عاصفة ستضرب العلاقات الأمريكية الإسرائيلية قريبا

الرئيس الامريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو

قالت صحيفة غارديان ان عاصفة ستضرب العلاقات الامريكية الاسرائيلية قريبا ، لان العلاقات بين البلدين ليس على ما يرام.

ويرى مايكل هيرست، الباحث في معهد التقدم الأمريكي ومساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والباسيفك سابقا في مقاله في صحيفة غارديان أن العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية ليست كما تبدو متينة.

وبدأه بالصور على الشاشة المقسمة نصفين: افتتاح السفارة الأمريكية في القدس ومقتل الغزيين على بعد ميل وعكست لا مبالاة المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين للاحتلال المناطق الفلسطينية. ورغم حديث بنيامين نتنياهو وجارد كوشنر عن عمق وقوة العلاقات بين البلدين.

مع أن هذه الصور تعبر عن العفن الذي يأكل العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية. وحتى قبل العنف في غزة وافتتاح السفارة الامريكية فقد كانت الثنائية في العلاقات بين البلدين واضحة بشكل صارخ أثناء زيارة الكاتب لإسرائيل الأسبوع الماضي وكما وقفت في الجولان على الحدود مع سوريا، فقد كان من السهل فهم قيمة الشراكة، فقبل يوم واحد قامت القبة الحديدية- المصنعة في أمريكا وإسرائيل- بحماية إسرائيل من الصواريخ التي انطلقت من قواعد إيرانية داخل سوريا.

وقبل أيام قليلة وقفت في مستوطنة في مدينة الخليل الفلسطينية، وكان من الصعب فهم كيف تدعم الولايات المتحدة الجيش الإسرائيلي الذي يوفر الحماية للإسرائيليين الذين يقترفون أعمالاً غير شرعية على الأراضي الفلسطينية – وهي أفعال تشجبها أحياناً المحاكم الإسرائيلية.

ويعتقد الكاتب أن الصورتين هما تعبير عن نسختين للعلاقات الأمريكية – الإسرائيلية اللتين تحاولان التعايش. ففي واحدة فالعلاقة بين البلدين كلها مشمسة وأقواس قزح – وتعني علاقات سياسية عميقة وتجارة مكثفة وعلاقات خاصة بين الشعبين ودعماً أمريكياً للعدل التاريخي وحماية الوطن الديمقراطي لليهود.

أما النسخة الثانية للعلاقات فهي عن استقطاب عميق في كلا البلدين: فالحكومة الإسرائيلية المتطرفة في إسرائيل تقيم علاقات دافئة مع الجمهوريين الأمريكيين وتمارسان سياسات متطرفة، في الوقت الذي ينقسم فيه الرأي العام الأمريكي من ناحية إسرائيل بناء على المواقف الحزبية. وتريد إسرائيل أن يحكم عليها كديمقراطية واقتصادا الذي تستحق الحصول عليه. لكن لا أحد يمكنه تجاهل الإحتلال العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية وحصارها لغزة والتي يعيش فيهما 5 ملايين نسمة. وتتوسع المستوطنات المدعومة من الحكومة بشكل بطيء وعلى حساب الأراضي الفلسطينية، وعلى ما يبدو أنه ضم زاحف للضفة الغربية.

ويقول الكاتب إن تراجع دعم الشباب الأمريكي اليهود لإسرائيل سيكسر العلاقات. وأصبحت المواقف الأمريكية من النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني مبنية على الحزبين بطريقة لم تر منذ عام 1978. وحسب دراسة فهناك نسبة 79% من الجمهوريين يقولون إن تعاطفهم هو مع إسرائيل أكثر من الفلسطينيين. فيما تقول نسبة 27% إنها متعاطفة مع إسرائيل.

وكشفت دراسة ثانية أن الديمقراطيين بنسبة (55%) وإن تعاملت مع إسرائيل كرصيد استراتيجي إلا أنها تراها عبئاً استراتيجياً. وترى نسبة 60% من الديمقراطيين أن على الولايات المتحدة التحرك أو فرض عقوبات ضد التوسع الإستيطاني الإسرائيلي.

ويشير الكاتب إلى أن الصراع السياسي في الولايات المتحدة حول الاتفاقية النووية يظهر الانقسام الحزبي. ففي عام 2015 كان هناك غضب ديمقراطي على دعوة الجمهوريين رئيس الوزراء الإسرائيلي للحديث في الكونغرس ضد الاتفاقية النووية التي كان يدفع بها الرئيس الديمقراطي. وانعكست العلاقة بين الأحزاب اليمينية الإسرائيلية والأمريكية فيما قدمه نتنياهو بداية الشهر الحالي حول ما زعم أنها نشاطات نووية إيرانية قدمت المبرر والغطاء لخروج ترامب منها. والأمر نفسه يصدق على النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، فدعم ترامب لنتنياهو وحكومته ونقله للسفارة يلخص هذا الحال. فهو لم يحصل على مكاسب وجعل الفلسطينيين ينظرون لهذه السفارة بالمتحيزة وأثار العنف.

ويعترف الكاتب بمشروعية أمن إسرائيل، خاصة أن الانتفاضة الثانية تركت الكثير من الرضوض عليها، خاصة العمليات التفجيرية، ولهذا السبب استطاعت الأحزاب اليمينية السيطرة على الحكم خلال العقدين الماضيين لأنها وعدت الإسرائيليين بالأمن. لكن إسرائيل لن تكون ديمقراطية طالما استمرت بحكم ملايين الفلسطينيين ممن لا رأي لهم في طريقة الحكم. وعندما وقفت إلى جانب جندي إسرائيلي شاب يحرس المستوطنين كان من الواضح أن إسرائيل جيدة في تقديم الحلول قصيرة الأمد للمشاكل، حماية المستوطنين الإسرائيليين، لكنها ليست جيدة في البحث عن حلول طويلة الأمد، مثل منع نفسها من التحول لمحتل دائم». وأخبره صحافي أن إسرائيل يمكنها العبور من التحديات خاصة مع وجود الدعم الأمريكي، ولكن أي علاقات هذه وما طبيعتها؟

ويقول إنه سمع طوال رحلته أن تراجع دعم اليهود الأمريكيين لا علاقة له بسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين لكن لأنهم يبتعدون عن اليهودية. و كيهودي أدعم بقوة إسرائيل وليس بالضرورة سياساتها فكلام كهذا يؤذيني. وبدلاً من انتقاد اليهود الأمريكيين حول طريقة الحياة التي يختارونها يجب على الإسرائيليين الاعتراف بأن تراجع الدعم بين هذا الجيل مهما كان سببه سيحطم العلاقة الأمريكية – الإسرائيلية.

وقال إن من يغذي النار راديكاليون من شيلدون أديلسون الذي يمول صحيفة إسرائيلية واسعة الإنتشار إسرائيل اليوم لدعم السياسات المتطرفة والذي عرض تمويل بناء السفارة الأمريكية في القدس. واختار ترامب روبرت جيفريس ليفتتح الصلاة في احتفال السفارة وهو جيفريس نفسه الذي قال مرة إن «المورمونية والإسلام واليهودية والهندوسية تقود اتباعها إلى الإبتعاد عن الرب وإلى الجحيم.

ويقول في النهاية إن لا حلول تامة موجودة لكن إن استمرت الولايات المتحدة وإسرائيل على النسق الحالي ودون مواجهة المشاكل بحلول طويلة الأمد فلن يمكن التعرف على طبيعة العلاقة ، علاقة أصبحت قائمة الحزبية التي يعترف فيها قطاع من الأمريكيين بإسرائيل فقدت طابعها الديمقراطي وهو ما سيكون مدمراً للبلدين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد