مسيرات العودة تعيد الأمل لمُعاصري النكبة الفلسطينية
رغم مضي 70 عامًا على تهجيرها وعائلتها قسرًا، إلا أن الثمانينية فاطمة غانم لم تنسَ حقها الذي سلبه الاحتلال من عائلتها أمام عينيها، بالعودة إلى أرضها المحتلة في بلدة "حتا" التي احتلها العصابات الإسرائيلية يوم 17 تموز عام 1948.
وتتفاءل الحاجة فاطمة خيرًا بمسيرات العودة الكبرى التي انطلقت في قطاع غزة يوم 30 مارس/آذار الماضي، حيث ستبلغ ذروتها بعد يومين اثنين.
ويستعد الفلسطينيون في كل أماكن تواجدهم للمشاركة في الفعاليات السلمية للمسيرة الكبرى من أجل تذكير العالم بحق العودة الذي أكدته الأمم المتحدة بقرارها رقم 194.
وتقول الحاجة فاطمة لوكالة (سوا) إن هذه المسيرات (العودة) أحيب الأمل في نفسي بالعودة إلى بيتي بعد سنوات طويلة على جروح التهجير، أمله أن يتحقق ذلك.
وتستذكر اللحظات الأولى لتهجيرها: "نسيت ابنتي مريم وهي تبلغ أشهر قليلة، أثناء خروجي من بيتي لحظة هجوم العصابات الصهيونية علينا (..) لكن عدت لها بسرعة".
وتشير إلى أن أهلها هجروا مشيًا على الأقدام إلى الضفة فيما توجهت إلى غزة برفقة زوجها، مضيفةً: "المسيرات هترجعنا، وإن شاء الله بقدر أشوف أهلي قبل ما أموت".
ونكثت (سوا) الجرح الغائر إبراهيم محمد كعبر الذي هُجر من بلدة حمامة نحو عدة بلدات فلسطينية، إلا أن رست أقدامه وعائلته في قطاع غزة.
ويضيف: "هجرنا من حماية، وذهبنا إلى الواقع الأصعب في غزة المحاصرة (..) مسيرات العودة فتحت جروح أصحاب العودة وأولادهم وأحفادهم، وأعادت الحياة لأمل العودة بعد أن أوشك على الموت".
أما اللاجئ إسماعيل صقر، أكد ثقته بقدرة شباب ورجال غزة على صنع المستحيل وإعادة القضية الفلسطينية وحق العودة إلى طاولة العالم من جديد.
وقال: "مسيراتنا ستعيد لنا حقوقنا، ولن نستسلم أو نتراجع أو نتنازل عن أي شبر من أرضنا".
ويحيى الفلسطينيون ذكرى نكبتهم هذا العام وسط ظروف غير مسبوقة، إذ اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية ب القدس عاصمة لإسرائيل وقررت نقل سفارتها وبعض الدول الأخرى إليها، وقلصت تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في مسعى لتصفيتها وانهائها.
وتتخوف سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مسيرة العودة الكبرى يوم الاثنين المقبل التي تتزامن مع الاحتفالات بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، إذ وضعت عدة سيناريوهات وصفتها بالخطيرة، قد تحدث خلال أيام، منها المواجهة العسكرية مع المقاومة الفلسطينية.