تل ابيب: تصريحات قادة حماس عن مسيرات العودة في غزة ذخائر بيد اسرائيل
قال ساسة ومحللون ومعلقون اسرائيليون في تل ابيب ان تصريحات قادة حركة حماس عن مسيرات العودة على حدود غزة تعتبر ذخائر بيد اسرائيل ، حيث تواصل اسرائيل استثمار هذه التصريحات في حملتها الدعائية حول رواية المذبحة في غزة ورفض مقترحات بإسعاف غزة وترميمها وبناء ميناء فيها بدعم عربي ودولي.
وبأسلوب درامي قال نتنياهو في بيان جديد أمس بعنوان "هل أنتم مستعدون لخبر صادم؟" استغل فيه تصريحات القيادي في حركة حماس صلاح البردويل وقادة آخرين، في مجهوده الدعائي وفي تدعيم رواية إسرائيل حول مذبحة غزة كما فعل مسؤولون ومعلقون إسرائيليون آخرون.
وتابع نتنياهو في بيانه " أتفق تماما مع قادة حركة حماس الإرهابية الذين قالوا التالي خلال الأيام الأخيرة. محمود الزهار الذي كان من مؤسسي حماس قال إن تسمية ما قام به فلسطينيون على حدود قطاع غزة كأن هذا كان بمثابة مظاهرة سلمية هو عبارة عن تضليل واضح. أتفق معه تماما. إطلاق النار وإلقاء المتفجرات على المواطنين الإسرائيليين ليس عملا سلميا بتاتا".
كما أشار نتنياهو لتصريحات قائد حركة حماس في غزة لتحقيق الغاية ذاتها.
وأضاف "أو استمعوا إلى ما قاله زعيم حماس يحيى السنوار: إن الهدف من أعمال الشغب هو اقتلاع حدود إسرائيل واقتلاع قلوب الإسرائيليين. أتفق أن تدمير إسرائيل وقتل الإسرائيليين الأبرياء هو هدفه الحقيقي".
كذلك تطرق لتصريحات البردويل وقال إنها تدلل على أنهم " إرهابيون". ومضى في محاولة شيطنة حماس"هذه هي حماس التي تدعو إلى ارتكاب إبادة جماعية بحق كل يهودي. أتفق على أن إسرائيل تستهدف الإرهابيين. إذن إذا لم تصدقوني أو إذا لم تصدقوا قادة حماس، شاهدوا هذا الفيديو. فلسطينيون اقتحموا السياج الأمني وأشهر بعضهم السواطير. هذا ما ندافع عن عائلاتنا منه. وأنتم كنتم تفعلون الشيء نفسه.
وكان ساسة ومحللون ومعلقون إسرائيليون قد سارعوا لتوظيف تصريحات الزهار والبردويل لسحب البساط من تحت الرواية حول سلمية المظاهرات والطعن بها وإظهار إسرائيل كضحية تدافع عن نفسها.
وقال المعلق الإسرائيلي البارز نحوم برنيع في تعليق نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت أمس، إن صلاح البردويل قدم اعترافا مهما ضمن محاولته إيصال رسالة لأهالي غزة وللداخل الفلسطيني جاءت متناقضة مع رواية حماس والفلسطينيين للخارج وللعالم.
وأوضح برنيع أن جيش الاحتلال أيضا سارع لتبني تصريحات البردويل لتأكيد روايته، وقال إن الجيش يخرج من هذا القتال بشعور الانتصار، فهو منع اختراق الجدار ولم يطلق صاروخا واحدا من غزة ولم يقتل أو يخطف جنديا، وعدا بعض الحرائق لم تقع أضرار، وواصل سكان المستوطنات المحيطة بالقطاع احتفالهم بالأعياد.بحسب القدس العربي
وتابع حماس بلغت تدهورا غير مسبوق في مكانتها وهنا موجودة فرصة لأن السنوار في أزمة كبيرة، معزول وعالق بين جدار تكتيكي يتعلق بتقلص مساحة المظاهرات وبين جدار الاستراتيجية في ظل محاصرته من قبل مصر وداعش وإسرائيل، وسط ضغوط متزايدة من أهالي غزة بعد فشل خطته بالمصالحة مع السلطة الفلسطينية، وفشل خطته الثانية بدفع أعداد كبيرة من الغزيين للجدار دون دهورة الوضع لحافة الحرب، ولم يبق منها سوى أزمة مع تركيا وعناوين بالصحف الدولية.
أربعة احتمالات مع غزة
ويرى برنيع أن هناك أربع إمكانيات واردة اليوم، هي معركة عسكرية شاملة مع حماس، ومعركة عسكرية جزئية، وسيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع بدعم إسرائيل وتسوية مع حماس. ويعتبر أن تسوية مع حماس واردة، وهي تعني هدنة لعشر سنوات وتخفيف الحصار، لافتا لمعارضة ذلك من قبل وزير الأمن أفيغدور ليبرمان خوفا من تكرار تجربة حزب الله بعد الهدنة التي تلت حرب لبنان الثانية.
ويشير لإمكانية استبدال الهدنة بخطوات مدروسة لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة بالاستعانة بمصر ودول الخليج والاتحاد الأوروبي، شريطة أن يتم تسوية موضوع الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
ويكشف أن ليبرمان يشكك حتى بهذه الإمكانية، وينقل عنه قوله إنه تحدث مع وزراء في عدة دول أوروبية وكافتهم شجب العملية الإسرائيلية ولم يجد لديهم جاهزية للتعاون. وكذلك نقل عن ليبرمان قوله إن العالم العربي أيضا غير متحمس وكلهم يقولون «نعم نعم نعم» وفي لحظة التطبيق يختفون ولذا « لا شريك لنا للحل». ولكن أين الإبداع ؟… ففي نهاية اليوم سيتساقط سكان غزة على أعتابنا نحن ؟
الإبداع والقدرة على الصمود
عن ذلك أجاب ليبرمان حسب برنيع « هناك أساسان.. الإبداع والقدرة على الصمود»، وبذلك يعكس ليبرمان عقلية ومواقف إسرائيل الرسمية المتمثلة بمحاولة كسر إرادة الفلسطينيين وكي وعيهم بالحديد والنار. وهذا ليس موقف ليبرمان فحسب فقد رفضت حكومة الاحتلال كافة المقترحات الرامية إلى التهدئة في غزة مع حماس، مقابل تخفيف الكارثة الإنسانية الناتجة عن حصار إسرائيلي ومصري.