ساهمت المرأة الفلسطينية في رسم لوحة ملحمية في أدبيات النضال الفلسطيني منذ ثورة عام 1929 وما زالت تواصل الرسم. وقد منحت مقاومة المحتل ومسألة الاستقلال الوطني أولوية أولى ، على نضالها المؤجل ضد تقاليد المجتمع الذكوري الذي حرمها من تأريخ مسيرتها النضالية منذ عهد الانتداب الذي سعى أيضا الى تجهيلها وتهميش تعليمها ، الا أن المرأة سرعان ما فتحت الجبهة الثانية بهدف السعي الى نيل استقلالها في مجتمعها وتعزيز دورها في مجالات التعليم والثقافة والسياسة والتنمية الوطنية.

وقد برزت أسماء شخصيات نسائية بارزة منذ الثلاثينات من القرن الماضي في مجالات الحركة النسائية والأدب والفن والتعليم والسياسة ، منهن على سبيل المثال فقط ، زليخة الشهابي ، وعندليب العمد ، وكلثوم عودة،وفدوى طوقان ، وعنبره الخالدي ، ونجوى قعوار ، ووداد ناصر الدين..

لا شك أن المرأة الفلسطينية سطرت ملحمة نضالية في جميع مجالات الحياة ، لها ألف مشهد ومشهد ، فقد تصدت للمشروع الصهيوني منذ انعقاد المؤتمر النسائي الأول في القدس في السادس والعشرين من عام 1929 عندما تداعت أكثر من ثلاثمائة امرأة من القدس ويافا وحيفا وعكا و نابلس و غزة وجنين و رام الله وغيرها من المدن ، وتم تنظيم أول مسيرة احتجاجية انتهت بتقديم مذكرة احتجاجية للمندوب السامي البريطاني في شارع الزهراء بالقدس..

خاضت المرأة حربا ضد الظلم بكل الأدوات المتاحة ، ابتداء بابرة الخياطة ، وسنارة الصوف ، الى الحجر ، ونقل الماء والطعام والسلاح واسعاف الجرحى، الى وداع الثوار بالزغاريد واستقبال الشهداء بالزغاريد أيضا، وزراعة الأرض ، وتربية الماشية، وعلف الدجاج ، وسقي الأزهار والورد في الأحواض بماء المطر ، الى الاسر في معتقلات الظلم ، اولهن المقدسية فاطمة برناوي عام 1967 الى عهد التميمي عام 2018 والتي لن تكون اخرهن..

اعتقل الاحتلال عام 1967 ما يقارب 15 ألف امرأة ، واعتقل عام 2017 , 170 امرأة وفتاة قاصر ، وهذا ما يؤكد معرفة المرأة الفلسطينية الوجه القبيح  للاحتلال الجاثم على صدر أرضها ، فقد تم اعتقال نبيلة أبو غوش في مخيم بلاطة بحجة حياكة قميص بألوان العلم الفلسطيني ، وردينة أبو الرب في القدس بتهمة طباعة بيانات وطنية ، ورباب عبد الهادي بتهمة شتم ضابط ، وليس ذلك فقط ، فقد اعتقلت يسرى البربري بحجة نشر مقال في مجلة طبية ، فيما تم اعتقال اسيا حبش، وسعاد عاشور، ومنى مصطفى، وزويا خلف بتهمة السماح لطالبات معهد الطيرة بالتظاهر ، وتتجلى السخرية باعتقال فاطمة أبو أنيس في أم الفحم بسبب تزيين حديقة حضانة بالعلم الفلسطيني..

0عام 2014 قتلت قوات الاحتلال في عدوانها على غزة 489 امرأة ، وتم تهجير ما يزيد عن 11 ألف امرأة ، في العملية التي أسمتها اسرائيل يومها بالجرف الصامد ، والتي كانت في حقيقتها كما وصفها 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد