تقرير: إسرائيل تغتال أطفال غزة لأنهم لم ينسوا

والد الشهيد حسين ماضي يحتفل بعيد ميلاده نجله شرق غزة بعد استشهاده بأيام

"الكبار يموتون والصغار ينسون" مقولةً أطلقها ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي منذ ستة عقود، إذ حاول خلال تلك السنوات تثبيتها، إلى أن أثبتت فشلها، وتوصل الاحتلال لقناعة أن أطفال هذه الأرض لم ولن ينسوا حقهم في وطنهم وأرضهم.

وقتّل الاحتلال منذ انطلاق مسيرات العودة الكبرى يوم 30 مارس الماضي، 37 مواطنًا فلسطينيًا بدم بارد، بينهم أكثر من 5 أطفال عُزل، فيما لم يُصب أي جندي إسرائيلي بأي أذى بمقابل 5 آلاف إصابة للمدنيين.

عائلة ماضي، اختطفت قناصة الاحتلال، ابنها البكر حسين (14 عامًا) الذي وُلِد بعد ثلاث سنوات عجاف من الترقب والانتظار.

كان حسين يُلح على والدته من أجل السماح له بالذهاب إلى الحدود الشرقية، إلا أن رفضها دفعه للتسلل دون علمها إلى هناك، وتقول والدته لوكالة (سوا) الإخبارية : "تكرر طلبه برغبته الذهاب ل مسيرة العودة ولكني رفضت خوفاً من تلك الفاجعة".

dd59fba4-bde6-4ea8-b850-b377fa8c3b99.jpg
 

حسين الطفل المجتهد في دراسته، كان يهوي العديد من الألعاب الرياضية، على رأسها كرة القدم، إذ كان لاعبًا في فريق الصداقة أحد أشهر الأندية في قطاع غزة ، تقول والدته : "كان يحب كرة القدم، وأخبرني أنه يتمنى ركوب الخيل في الإجازة الصيفية المقبلة، لكن لم تتحقق".

ويصف رئيس نادي الصداقة، حسين بأنه كان أحد اللاعبين المجتهدين في قطاع الناشئين منذ حوالي عامين، مشيرًا إلى أنه عضو في فريق الكشافة بنادي مخيم الشاطئ للاجئين.

أما والده، فيخبرنا أن "حسين كان بالنسبة لي الصديق"، مضيفًا : "رغم سنه الصغير إلا أنه كان كبير العقل... هو كل شيء وأغلى ما كنت أملك".

وأشار إلى أنه علم بنبأ استشهاد نجله عن طريق "فيسبوك" لدى رؤيته صورته أثناء ارتقائه، متابعًا : "ذهبنا للمشفى لنجده قد أصيب بطلق قناص إسرائيلي في البطن من نوع متفجر ليستشهد على أثرها".

وبعد يومين من استشهاده، حلت الذكرى الـ14 ليوم ميلاد حسين، ورغم المصيبة التي حلت بعائلته إلا أنهم توجهوا للحدود الشرقية لقطاع غزة وأقاموا عيد ميلاده في إحدى الخيم المتواجدة هناك.

الشهيد المخترع

أما الطفل البكر أيضًا، علاء الدين الزاملي (15 عاما) فقد رحّل بقناصة الاحتلال بدم بارد، ليترك شقيقه الأصغر وحيدًا مع والديه وثلاثة أخوات.

كان علاء يندمج بشدة عند سماع قصص الأجداد واللاجئين وكيف تهجروا؛ ويسأل دائماً عن الجيل الذي تهجّر من بلاده، يقول والده لـ(سوا).

ويصفه والده بالطفل "ذي الشخصية القيادية، ضحوك الوجه، علاقته بأخوته مميزة، ويساعدهم في كل شيء يحتاجونه". 

وكان علاء متفوقًا في المرحلة الإعدادية، ويبدع في الجانب العلمي، إذ قال والده : "كان يجمع بعض القطع الالكترونية، ويحاول أن يصنع منها جهاز، حتى أننا كنا في المنزل إذا تعطل جهاز إلكتروني أو كهربائي نادينا علاء ليصلحه".

وقبيل استشهاده بساعات قليلة، كان والده وجميع أبنائه باستثناء علاء في المسيرة شرق غزة، لكنهم تراجعوا بسبب إطلاق النار والغازات بكثافة، لكن الشهيد توجه بمفرده ليلقى مصيره.

0ebba21c-b730-4df3-88d1-f1abbad6443c.jpg
 

وقال : "جاء أخي وأخبرني بأن علاء أصيب وهو موجود في المستشفى، وصلت هناك ووجدته في غرفة العناية المكثفة، مصابًا بجراح بالغة في الرقبة (..) في بداية الأمر أخبرني الأطباء بأن حالته حرجة جدا، وبعد لحظات أعلن استشهاده".

ووجه والدا الشهيدان رسالتين متطابقتين نسبيًا، بأنهم سيواصلون الخروج السلمي للمطالبة بحق العودة الى أراضيهم التي هجروا منها، قائلين : "لن يثنينا أي شيء عن حق بلادنا حتى لو متنا جميعاً من أجل الوطن".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد