أبو عمار انعطف لشعبه بعد أن انقلبت عليه أوسلو
مشعل: نتيجة لقاءات المصالحة بين حماس وفتح على مدار 10 سنوات كانت سلبية لسببين
أكد رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل، أن نتيجة لقاءات المصالحة بين فتح وحماس على مدار السنوات العشر الماضية في القاهرة والدوحة ومكة كانت سلبية بسبب مشكلتين أساسيتين.
وقال مشعل خلال لقاء على قناة (BBC): " المصالحة كانت ضحية مسألتين أولها التدخلات الخارجية خاصة الأميركية والإسرائيلية التي وضعت قيودا وشروطا وهددت بوقف المساعدات ما أثر سلبا على إنهاء الانقسام".
وأضاف مشعل: " أما العامل الثاني الذي أثر سلبيا على المصالحة هو عدم نضج فكرة الشراكة الوطنية في الساحة الفلسطينية من قبل حماس وفتح".
وأوضح مشعل أنه لم يسبق أن قامت أي من الدول أو الأطراف على تحريض حماس على استمرار الانقسام.
وحول علاقة حماس بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، قال مشعل: "جمعتني علاقة طيبة بالشهيد أبو عمار في سنواته الأخيرة".
وذكر مشعل: " أنا أشهد أن هذا الرجل حين أدرك أن أوسلو وصلت إلى طريق مسدود وانقلبت عليه أميركا وإسرائيل وبعض الأطراف في المنطقة تصرف بمسؤولية راقية وانعطف إلى شعبه ووفر مظلة لانتفاضة الأقصى عام 2000".
ولفت إلى أن أبو عمار كان يدير لعبة معقدة بين السياسة والبندقية ودفع حياته ثمنا لها.
وتابع مشعل:" كنت على تواصل شبه يومي مع الشهيد أبو عمار في رام الله وعالجنا محطات صعبة كان يمكن أن تفجر الوضع الفلسطيني الداخلي، وكان في موقف نبيل ومسؤول في هذه القضايا التي بدت إشكالات في سنوات الانتفاضة".
وأردف:" اختلفنا مع أبو عمار في عز مجده وهو يملك السلطة، ولكن حينما انقلبت عليه أميركا وإسرائيل نحن وقفنا معه، بينما بعض من كان من اتباعه انقلب عليه".
وأشار مشعل إلى أن أخر مرة تحدث فيها مع الرئيس محمود عباس كانت بعد القرار الأميركي بنقل السفارة إلى القدس ، وأعلن عن ذلك في الإعلام.
ومضى قائلا: "أردت من خلال ذلك أن أعطي رسالة أننا كفلسطينيين معا في مواجه هذا القرار السفيه والظالم الذي يريد أن يزور الحقائق".
في سياق أخر، قال مشعل إن الموقف الذي أخذته حماس مما جرى في سوريا لم ينحاز لأحد، بمعني أنه لم يقف مع النظام السوري ضد الشعب، ولم يقف مع الشعب ضد النظام.
ولفت مشعل إلى أنه قاد محولات لرأب الصدع في سوريا قبل خروجه منها عام 2011، إلا إنها باءت بالفشل.
وتابع: " بعدها احترمنا أن هذه مسألة داخلية وأخذنا قرارا بمغادرة سوريا، رغم أنه يعز علينا الذي يجري وأن تسفك الدماء فيها".
وبيّن رئيس حماس السابق أن هذا الموقف لم يرق لبعض المسؤولين، مضيفا " أصبحنا في خانة الاتهام وأن حماس لم تقم بواجبها، ووجدنا أن البيئة لم تسمح أن نبقى في سوريا".