النكبة الفلسطينية: بعيون المهُجرة الحاجة فاطمة حسان

الحاجة فاطمة عيد حسان شاهد على النكبة

"احنا ما بعنا، ولا تنازلنا عن أرضنا، تمسكنا وقاومنا للنهاية" بهذه الكلمات تستذكر المُهجرة الحاجة فاطمة عيد حسان، التي هُجرت من قرية برير وهي في عامها الثالث عشر، تفاصيل النكبة الفلسطينية، بسهولةِ ويسر وكأنها عايشتها البارحة.

تسكن المُهجرة الحاجة فاطمة حسان (83 عاما).ً مع ابنها الوحيد وعائلته، في منطقة العامودي، شمال قطاع غزة .

تعود في ذاكرتها 70 عاماً إلى الوراء، لتستجمع شيءٍ من ذكريات طفولتها، وتسرد لـ(سوا) بابتسامة: "أجمل أيام حياتي قضيتها في برير، كُنا نزرع ونحصد القمح والشعير والعدس (..) نعيش بسلام وأمان والمحبة بيننا".

وتستدرك: "لكن حياتنا قُلِبت رأسًا على عقب، عندما بدأت قوات الاحتلال بهجومها المسلح والطيران على القرى والمدن الفلسطينية، لتهجيرنا بالقوة".

32324241_10155737147579302_65782407073397473.jpg
 

تصمت لبرهة من الوقت، وترتشف القليل من الماء، وتتابع: "لم يكن معنا لندافع عن أرضنا سوى البندقية، إلا أن شبابنا ورجالنا لم يستسلموا قاموا بحفر الطرق لعرقلة دخول آليات الاحتلال، ولكنهم (عصابات الاحتلال) يمتلكون العدة والعتاد، فلم توقفهم مقاومتنا".

وتستذكر الحاجة الثمانينية قيام رجال قريتها بحفر خندق بالمحراث حول القرية، كمحاولة لعرقلة دخول قوات الاحتلال، مضيفًا: "لم نستسلم بسهولة كما يدعون".

وبتنهيدة طويلة وكأنها تلفظ ما بداخلها من ألم، تتابع: "كانت والدتي ونساء القرية ونحن الفتيات نساعد الشباب في الدفاع عن قريتنا، نقدم لهم الطعام والمياه، لم نتركهم لوحدهم".

تُصر وتؤكد المُهجرة فاطمة أن أهالي "برير" لم يستسلموا بسهولة للاحتلال، "بل قاموا وصمدوا وتصدوا حتى آخر رمق".

وتُتابع حديثها: "خرجنا من قريتنا تاركين وراءنا كل ما نملك، بعد أن داهمت قوات الاحتلال منازل أهالي القرية على الأطراف، وقتلت بدم بارد كل من وجدته بطريقها من أطفال ونساء وشيوخ وشباب".

وتستمر المُهجرة الحاجة حسان بسرد تفاصيل تسلسل هجرتهم من قرية برير وصولاً لقطاع غزة، : "توجهنا إلى "حليقات" القريبة منها، وحاولنا العودة لقريتنا إلا أننا وجدناها مليئة بالألغام".

وعقب "حليقات" ذهبت الطفلة فاطمة آنذاك وعائلتها، إلى مدينة المجدل، ثم إلى قرية خصاص، لتحط في قطاع غزة.

وتلفت اللاجئة الفلسطينية إلى أن قوات الاحتلال كانت تتقدم بالتدريج بين المدن والقري الفلسطينية، لطرد وتهجير الفلسطينيين من وطنهم.

تمسحُ دموعها بيديها، وبصوتٍ مختنق تقول "قتلت طائرات الاحتلال والدتي في رفح جنوب قطاع غزة، مشهد والدتي وهي مستلقية على الأرض لم يغب عن مخيلتي ليوم واحد حتى هذا اليوم".

فقدت المهُجرة حسان والدها وهي في عمر الرابعة، لتفارقها والدتها بعد تسع سنوات لتكمل فصول حياتها مع أخيها عبد القادر الذي يصغرها بثلاث سنوات، والأكبر عبد الوهاب، الذي كان لهم الأب والأم في ذات الوقت.

32337284_10155737147299302_52705678030264074.jpg
 

وفي ختام حديثنا مع الجدة فاطمة، دخلت حفيدتها إلى المكان، فداعبتها قائلة لها: "لن نتنازل عن حقنا في العودة إلى قرانا ومدنا التي هُجرنا منها قسراً، إن لم نعُد نحن سيعود أبنائنا وأحفادنا وأحفاد أحفادنا، وسينتصرون على العدو بإذن الله".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد