القصف الإسرائيلي لسوريا جاء بالتنسيق مع روسيا
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الخميس، إن إسرائيل نسقت مع روسيا قبل الضربة التي وجهتها الليلة الماضية ضد مواقع للنظام وحلفائه في سوريا.
وبحسب القناة العاشرة العبرية، أشارت تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، التي تم عرضها على المستوى السياسي خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، مساء اليوم، إلى أن جولة التصعيد الحالية في حدة التوتر والمواجهة بين إسرائيل وإيران قد انتهت، وذلك نظرًا للدمار الذي حل على القدرات الصاروخية الإيرانية المنتشرة في الأراضي السورية، فيما تتحضر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لاحتمال وقوع هجمات ضد أهداف إسرائيلية في الخارج.
ورغم ذلك، ترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت إيران ستعيد النظر في تمركزها العسكري في سورية، في أعقاب الهجوم الأخير، وأن إيران قد تمتنع عن الاستجابة الفورية للهجمات الإسرائيلية الأخيرة، نظرًا لسلسلة الاخفاقات في الرد على اعتداءات إسرائيلية في الأراضي السورية.
وقال نتنياهو، خلال اجتماع (الكابينيت)، إنه "في الأمس، أرسلنا رسالة واضحة لنظام الأسد: ضرباتنا في سورية ضد أهداف إيرانية، ولكن إذا فكر الجيش السوري في العمل ضدنا، فإننا سوف نهاجمه". وتابع نتنياهو أن "هذا بالضبط ما حدث بالأمس، أطلق بطاريات من الجيش السوري صوراريخ أرض جو ضد مقاتلاتنا، ما دفعنا إلى مهاجمتها". وكرر نتنياهو مطالبته للمجتمع الدولي "للعمل على منع تمركز قوات فيلق القدس الإيرانية في سورية".
وهدد نتنياهو بمواصلة شن العمليات العسكرية في العمق السوري بهدف منع إيران من التمركز عسكريًا هناك، مؤكدًا أنه أنذر النظام السوري من اعتراض الطائرات الإسرائيلية المهاجمة، بحسب موقع "عرب48".
ونقلت "معاريف" عن مسؤول عسكري أنه "أثناء الهجوم، تم استهداف الطائرات الإسرائيلية بعشرات صواريخ أرض-جو أطلقت من الدفاعات الجوية السورية، من جميع الأنواع، بما في ذلك بطاريات متطورة".
وأضاف أنه "تم تدمير كل بطارية أطلق منها صواريخ باتجاه طائراتنا، وهاجمنا دفاعاتهم الجوية بشكل مكثف، كل بطارية هاجمتنا دمرناها، حتى منظومة الدفاع الجوي S-300 الروسية إذا ما جلبت إلى سورية، سيتم تدميرها".
وذكرت مصادر أن رد النظام السوري براجمات الصواريخ على القصف، دفع مقاتلات الاحتلال الإسرائيلية على توسيع غاراتها في سورية.
وأكد المسؤول العسكري الإسرائيلي التنسيق مع الروس، بحسب ما أوردت القناة العاشرة، وقال: "لقد نسقنا الهجوم مع الروس، أبلغناهم مسبقا، وتركنا لأنفسنا حرية العمل، كما نسقنا بالكامل مع الجانب الأميركي"، وتابع "أخبرنا الروس أننا سنقوم بمهاجمة سورية، لكننا لم نعلمهم بالأهداف. الغرض من التنسيق هو منع أي احتكاك محتمل".
واعتبر أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لا يزال يمتلك القدرة على مهاجمة إسرائيل من الأراضي السورية، ما قد يفهم على أنه تبرير لهجمات إسرائيلية مستقبلية على الأراضي السورية.
ونقلت القناة الإسرائيلية عن المسؤول العسكري قوله إن ضباط احتياط شاركوا في الضربات الإسرائيلية على مواقع في سورية، والتي تعد العمليات الجوية الأوسع للجيش الإسرائيلي منذ عام 1974، على حد تعبيره.
وتركزت الغارات الجوية الإسرائيلية في سورية على المناطق التي تنتشر فيها قوات إيرانية والمجموعات المسلحة المدعومة منها، جنوبي سورية.
وقصفت إسرائيل أمس 26 موقعا في سورية تنتشر فيها ميليشيات إيرانية، بالصواريخ والمدافعية، واللافت أن القصف الإسرائيلي جاء مباشرة بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي الإيراني.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال إن القصف جاء ردا على إطلاق الميليشيات الإيرانية التي تحارب إلى جانب نظام الأسد، صواريخ على مرتفعات الجولان.
واستهدف القصف الإسرائيلي، الليلة الماضية، 3 مواقع عسكرية تحت سيطرة نظام الأسد في محافظة حمص وسط سورية، و11 في العاصمة دمشق، و5 في درعا، و2 في السويداء، و5 في القنيطرة.
وشملت قائمة المواقع المستهدفة: بطاريات القصير للدفاع الجوي في حمص، وسد زيتا، ومدينة النزارية، ومركز جمرايا للأبحاث العملية العسكرية، واللواء المدرع الرابع، ومطار المزة الجوي، وبطاريات جرمانا والدروشة للدفاع الجوي، واللواء 137 دفاع جوي، وقاعدة الكسوة العسكرية، جبل المانع، واللواء العاشر، ومقر الحرس الجمهوري، وقاعدة جباب، ومواقع بطاريات الصنمين ومحجة للدفاع الجوي، ومدينة إزرع، وبطاريات السويداء للدفاع الجوي، ومطار خلخلة العسكري، تلة ترينجة في القنيطرة، ومدينة البعث، وخان أرنبة، واللواء 60.
وكان قد أطلق نحو 20 صاروخا من سورية باتجاه أهداف تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل، قرابة الساعة 12:10 بعد منتصف الليل، تم اعتراض عدد منها بواسطة منظومة "القبة الحديدية". ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات بشرية، بيد أن أنباء تحدثت عن أضرار مادية طفيفة.
ووفقا لجيش الاحتلال فإن "فيلق القدس" أطلق نحو عشرين صاروخا باتجاه المواقع الأمامية للجيش في الجولان السوري المحتل. ونقل عن مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولها إن الحديث هجوم إسرائيلي هو الأوسع على سورية منذ العام 1974. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم استهداف عشرات الأهداف الإيرانية في السورية، بعيد الساعة الثالثة من فجر اليوم، الخميس.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان قتل خلال الغارات الإسرائيلية على سوريا 23 من النظام السوري وحلفائه.