المركز الفلسطيني يدين جريمة الاحتلال الجديدة بحق مسيرة العودة

الشهيد الطفل محمد أيوب الذي قنصته قوات الاحتلال اليوم على حدود غزة

أدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الجريمة الجديدة التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحق المتظاهرين السلميين في قطاع غزة ، مطالبا بإخضاع إسرائيل للمساءلة.

وقال المركز في بيان تلقت "سوا" نسخة عنه، الجمعة، إن هذه الجريمة تأتي نتيجة لإفلات إسرائيل من العقاب وما تتمتع به بفضل الولايات المتحدة والأوروبيين من حصانة ما يشجع قواتها على اقتراف الجرائم بقرار رسمي من أعلى المستويات العسكرية والسياسية.

وأكد المركز سلمية التظاهرات وحق المدنيين في إعلاء صوتهم ومواقفهم ضد الاحتلال وضد الحصار وحقهم في العودة؛ مطالبا بإخضاع إسرائيل للمساءلة والمحاسبة عبر التحقيق معها فيما ترتكبه من جرائم.

ودعا المركز سويسرا بصفتها الدولة المودعة لديها الاتفاقية أن تدعو الأطراف السامية المتعاقدة لعقد اجتماع وضمان احترام إسرائيل للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

وذكر المركز أن الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة عليها التزام قانوني بموجب المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية.

وبينت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت، اليوم الجمعة، أربعة مدنيين فلسطينيين، أحدهم طفل، وأصابت 274 آخرين بجروح، منهم 41 طفلا و6 نساء وصحفي، فضلا عن إصابة المئات بحالات اختناق، ضمنهم طاقم باحثي المركز، خلال توثيقهم قمع الاحتلال المشاركين في تظاهرات سلمية بالكامل، قرب الشريط الحدودي مع إسرائيل، شرق قطاع غزة.

وأكد المركز أن قوات الاحتلال قتلت وبقرار من أعلى المستويات العسكرية والسياسية وللأسبوع الرابع على التوالي القوة المفضية إلى الموت تجاه المتظاهرين السلميين، الذين لم يشكلوا أي تهديد على حياة الجنود.

والشهداء هم:

أحمد نبيل محمد أبو عقل، 25 عاما، سكان مخيم جباليا، وأصيب بعيار ناري في الرأس أدى إلى تهشم جزء منه، حوالي الساعة 11:15 صباحًا أثناء تواجده شمال شرقي جباليا، وأعلن وفاته حوالي الساعة 1:15 مساءً.

أحمد رشاد عبد الله العثامنة، 24 عاما، سكان بيت حانون، وأصيب في حوالي الساعة 2:40 مساءً، بعيار ناري في الظهر، أثناء تواجده شمال شرقي جباليا.

محمد إبراهيم أيوب أيوب، 14 عامًا، من سكان مخيم جباليا، وأصيب في حوالي الساعة 3:45 مساءً بعيار ناري في الرأس، أثناء تواجده شمال شرقي جباليا.

سعد عبد المجيد عبد العال أبو طه، 31 عاما، سكان القرارة في خانيونس، وأصيب في حوالي الساعة 6:00 مساءً، بعيار ناري في الرقبة أثناء تواجده على بعد يتراوح بين 70-100 متر شرق خزاعة بخانيونس.

كما أصيب 274 آخرين بجروح، منهم 41 طفلا و6 نساء وصحفي، فضلا عن المئات بحالات اختناق، ضمنهم طاقم باحثي المركز، خلال توثيقهم قمع الاحتلال المشاركين في تظاهرات سلمية بالكامل.

وأوضح أن سقوط هذا العدد من الضحايا، الشهداء أو الجرحى أو الإصابات بالغاز، هو أمر غير مبرر واستهداف للمدنيين الذين يمارسون حقهم في التظاهر السلمي، ويؤكد أن استمرار إسرائيل في نهجها هذا مخالف لميثاق روما الأساسي الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية واتفاقية جنيف الرابعة ويشكل ما تمارسه جرائم حرب.

وبناء على ذلك، طالب المركز بضرورة ملاحقة ومحاسبة كل من تورط في إصدار القرارات في جيش الاحتلال بالمستوى السياسي والأمني ومن نفذها، من المحكمة الجنائية الدولية.

وأكدت التحقيقات والمشاهدات الميدانية لباحثي المركز خلال هذا الاسبوع، على ما يلي:

- تقديم أماكن مخيمات العودة مسافات تتراوح بين 50-100 متر عن اماكنها الحالية، مع إقامة سواتر ترابية حولها.

-قوات الاحتلال زادت من ارتفاع بعض التلال الرملية التي يتمركز عليها القناصة بحيث تكشف المنطقة بأسرها، فيما واصل عشرات القناصة من تلك القوات التمركز خلف سواتر وتلال رملية، وجيبات عسكرية، داخل الشريط الحدودي الفاصل شرق القطاع.

-أطلقت طائرات الاحتلال في ساعات الصباح آلاف المنشورات قرب أماكن الاعتصام والتظاهر، محذرة فيها من الاقتراب من الشريط الحدودي، وقالت إنها ستمس بشكل مباشر من يقترب من الحدود أو يحاول المس بها، وهو ما يأتي امتدادا لتصريحات محددة لمسؤولين سياسيين وعسكريين من إسرائيل، هددوا فيها بإيقاع قتلى وإصابات في صفوف المتظاهرين، إضافة إلى اعتبارهم ان التظاهرة بحد ذاتها تشكل خطرًا، بما يناهض الحق في التجمع السلمي الذي كفلته المواثيق الدولية.

-أطلق قناصة الاحتلال النار بشكل عمدي وانتقائي تجاه المشاركين في التجمعات السلمية التي ضمت آلاف المواطنين، في 5 مناطق شرق قطاع غزة، موقعين 4 قتلى أحدهم طفل و274 مصاباً، علمًا أن أغلب الإصابات تقع في منطقة التظاهر على بعد مسافات تتراوح بين 50-300 متر من الشريط الحدودي.

-تميزت المسيرات كعادتها بالطابع السلمي الكامل، ولم يشاهد باحثو المركز، مظاهر مسلحة أو مسلحين حتى بألبسة مدنية بين المتظاهرين، فيما كان بين المشاركين آلاف الشيوخ والنساء والأطفال، وبعضهم كانوا عبارة عن عائلات بأكملها، ومن مختلف الفئات العمرية، الذين تقدموا لمسافات قريبة وصلت إلى 100 متر وأقل من الشريط الحدودي ورفعوا الأعلام ورددوا الهتافات والأغاني الوطنية، وأطلقوا الطائرات الورقية بأعداد كبيرة، وأشعلوا إطارات سيارات.

وفي الكثير من تلك التجمعات جرت عروض فلكلورية ورياضية، فضلا عن التجمعات النسوية، ومع ذلك لم يسلموا من استهداف قوات الاحتلال.

-استخدمت قوات الاحتلال هذا الأسبوع قنابل الغاز المسيل للدموع على نطاق واسع، على شكل رشقات، ووصلت إلى عمق ساحات الاعتصام، إلى جانب المتظاهرين قرب الشريط الحدودي، ما تسبب بإصابة المئات بحالات اختناق ضمنهم طاقم الباحثين الميدانيين في المركز خلال توثيقهم الأحداث.

كما أن هذه الغازات تسببت بحالات تشنج واختناق شديد جدًا، ونقل العديد منهم للمستشفيات، حيث لايزال عدد منهم تحت طائلة العلاج.

–للأسبوع الثاني على التوالي، أطلقت قوات الاحتلال عدة قنابل غاز سقطت قرب المستشفى الميداني والمركز الطبي التابع لجمعية البركة الجزائرية في خزاعة ومحيطهما، ما أجبر الطواقم الطبية على إخلائهما لبعض الوقت، علماً بأنهما يبعدان حوالي 800 متر عن الشريط الحدودي.

- تكرر استهداف الطواقم الصحفية بشكل مباشر ما أدى إلى إصابة الصحفي محمد حسن محمد الصوالحي، 40 عامًا، بعيار ناري في يده اليمنى كما أصاب كاميرا الفيديو التي كان يصور بها، خلال تغطية الأحداث شرق غزة، رغم أنه يرتدي سترة زرقاء مكتوب عليها press. كما استهدفت قوات الاحتلال سيارة تابعة لمكتب المنارة للصحافة، فيما أصيب العديد من الصحفيين بحالات اختناق من الغاز المدمع.

–تشير تحقيقات المركز أن 3 من القتلى كانت إصابتهم مباشرة في الرأسي والعنق، والرابع في الظهر، وكذلك العديد من الإصابات كانت في الرأس والعنق والصدر والبطن، وكذلك الأطراف حيث هناك 10 حالات حرجة أحدهم؛ ما ينذر بارتفاع أعداد الضحايا في أي لحظة.

- لاحظ باحثو المركز زيادة وتيرة إطلاق النار وقنابل الغاز تجاه المتظاهرين بشكل عشوائي عندما تمكن عدد من المتظاهرين من نزع وسحب أجزاء من الأسلاك الشائكة الثانية الموضوعة داخل الأراضي الفلسطينية على بعد حوالي 50 مترًا من الشريط الحدودي الأساسي؛ حيث سجلت العديد من الإصابات نتيجة ذلك خاصة شرق رفح وخزاعة.

– وفقا لما صرحت به المصادر الطبية في مستشفيات القطاع من خلال تعاملهم مع المصابين، فإن العديد من المصابين بالرصاص الحي كان لديهم تهتكات كبيرة في الأنسجة، وفتحات كبيرة مكان الإصابة، مما يدلل على أن الاحتلال مستمر في استخدام الرصاص الحي المتفجر.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد