وراء الكواليس.. الغضب يحتدم بمخيم بلاطة اتجاه السلطة الفلسطينية

298-TRIAL- القدس / سوا /  نشر موقع اسرائيلي تقريراً من قلب مخيم بلاطة قضاء نابلس سلط فيه الضوء على معاناة المواطنين هناك ، إضافة لشعورهم بتخلي السلطة الفلسطينية والامم المتحدة عنهم مما جعلهم يلجئون لتجارة المخدرات والاجرام.
الصحفي آفي يسسخاروف أعد تقريره الذى نشره موقع تايمز أوف اسرائيل من داخل مخيم بلاطة قال فيه :" شتاء آخر في المخيم يبدو انه لم يكن هناك تحسن عبر السنين بالمخيم ،فالأوضاع تتدهور والبنية التحتية هشة والاكتظاظ والفقر وعشرات المواطنين يملؤون الشوارع بالرغم من أنه ليس يوم عيد بل يوم كباقي الأيام.
وأضاف:" نسبة البطالة مرتفعة ووصلت الى 65% بحسب معطيات السلطة الفلسطينية ، وهذا يمكن ان يفسر لماذا كل اعداد هذه الشباب في الشوارع".
وقال يسسخاروف :" مخيم بلاطة، بدون اي شك من "أشهر" المخيمات، يقع على بعد كيلومترات عن مركز نابلس. ولكن يبدو ان الفرق والبعد بين سكان المخيم "وهؤلاء" من المدينة كبير جدا، بكل مرة التي تواجدت فيها في المخيم في 14 الاعوام الاخيرة، سمعت ملاحظات قاسية ضد اسرائيل، ضد “الاحتلال.” ولكن في هذه المرة انتقادات معظم السكان كانت ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها، محمود عباس ، في هذه الايام الصعبة، حتى “الاحتلال” الإسرائيلي المكروه يفقد اولويته مقابل السلطة الفلسطينية في سلم الكره المتخيل لدى اهالي المخيم.
أحمد (30 عاما) من سكان المخيم يؤشر على بياع الخضار امام دكانه قائلا :"ترى صناديق الخضار هذه؟" انها موجودة هنا منذ أيام، فأحمد بحسب التقرير يتركها ليلا ويبيع ما تبقى في النهار".
وتابع الشاب الفلسطيني قائلا:"هذه الخضار غير لائقة لأكل البشر، ولكن مع هذا لا يوجد لدى الاشخاص المال لشراء غيرها، لا يوجد لدى اي أحد هنا تصريح عمل في اسرائيل والسلطة لا تساعدنا، حاولت الحصول على قرض من المصرف،لكنه لا يعطونها لسكان المخيمات. وانا ألوم ابو مازن على هذا الوضع.
وتابع:" هنا يوجد مخدرات بكثرة ، لماذا لا تتعامل السلطة مع هذا ؟.. سأل بغضب ، صديقه سمير ينضم للمحادثة:" لا يوجد هنا شرطة ولا قانون ، الناس تتجول مع مسدسات لخوفهم على أنفسهم ، وليس من الاسرائيليين.
وتسائل الصحفي يسسخاروف :" أين الدعم المادي الذى تتلقاه السلطة الفلسطينية؟ ولماذا لا تعطيه لسكان المخيمات؟ ولماذا لا تستثمر به؟ ..وأكد الصحفي الاسرائيلي ان بقاء الأوضاع على هذا الحال واستمرار السلطة بتجاهلها سيؤدي بالنهاية الى انفجار المخيم.
وبحسب يسسخاروف فان الجميع هنا يتحدث عن مؤامرة ضد المخيمان ، مؤامرة لإسرائيل والسلطة بهدف اضعاف المخيمات.
الشاب علاء (43 عاما) قال للصحفي الاسرائيلي ان المخيم يقع تحت مسؤولية الاونروا ،والمنظمة قلصت نشاطها بشكل ملموس جدا بالمخيم ولا يساعدون الناس مثل قبل ، اضافة الى ان السلطة الفلسطينية ترفض الاستثمار هنا لأنها تدعى ان المخيم مسؤولية الاونروا والامم المتحدة ، وهم يتجاهلوننا وأوضاعنا تسوء".
وتابع الشاب :" السلطة تدعم سكان المدن والقرى وتتجاهلنا ، موجها رسالة للجميع قائلا فيها :"ان كان هنالك شاب واحد يعمل فأنه يعيل على الأقل خمس او ست عائلات ، وهذا سيؤدي الى الانفجار ، لان الغضب ضد السلطة كبيرا جدا والناس لا يوجد لديها ما تخسره ،لان الاجرام متفشي وتجار المخدرات ظهروا هنا في كل زاوية، وكل من يريد استغلال الاوضاع يتوجه للشباب ويعرض عليهم الانضمام له، سواء كانت حماس او الجهاد او الحركات الآخرى التى تريد تنفيذ عمليات ضد اسرائيل أو حتى المجرمين الذين يريدون تجنيد تجار المخدرات.
وقال التقرير الاسرائيلي ان التوترات ومشاعر الظلم ليست جديدة في مخيم بلاطة ، عبر عشرات السنين طور السكان هنا هوية خاصة ومنفصلة ، والمظلومين في المجتمع الاسرائيلي كانت اسرائيل هي التى تلاحقهم في الماضي اما الآن فالسلطة تقوم بالدور ، من جهة هم يتحدثون عن عدم تواجد السلطة في المخيم كسلطة تنفيذية، ولكنهم من جهة اخرى يقولون انه لا يمكنها العمل هنا وان تفعل ما تريد. 
محمود أبو جمعة يقول ان الأوضاع هنا اسوء ما كانت عليه ولا يمكن العيش فالموت أفضل ،موجها الكلام للصحفي الاسرائيلي :" انا اعدك انه ان تعطيني للناس أجر 3 آلاف شيكل في الشهر فلن تكون هنا مشاكل ، ولكن انظر لما يحدث هنا نتيجة اهمال السلطة ، يمكنك ان تجد جميع انواع المخدرات التى تعرفها في المخيم : هيدرا، اكستازي، كوكائين، حشيش. الشباب تتعاطى كل ما يعرضون عليهم.”
اما حسين قنديل (27 عاما )متزوج واب لطفلين، يقول انه حاول الحصول على عمل في السلطة مرتين على الاقل. “قالوا أنى غير ملائم. لأنني كنت في السجون الإسرائيلية ومن سكان المخيمات. نحن نعيش من رزق الله. لا يوجد لدي اجر ولا اتلقى مساعدات من السلطة. لا يوجد اي شيء. نحن نسير في طريق مسدود ولا أحد في السلطة يسمعنا. السلطة تريد الاوضاع ان تبقى على ما هي. في ايام عرفات لم تكن الاوضاع كهذه. ولكن عند ابو مازن الاوضاع مختلفة.”
وقال التقرير الاسرائيلي أنه قبل عشرة أيام فقط شهد المخيم أحدى الحوادث التى تظهر لاي درجة الأوضاع متوترة بين السلطة وسكان مخيم بلاطة ، حيث ان أحد سكان المخيم اختطف فلسطيني من كفر قليل المجاورة بسبب خلاف مالي بينهم، وقام باحتجازه لبضعة ساعات وتم ابلاغ انظمة الامن الفلسطينية، ولكن تدخل أحد قادة فتح في المخيم، جمال طيراوي، لحل المسألة ولتجنب اقتحام الشرطة الفلسطينية لمخيم بلاطة الذي سوف يؤدي الى مواجهات عنيفة.
 طيراوي، عضو برلمان احتجز في السجون الإسرائيلية مدة 6 سنوات (حتى قبل نصف عام)، وصل الى بيت المختطف، اخذ المخطوف منه بموافقته واعاده بسلام الى عائلته، لكن محافظ نابلس (من قبل السلطة) أكرم رجوب لم يقبل تخطي الحادث بهدوء، وامر انظمة الامن الفلسطينية باعتقال المختطف. “حاولت اقناع المحافظ بان لا يقوم بهذا،” قال لي جمال طيراوي في مكتبه في نابلس هذا الاسبوع. “ولكنه أصر.” كالمتوقع، دخول الشرطة الفلسطينية الى المخيم أدت الى مواجهات عنيفة مع السكان، التي تضمنت القاء صخور ضخمة نحو الشرطة الفلسطينية.
الاوضاع في المخيم صعبة جدا كما يقول طيراوي ، فنشاطات الاونروا في الاراضي الفلسطينية تقلصت بنسبة 80%. واضافة على ذلك، الحكومة لا تعتني بسكان المخيمات، نحن ليسوا قسم من برامج الحكومة الفلسطينية او البلديات. لماذا؟ انت تنتقل هنا الى مسألة سياسية، من سيعتني بمخيمات اللاجئين، الحكومة والسلطة ام الأمم المتحدة. الدول المتبرعة تحول الأموال الى الحكومة ولكنها لا تعتني بالمخيمات ونحن ضحايا هذه السياسة.”
من المعروف ان جمال طيراوي يعتبر معارض للتيار المركزي في فتح ولربما ايضا لأبو مازن، هو طبعا ينفي هذا. “انا لا اعارض ابو مازن ولا فتح. انا قسم من الحركة، انا اتقبل واحترم قيادته وشرعيته، هو قائدنا، نحن نحب الرئيس ونحن جنوده، انا أتواصل بينه وبين مخيمات اللاجئين واريده ان يقود الشعب الفلسطيني، انا قمت بتنظيم اجتماع لجميع ممثلي المخيمات الذين قاموا بتقديم طلباتهم لأبو مازن، انا اريد تحسين العلاقات بين ’المسؤولين’ والمواطنين فقط. كان هنالك اخطاء في الماضي، بالأخص من الجهات التنفيذية ونحن نريد ان تتحد السلطة مع الشعب، في نفس المكان، كي لا نشهد ما شهدنا في غزة مرة اخرى (الانقلاب في يونيو 2007). إذا أحد اراد تعريفي كمعارض، فاليكن.”يقول طيراوي وتابع طيراوي :"انا قلتها في الماضي وسوف اقولها مجددا، يجب تحسين العلاقات بين الانظمة والمواطنين، بالأخص في المخيمات، يتوجب على الانظمة خدمة الشعب، ولهذا يجب بناء علاقات أفضل".
ويتابع:"مسألة اللاجئين هي قسم من حل اوسع بين اسرائيل والفلسطينيين ، ومسألة حق العودة تحولت الى حجة عند اسرائيل لتجنب الاتفاق".
وقال:" ان نصل الى اتفاقية سلام على اساس حدود 1967، انا اعدك، حق العودة لن يعرقل الاتفاقية، والمفاوضات التي جرت بين اسرائيل والفلسطينيين، كانت (مسخرة)، ولكن ان نصل الى وضع الذي فيه نحل النزاع بدلا عن ’ادارة النزاع،’ حق العودة لن يعرقل الاتفاق. هذا موقف العديد هنا. ولكن ان تتوقع مني ان اتخلى عن هذا الحق قبل ان نبدأ التفاوض اصلا، انت مخطئ.”
160
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد