"جمعية الخريجات الجامعيات" تعرض أفلام من إنتاج "شاشات"
واصلت جمعية الخريجات الجامعيات في غزة للأسبوع الرابع عرض ونقاش مجموعة من الأفلام الوثائقية والدرامية النسائية من إنتاج مؤسسة شاشات سينما المرأة لمخرجات شابات من مختلف المحافظات الفلسطينية.
وتبحث هذه الأفلام في قضايا حرية حركة المرأة في الفضاء العام الفلسطيني لتحقيق طموحاتها الإبداعية والفكرية بدون التعرض إلى التحرش والمضايقة، كما في السعي لطلب العلم في الخارج، بالإضافة إلى مساهمتها السياسية في رفض الانقسام والتمسك بفلسطينية مدينة القدس .
وتدور أحداث فيلم "في الهم شرق"،23 دقيقة،للمخرجة المقدسية محاسن ناصر الدينفي مدينة القدس حول مجموعة من الأصدقاء تعيش أوقاتً صعبة في اليوم الذي يسبق محاكمة ابن صديقهم أبو داوود، وبرغم اختلاف أطياف حياتهم، إلا أن ما يجمعهم الصراع اليومي العميق مع الاحتلال الإسرائيلي، بما فيه من ظلم وسجن ومعاناة أمام الحواجز، ومخالفات، وتمييز.
أما المخرجة أريج أبو عيد فتروي لنا بأسلوب مبدع في فيلمها"صيف حار جداً"،16 دقيقة،قصة واقعية وتجربة شخصية لها بعد أن فقدت أختها عائشة خلال الحرب على غزة عام 2014.يذكر أن الفيلم شارك في المسابقات الرسمية في أهم مهرجانات الفيلم القصير مثل كليرمونت فراند في فرنسا، اولهارس في البرتغال، سوسى في المغرب، أييجانفي اليونان، بوسان في كوريا، كما نال "جائزة تقدير" من لجنة تحكيم مهرجان تامبري في فنلندا.
ويؤكد فيلم "القرار"وهو إخراج مشترك لمخرجتين فلسطينيتين ليالي الكيالي ودارا خضر، ومخرجتين من السويد آنّا بيرسون، إينا هولمكويست، 13 دقيقة،على حق المرأة في صنع القرار وبين القيود التي يفرضها المجتمع على المرأة والتي تهمش دورها وتجعله ثانويا وتسبب قمعاً واختزالاً لقدرتها على عمل خياراتها بنفسها وتشكيل مستقبلها كما تريد.
وتسخر المخرجة إسراء ذياب من طولكرم فيفيلم"علينا يا مندلينا"، 7 دقائق، من حاجة الشباب لاختراع سيناريوهات وهمية للتباهي بأن كل فتاة مغرمة بهم بينما الفتيات غير ابهين بهم ويقمن بتصرفات تلقائية وعادية. كما تستعمل المخرجة ليالي كيلاني من نابلس ، في فيلم "إن قلت آه وإن قلت لا"، 3 دقائق، أسلوب شبه كوميدي للتعبير عن طموح فتاة في ممارسة الرقص الذي تبدع فيه، والذي يعارضه والدها،من خلال تجنيد تأييد أخاها الصغير لها، وتوصيل رسالة عدم الاستسلام والمواجهة والاصرار على تحقيق احلامها.
كما في فيلم "خارج الإطار" للمخرجة رهام الغزالي من غزة، 11.5 دقيقة، الذي يتناول صراع فتاتان غزيتان، إباء وريهاف،اللتانأيضاً تحلمانبتحقيق أنفسهن ويواجهن واقع أكثر صعوبة وقسوة مما كن يحلمن به، فأصبحن خارج الإطار. وتناولت المخرجة فاطمة بني عودة من غزةفي فيلمها"دوت كوم"،7 دقائق، جزء من هذا الواقع الذي يتمثل في دور المرأة الغزية في المشاركة في فعاليات انهاء الانقسام والتي تمثلت بحراك الخامس عشر من آذار الشبابي.
وهذا وتم نقاش هذه الأفلام بعد كل عرض مع الجمهور المشارك الذي أكد على أهمية النقاش وتبادل الآراء والاستفادة من تعدد وجهات النظر المختلفة والذي يهدف له مشروع "يلّا نشوف فيلم!" من خلال هذه الأنشطة الثقافية السينمائية والتي تركز على تطوير قدرة الفئات المجتمعية المختلفة على النقاش والتفاعل المتبادل، وذلك بهدف تعزيز حرية التعبير والتسامح والسلم والمسؤولية المجتمعية وتماسك النسيج الاجتماعي، وبشكل يجعل تلك الفئات قادرة على المساهمة الفعالة في بناء مجتمع ديمقراطي يحترم التنوع وحقوق الإنسان، ويشارك بفاعلية في تحديد أولويات التنمية.
ويمتد هذا المشروع لمدة ثلاث سنوات وتديره مؤسسة "شاشات سينما المرأة"، بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" ومؤسسة "عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة"، وبتمويل رئيسي من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج "تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين" وتمويل مساعد من مؤسسةCFD السويسرية وممثلية جمهورية بولندا في فلسطين.
وأكدت معظم التوصيات على ضرورة تكرار هذه العروض والنقاشات لأهمية المواضيع المطروحة بهدف نشر التوعية من خلال أنشطة ثقافية مجتمعية جذابة تملأ وقت الفراغ لدى الشباب في برامج مفيدة ومتنوعة،بالإضافةلدعمالمخرجاتالشاباتوالاستمرارببناءقدراتهمونشرافلامهمبمهرجاناتعربيةواقليمية، وتوعيةالفتياتبأنلديهاالفرصةبالمواجهةبدلامنأسلوبالقمعالذييتعرضنله.
"جمعية الخريجات الجامعيات غزة" جمعية غير ربحية وغير حكومية، تأسست في غزة عام 1974، وتهدف إلى تمكين الخريجات الجامعيات من خلال برامج بناء القدرات وتنمية المهارات والتثقيف ورفع الوعي وتوفير فرص العمل لهن، والمناصرة لحقوقهن عبر التعاون والتنسيق مع المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية، وتتبنى الجمعية النهج المبني على الحقوق لتحقيق رؤيتها.
كما أن مؤسسة "شاشات سينما المرأة" مؤسسة أهلية فلسطينية غير حكومية وغير ربحية، تركز في عملها منذ تأسيسها عام 2005 على تنمية وتطوير قدرات القطاع السينمائي الفلسطيني النسوي الشاب، انطلاقا من مركزية مشاركة المرأة في إنتاج ثقافة فلسطينية مبدعة ومعاصرة تضع مفاهيم من خلال منظور النوع الاجتماعي في عين الاعتبار لأهميتها في التنمية المستدامة، وتركز شاشات في كامل نشاطاتها على البعد المجتمعي والتنموي في عملها الثقافي.