافتا إلى أنها بدأت مؤخراً تلقى آذان صاغية.
وحسب بن دافيد، خلال الاتصالات التي جرت الأسبوع الماضي، انسحبت إسرائيل من طلب نزع السلاح من قطاع غزة كشرط لأي اتفاق، والطلب الاكثر خيالية بإعادة للسلطة الفلسطينية الى غزة.
وعدّ أن احتمال عودة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، إلى "وضع المسيطر" في قطاع غزة صعب هذه المرة.
ووفق بن دافيد، فإنه في الاتصالات خلال الأيام الأخيرة عرضت إسرائيل طلبات واقعية: فرض الهدوء المطلق من قطاع غزة -وقف إطلاق الصواريخ من جميع الفصائل ووقف حفر الأنفاق وإعادة تفعيل " معيار الأمن " - منطقة معقمة غربي الجدار، وحل قضية الأسرى والمفقودين في غزة.
ونوه إلى أنه "لدى القطريين مصلحة أخرى في الترويج لصفقة تبادل الأسرى: فهم أيضاً لديهم عدد من السجناء المحتجزين في مصر ويمكن إدراجهم في صفقة أوسع"، وفقا له.
وألمح إلى أن إسرائيل تنتظر الآن استجابة حركة حماس لمقترحات وقف إطلاق النار، مستدركًا : "لكن حتى هنا لا يوجد إجماع على الفكرة".
وبين أن ليبرمان يعارض ذلك ولا يزال يصر على مبدأ نزع السلاح، فيما لم يقل نتنياهو كلمته الأخيرة بعد، مضيفًا : "أكثر من معظم الوزراء، يفهم المزايا الكامنة من وراء فصل القضية الفلسطينية بين غزة والضفة الغربية".