مستعدون للسير بالمصالحة حتى النهاية
مشعل: قيادة حماس مستعدة للسير بالمصالحة حتى النهاية والرئيس عباس أمام لحظة تاريخية
قال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة " حماس " خالد مشعل إن قيادة حركة حماس مستعدة للسير في طريق المصالحة حتى النهاية، لافتًا إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام لحظة تاريخية في أن يوحد الصف الفلسطيني وينهي الانقسام.
ودعا مشعل خلال مداخلة له على قناة الجزيرة، الرئيس عباس إلى التصرف بعقلية الزعيم الذي يستوعب الناس، ورفع العقوبات التي فرضها على قطاع غزة .
وأضاف أن الرئيس عباس اليوم أمام لحظة تاريخية في ظل الضغوط التي تمارس عليه في استعادة أوراق القوة من تفعيل المقاومة الشعبية في الضفة وغزة والشتات، ووقف التنسيق الأمني، والذهاب إلى شراكة وطنية حقيقية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل.
وحث مشعل قيادة السلطة والفصائل الفلسطينية إلى أن تكون على مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني، داعيا إلى نقل تطبيق نموذج المقاومة الشعبية الذي يشهده قطاع غزة إلى الضفة الغربية بتوافق وطني، مؤكداً في الوقت ذاته بأن ذلك سيشكل إحراجًا كبيراً للاحتلال الإسرائيلي.
جريمة بشعة
وأشار مشعل إلى أن الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية ارتكبا جريمتين أمس بقتل العشرات من المدنيين العزل وجرح ما يزيد على 2800، ونقل السفارة للقدس.
واعتبر ما حدث في غزة أمس جريمة بشعة ضد شعب أعزل خرج ضد الحصار ورفضاً لنقل السفارة، وللمطالبة بحق العودة، قائلاً: هاتان الجريمتان أظهرتا العقلية الإسرائيلية والأمريكية التي لا تحترم العقول.
وأشار إلى أن شعبنا في قطاع غزة قدم بطولة عند الحدود، وقدمها بالماضي في صد حروب الاحتلال، منوهاً أن غزة تقدم إبداعاً جديداً منذ ستة أسابيع بمشاركة مليون إنسان عند حدود القطاع.
الموقف العربي والدولي
وحول المواقف العربية والدولية، أوضح أن الموقف الأوروبي من نقل السفارة الأمريكية للقدس جيد، لكن أمريكا والاحتلال كسرا هذه القاعدة، حيث إن الاستيطان مجرّم في الأمم المتحدة، لكن لا يوجد ترجمة في معاقبته على معارضته للإرادة الدولية.
وأشار إلى أن هناك دولاً لم تشارك في حفل نقل السفارة ب القدس ، وهناك مواقف إنسانية محترمة للنخب في العالم الغربي لكنها لا تكفي.
وتطرق مشعل إلى بعض مواقف الدول بمجلس الأمن الدولي واعتبرها مواقف ملتبسة، وأن كثيراً من الدول الأوروبية مالت إلى تحميل الطرفين المسؤولية وهذا غير مقبول.
مسيرات شعبية
ونوه إلى أن الذي يقف وراء مسيرات العودة ليست الفصائل، بل شعب أعزل أراد إرسال ثلاث رسائل للعالم، وهي: أريد أن أعود إلى وطني وبلادي التي هجرت منها، وحصار غزة آن الأوان أن ينتهي، وأن القدس عربية إسلامية ولا نقبل الموقف الأمريكي.
وأضاف أن الجميع يرى المشهد بغزة وهو حراك ليس فصائليًا، بل شعبي بامتياز، مبيناً أن حين تقاتل حماس بالسلاح تدان، والآن وهي تنخرط مع شعبها في مقاومة سلمية أيضاً تُدان، وهذا اختفاء خلف الحقيقة بسبب العجز في إدانة الاحتلال الإسرائيلي.
وحول التحقيق في مجزرة الاحتلال بغزة، قال مشعل: جربنا التحقيق، وهو وسيلة لتسويف القضايا، منوهاً أن الذي يريد أن ينتصر في الساحة الدولية عليه أن يدين الجرائم الإسرائيلية.
وأضاف: من يريد إنهاء المأساة الإنسانية عليه أن يفك الحصار فوراً، مبيناً أن القوى الدولية تملك القدرة، وأن مسار التحقيق ليس هو الأجدى، بل إدانة الاحتلال هي المطلوب.
كما ثمن مشعل بعض المواقف العربية حول ما جري أمس، مشيراً إلى المواقف الجيدة من الكويت وقطر وتركيا، وكان ينبغي أن نشهد رد فعل عربي يتناسب مع ضخامة الحدث.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء الثلاثاء، عن حصيلة المجزرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أمس الاثنين بحق المتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرة العودة الكبرى شرق قطاع غزة.
وأفادت الصحة في بيانٍ صحفي تلقت (سوا) نسخة عنه، باستشهاد 62 شهيدًا و3188 اصابة بجراح مختلفة منذ أمس الاثنين حتى لحظة نشر هذا النص.