تقرير: الصحفيون ومسيرات العودة: خطورة المكان لا تخلو من الطرافة
اعتاد الصحفيون الفلسطينيون منذ ستة أسابيع على تجهيز معداتهم وأخذ أماكنهم المناسبة قبيل بدء توافد المتظاهرين المشاركين في فعاليات مسيرات العودة السلمية الكبرى؛ من أجل وضع المتابع في صورة الأحداث عند الحدود الشرقية لقطاع غزة .
ويعتبر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الصحفيين الفلسطينيين تهديدًا وجوديًا له، إذ باتوا يلعبون دورًا مهمًا في فضح جرائمه أمام العالم أجمع، لذا تعمد استهدافه بوحشية خلال عملهم بمسيرات العودة.
استهداف بالقنابل
الصحفية صفاء الهبيل مراسلة تلفزيون فلسطين (حكومي)، لم تسلّم من اعتداءات الاحتلال خلال عملها في تغطية مسيرات العودة.
وتوضح أنها تعرضت لموقف "خطير" يوم الجمعة الماضي (جمعة عمال فلسطين)، حينما استهدف الاحتلال تجمعا للصحفيين وثلاث سيارات إسعاف بذات اللحظة، عند موقع ملكة شرق مدينة غزة بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع".
وتقول الهبيل لوكالة (سوا) : "كل من وصل إلى المناطق الحدودية الشرقية، نال نصيبه من استنشاق كمية لا بأس بها من الغاز".
توثيق بألم
"تصويري للحظة إصابة الشهيد عبد الفتاح عبد النبي في الجمعة الأولى ل مسيرة العودة ، لا تزال في مخيلتي حتى اللحظة"، بهذه الكلمات تحدث المصور الصحفي محمود أبو سلامة عن أصعب اللحظات التي مر بها خلال تغطيته مسيرات العودة.
ويضيف أبو سلامة حديثه بألم: "التقاطي آخر صور لزميلي ياسر مرتجي وأحمد أبو حسين، قبل أن يوارى جثمانهما التراب، يوجع قلبي ويفقدني توازني حتى اللحظة ففراقهم صعب".
واستشهد منذ انطلاق مسيرات العودة الكبرى السلمية، صحفيين اثنين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، فيما أصيب العشرات بالرصاص الحي والاختناق بالغاز.
فاكهة المكان
أما مراسلة قناة الحرة الأمريكية في غزة وسام ياسين، فتشير إلى أن انتشار الباعة المتجولين في مكان الأحداث، يُضفي روح الدعابة والمرح.
تقول ياسين لـ(سوا) : "من أكثر المشاهد التي تشدني وتدخل على قلبي الفرحـ مشاركة بائعي البراد على وجه التحديد بالتعقيب على الأحداث على أرض الميدان باستخدام الميكرفون وإطلاق العبارات وكأنهم معلقين رياضيين".
ويتفق مصور صحيفة فلسطين ياسر قديح مع زميلته، بأن تواجد الباعة المتجولين خاصة في يوم الجمعة، يكسر الجمود ويُخفف حدة التوترات.
ويشير قديح إلى أن البراد، والقهوة، وبزر دوار الشمس، أصبحوا رفقاء الصحفيين خلال تغطيتهم لفعاليات مسيرة العودة الكبرى.
وبابتسامة يتابع حديثه : "من أكثر المواقف طرافة أن يخرج صوت بائع البراد على غفلة خلال تصوير ستاند للمراسلين، مما يصيبهم بضحكاتٍ هستيرية من شدة الموقف".
دور نقابة الصحفيين
من جهتها، أكدت نقابة الصحفيين أنها تتابع أوضاع الصحفيين عن قرب بالتواصل معهم, وبمتابعة الأحداث الجارية على أرض الواقع.
وأوضح تحسين الأسطل نائب نقيب الصحفيين أن قوات الاحتلال باتت تستهدف الصحفيين بشكل متعمد ومباشر، محاولة منها طمس الحقيقة.
ولفت إلى أن استشهاد الزميلين الصحفيين ياسر مرتجي وأحمد أبو حسين جاء بعد استهدافهم بالرصاص الحي مباشرة من قبل قناصة الاحتلال رغم ارتدائهم للخوذة والدرع وإشارة الصحافة واضحة للجميع.
وأضاف : "حتى اللحظة أكثر من 13 إصابة بالرصاص الحي في صفوف الصحفيين خلال تغطيتهم لمسيرة العودة, من ضمنهم المصور عز أبو شنب والذي أصيب بقدمه ولن يستطيع العودة لعمله قبل عام على الأقل".
وحول الإجراءات التي تقوم بها النقابة، قال: "قدمنا عريضة تتضمن كل الوثائق والصور للمجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان واتحاد الصحفيين الدولي"، مؤكداً ضرورة ملاحقة قوات الاحتلال قانونياً، ومحاسبتهم على الاستهداف المتعمد بحق الصحفيين الفلسطينيين.
وطالب نائب نقيب الصحفيين، المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بتحمل مسؤولياتهم حول ما يتعرض له الصحفيين الفلسطينيين من انتهاك واضح وصريح وتعدى على حريتهم وسلب حياتهم.
ووجه دعوته للأمم المتحدة بضرورة إرسال بعثة لتقصى الحقائق في أقرب وقت في ظل الظروف الراهنة في المنطقة.