متخابر مع إسرائيل يروي ظروف تجنيده
كشف تقرير إسرائيلي عن تفاصيل وظروف تجنيد جهاز المخابرات الإسرائيلي" الشاباك" لأحد المتخابرين معه، والعمل معه لسنوات طويلة.
وبحسب ما نشرته صحيفة "مكور يشون"، يقول المتخابر عمر أبو رشيد وهو من مواليد قراوة بني زيد قرب رام الله وسط الضفة الغربية، ويقيم اليوم وسط إسرائيل، أنه من خلال عمله مطربا في الأعراس والأفراح الفلسطينية أوائل الثمانينيات من القرن العشرين، تعرف على نشطاء فلسطينيين، ونقل ما كان يسمعه من معلومات إلى جهاز الشاباك، متفاخرا بأنه منع وقوع عشرات الهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين.
وزعم أبو رشيد أنه قام بذلك لوقف الصراع الدامي بين الجانبين.
وأضاف: "بدأ ارتباطي مع المخابرات الإسرائيلية عام 1981، كنت حينها مغنيا في حفلات الزواج الفلسطينية، تجولت في كل القرى والبلدات بالضفة الغربية وقطاع غزة ، حيث كان التنقل متاحا بين غزة والضفة، كنت مشهورا جدا، وفي بعض الأحيان استضافني التلفزيون الأردني".
ومضى يقول: "خلال عملي هذا تعرفت على أناس كثر، بينهم رجال سلطة، وآخرين زعماء منظمات مسلحة، وأقمت صداقتي معهم، ومن خلال هذه العلاقات الوثيقة معهم حصلت على أسماء وتفاصيل، وكنت أنقلها أولا بأول لضباط الشاباك، ما منع وقوع العديد من العمليات الدامية ضد أهداف إسرائيلية".
ويكشف الكاتب غيبور أن أبو رشيد "قدم معلومات ساهمت في اعتقال عشرات الفلسطينيين المشتبه بتخطيطهم لهجمات معادية، وتجنيد عملاء آخرين، وأحيانا كان يتم اعتقاله في السجون الإسرائيلية للتمويه الأمني، حيث عمل على اختراق صفوف الأسرى، وحصل على معلومات إضافية، عبر التعرف على مشاكلهم العائلية وظروفهم الشخصية، وكيف يرتبطون بالخلايا المسلحة، وماذا خططوا للعمل، وخلال هذه المحادثات يذكر الأسرى أسماء رفاقهم، وهكذا يتم القبض عليهم، وإحباط جهودهم".
وردا على سؤال لمراسل الصحيفة حول معرفته بيحيى عياش ومروان البرغوثي؟ قال أبو رشيد: "لدي معلومات كثيرة لا أكشفها، وأمور أخرى أعطيك إياها لكنك لن تنشرها، عياش (المهندس)، عاش في قرية رافات بمدينة جنين، قريب منا، وكانت هناك خلايا قوية ل حماس بقرية قراوة بني حسن قرب سلفيت، عمل عياش معها ومع غيرها، أما البرغوثي فقد عرفته شخصيا، وعرفت آخرين أصبحوا اليوم قادة في السلطة الفلسطينية، انضممت لمنظمة التحرير، وتنقلت بعدة مواقع داخلها، سافرت للخارج ضمن صفوفها، ورأيت كيف يجهزون الكوادر كي يصبحوا قادة في المستقبل، ومن خلال عملي هذا قمت بالكثير لحفظ أمن إسرائيل".
ويضيف: "في البداية لم يعلم أحد بعملي مع المخابرات الإسرائيلية، وفي وقت لاحق، كشف أمري، لكني لم أخف، لأني اعتقدت أن ظهري محمي، وكان هذا خطأي الكبير، في انتفاضة الحجارة الأولى 1989، تجولت ببلدة بيتونيا قرب رام الله، حتى هجم عليّ عدة شبان ببلطات وأدوات حادة، واتهموني بالخيانة، والعمل مع اليهود الصهاينة، ويجب قتلي، وقطعوا ثلاثة من أصابعي، وكسروا بعض أجزاء من دماغي وأضلاعي".
وبعد هذا الهجوم، حصل أبو رشيد على بطاقة هوية إسرائيلية زرقاء، وبات يعرف في الأوساط الإسرائيلية على أنه مخبر للدولة، ويعمل مع قوات الأمن، وساعد باعتقال مطلوبين فلسطينيين، وشارك بعمليات خاصة، وجند آخرين للعمل معه، فيما تعتبره قوات الأمن الفلسطينية مطلوبا للتحقيق.
وأضاف أبو رشيد قائلا: "في عام 2000 تم اختطافي من قبل القوة 17 التابعة لحرس الرئاسة الفلسطينية، والتحقيق معي في مقر المقاطعة برام الله، وتعرضت للتعذيب".
ويقول أبو رشيد: "أريئيل شارون الذي عرفته شخصيا أخطأ حين انسحب من قطاع غزة، الذي سيطرت عليه حماس، كما تخطئ إسرائيل حين تسمح لمن يدافع عن المسلحين الفلسطينيين أن يكونوا أعضاء كنيست".
وتطرق أبو رشيد إلى علاقاته مع كبار ضباط الشاباك، وإيهود باراك رئيس الحكومة الأسبق، الذي التقى به، وعزفا سوياً على البيانو.
وينهي كلامه قائلا (بحسب التقرير): " يجب على إسرائيل إن تكون قوية ومتماسكة إذا ما أرادت أن تعيش بأمان في المنطقة".