مخيم اليرموك.. عملية عسكرية تسفر عن 10 قتلى
مرت ثلاثة أيام على العملية العسكرية التي يقوم بها النظام السوري والفصائل الفلسطينية المالية له في مخيم اليرموك والمنطقة الجنوبية للعاصمة دمشق ، حيث اسفرت عن مقتل 10 فلسطينيين وعشرات الجرحى .
ولا يزال الغموض يسيطر حول ما تتداوله وسائل النظام وداعش حول مفاوضات تجري بين الطرفين لخروج الأخير نحو البادية الشرقية. وبناءً عليه يمكن تلخيص أحداث اليوم الثالث بالتالي:
الوضع الميداني:
واصل النظام السوري والمجموعات الموالية له بإسناد جوي روسي، استهداف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والتضامن والحجر الاسود جنوب دمشق، لليوم الثالث على التوالي، بعشرات الغارات من الطيران الحربي وصواريخ الفيل شديدة الانفجار وقذائف الهاون.
بلغ عدد الغارات الجوية منذ صباح يوم أمس وحتى لحظة اعداد التقرير أكثر من (60) غارة استهدفت أحياء مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود ويلدا، في حين وصل عدد البراميل المتفجرة إلى أكثر من (25) برميلاً استهدفت مخيم اليرموك والحجر الأسود، بالإضافة إلى مئات القذائف الصاروخية والمدفعية من الهاون أو الدبابات.
وقوع دمار كبير وواسع في أحياء المخيم كافة، وانتشار ركام المنازل في الطرقات والشوارع، حيث أصيبت منازل المدنيين في شارع المغاربة و القدس والمنصورة والـ15 وشارع الـ30 ومحيط دوار فلسطين وشارع اليرموك الرئيسي وعين غزال والعروبة بدمار شبه كامل.
دارت اشتباكات في مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود بين النظام السوري ومجموعاته الموالية وبين تنظيم داعش وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى.حيث حاولت الأخيرة مدعومة بمجموعات فلسطينية موالية اقتحام منطقة الريجة بمخيم اليرموك، لكنها باءت بالفشل.
اشتباكات عنيفة دارت بين مجموعات المعارضة المسلحة وقوات النظام والمجموعات الطائفية الموالية، وأسفرت عن تراجع قوات المعارضة وسيطرة قوات النظام على قطاع الشامات الذي كان تحت سيطرة "جيش الاسلام" ووصول قوات النظام إلى حيّ الزين الواقع جنوب مخيم اليرموك بين بساتين يلدا والحجر الأسود.
أعداد كبيرة من المدنيين عالقون في بيوتهم أو في الأقبية، علماً أن اثنين من هذه الأقبية هي تحت الأنقاض ولا معرفة لدينا بحال قاطنيها وعددهم، وأن مجرد فكرة الخروج من المنزل تحت مثل هذا القصف بمثابة مغامرة غير محسوبة".
الوضع الطبي:
جميع مشافي مخيم اليرموك الأخرى متوقفة عن العمل بعد خروج مشفى فلسطين التابع للهلال الأحمر الفلسطيني عن الخدمة بسبب استهدافه من الطيران الحربي التابع للنظام، يوم 20 نيسان/ ابريل 2018.
وجه أهالي مخيم اليرموك المحاصر نداء إنسانياً إلى الهيئات والمنظمات العربية والعالمية ومنظمة التحرير الفلسطينية، لإنقاذ المدنيين تحت الأنقاض، ونقل الضحايا وإسعاف الجرحى.
قال ناشطون فلسطينيون" إن الجثث والأشلاء مطروحة في شوارع المخيم والجرحى المصابون لا يمكن تحديد أعدادهم، وكنا عاجزين عن إسعافهم نتيجة القصف الكثيف والمستمر، وانقطاع وسائل الاتصال، والغياب الفعلي للخدمة الطبية".
الوضع الإنساني:
فاقمت العملية العسكرية التي شنها النظام السوري على مخيم اليرموك والمنطقة الجنوبية من معاناة الأهالي المحاصرين داخله، والذين يعانون من عدم توفر المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية، نتيجة الحصار الذي يفرضه النظام على المخيم منذ منتصف عام 2013، إضافة لإغلاق حاجز العروبة الشريان والمتنفس الوحيد لسكان اليرموك من قبل المعارضة السوري، وكذلك إغلاق حاجز القدم.
ضحايا:
قضى أربعة لاجئين فلسطينيين في مخيم اليرموك في ثالث أيام قصف النظام السوري بينهم طفل رضيع، الضحايا هم: اللاجئ الفلسطيني "محمّد راتب فضل عيلوطي" من بلدة الشجرة قضاء طبريا في فلسطين قضى جراء القصف الذي استهدف جادات عين غزال.
كما قضت عائلة فلسطينية بأكملها مكونة من أب وأم وطفل رضيع هم اللاجئ الفلسطيني "محمود الباش" وزوجته وطفله الرضيع من سكان شارع صفد، اثر تعرض منزلهم للقصف من قبل الطيران الحربي التابع للنظام السوري.
وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك منذ بدء حملة القصف العنيف منذ ثلاثة أيام إلى 10 لاجئين وعشرات الجرحى.
مواقف وردود فعل:
أدانت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في بيان مشترك وقعته مع 16 منظمة حقوقية وإنسانية بأشـــد العبارات الأعمال القتاليّة المشتعلة في جنوب دمشق، ومنها مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيّين، وطالبت الأطراف المتصارعة بالتوقّف الفوريّ عن تدمير المنطقة وتحييد المدنيّين فيها، وتنادي إلى التوصّل إلى أيّ حلّ آخر، باستثناء الحلّ العسكريّ، يضمن سلامة السكان المدنيّين، والممتلكات العامّة والخاصّة والبنية التحتيّة.
ودعت مجموعة العمل والمؤسّسات الموقّعة على هذا البيان منظّمات وهيئات المجتمع الدوليّ (بما فيها الأونروا المعنية بوضع اللاجئين الفلسطينيّين) إلى التدخل السريع والعاجل لحماية المدنيّين والحفاظ على حياتهم، و فتح ممرّات آمنة للمدنيّين والسماح بدخول الطواقم الطبيّة وإخراج الجرحى إلى المستشفيات وتقديم المساعدات الطبيّة العاجلة للمرضى, ودخول المساعدات الإغاثيّة والإنسانيّة من غذاء ودواء وحليب أطفال.
كما طالب البيان جامعة الدول العربيّة ومنظّمة التعاون الإسلاميّ والاتّحاد الأوروبيّ الضغط على الجهات الفاعلة في الأزمة السوريّة لوقف نزيف الدم، والسلطة الفلسطينيّة ومنظّمة التحرير الفلسطينيّة للقيام بمسؤوليّاتها تجاه اللاجئين الفلسطينيّين في مخيّم اليرموك والتواصل الفاعل مع كلّ الأطراف المتصارعة في سورية لحماية المخيّمات الفلسطينيّة من أيّ عمليّة تستهدف تدميرها، واحترام الوجود الفلسطينيّ في سورية.
يشار إلى أن 16 منظمة حقوقية وإنسانية وقعت على هذا البيان هي: مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، مركز دراسات جمهورية الديمقراطية، منظمة اليوم التالي – TDA،الدفاع المدني السوري، المركز السوري للإعلام وحرية التعبير – SCM، رابطة الصحفيين السوريين – SCMمركز توثيق الانتهاكات - VDC، شبكة سوريا القانونية في هولندا، شبكة حراس، بيتنا سوريا، وحدة المجالس المحلية - LACU، الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مكتب التنمية المحلية ودعم المشاريع الصغيرة، النساء الآن من أجل التنمية، مؤسسة بدائل، شبكة المرأة السورية.
بدورها طالبت الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين" فيدار" القوى الدولية والإقليمية بالضغط على الجهات الفاعلة في الأزمة السورية لوقف نزيف الدم في مخيم اليرموك وكافة الاراضي السورية.
كما دانت فيدار في بيانها كل أشكال العمليات العسكرية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق ودعت الى استبعاد الحل العسكري وناشدت كافة الأطراف إلى تحييد المدنيين ، وضمان سلامتهم وحماية الاعيان والممتلكات العامة والخاصة والبنية التحتية بما يتماشى مع نصوص الاتفاقيات والقوانين الدولية.
ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مقدمتها الأونروا المؤسسة الدولية المسؤولة مسؤولية مباشرة عن اللاجئين للتدخل السريع والعاجل للحفاظ على حياة المدنيين ومنع تدمير المخيم باعتباره مخيماً للاجئين الفلسطينيين والعمل على فتح ممرات آمنة للمدنيين والسماح بدخول الطواقم الطبية وتقديم المساعدات الطبية العاجلة للمرضى، وتقديم المواد الإغاثية والإنسانية الضرورية من غذاء ودواء وحليب أطفال.
وطالبت السلطة الفلسطينية بضرورة القيام بالدور المطلوب منها حيال اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك والتواصل مع كل الاطراف المتصارعة في سورية لحماية المخيمات الفلسطينية من أي عملية تستهدف تدميرها، واحترام الوجود الفلسطيني في سورية .