مهرجان رام الله للرقص المعاصر .. انطلاق الفعاليات وغزة حاضرة
أعلنت سرية رام الله الأولى، في مؤتمر صحافي اليوم، إطلاق فعاليات الدورة الثالثة عشر لمهرجان رام الله للرقص المعاصر، حيث أشار خالد عليان مدير المهرجان إلى أن فعالياته تتواصل ما بين التاسع عشر والتاسع والعشرين من الشهر الجاري في عدة مواقع ( القدس ، رام الله، بيرزيت، عنبتا، ومخيم بلاطة"، بمشاركة خمس عشرة فرقة، بينها أربع فلسطينية تقدم اثنين وعشرين عرضاً، بالشراكة مع بلدية رام الله، وبدعم من وزارة الثقافة الفلسطينية، ومؤسسات أجنبية وعربية ومحلية متعددة.
وقال وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو: عنوان مهرجان رام الله للرقص المعاصر هذا العام "مساحات غير تقليدية"، وهو ما يحيلنا إلى الكثير من التأمل، فالكثير من مفرات الحياة في فلسطين غير تقليدية، فتفاصيل يومياتنا تحت الاحتلال تخرج عن المألوف والطبيعي، فحياتنا غير تقليدية مقارنة بحيوات أخرى في دول الكثير من دول العالم لدى شعبنا الذي يعاني من التغول الاستيطاني والجدار والحواجز، ومن كل مفردات الإقصاء .. "مساحات غير تقليدية" هي تتمة لرسالة الصمود والتحدي التي يحاول شعبنا دائماً توظيفها في سياق حياته اليومية، بحيث نخرج من الغرف المغلقة إلى الشوارع والفضاءات العامة في المدن والقرى والمخيمات، لنقول بأنه رغم كل سياسات الاحتلال، فإن شعبنا قادر على ممارسة حقه في الحياة، بل ويوظف توقه لحياة طبيعية في إطار مشروعه النضالي ضد الاحتلال.
وأضاف في المؤتمر الصحفي: الوقت غير تقليدي في فلسطين، فالمسيرات تخرج في غزة وصولاً إلى السياج في صرخة مدوية بأن هناك أكثر من مليوني فلسطيني يعانون الحصار في القطاع، وان الاحتلال يمارس ضدهم كل أنواع الاضطهاد، فرفعوا العلم الفلسطيني، وحرقوا إطار السيارات المستعملة ليقولوا "نحن هنا" .. "مساحات غير تقليدية" صرخة نقول من خلالها أن شعبنا من حقه أن يمارس دوره في النضال بتوظيفه كل المفردات المتاحة لذلك.. يجب أن نوظف كل إمكانياتنا ليصل صدى هذا الصوت إلى أقصى مدى ممكن، ومن أجل الانتباه بأن فلسطين التي تعاني من الاحتلال قادرة أيضاً على تخلق الحياة يوماً بعد يوم، دون أن يشكل هذا تنازلاً عن حقوقنا الوطنية، بل عامل إسناد لها.
وشدد بسيسو: في العام الماضي، وحين أعلنا عن إطلاق المهرجان، كان الأسرى الأبطال يخوضون صموداً أسطورياً في إضرابهم عن الطعام، ولذلك شددنا على أهمية استمرار فعاليات المهرجان، لتصل رسالة الأسرى عبر الفرد التي تصل للمشاركة فيه عربية وأجنبية لتعمم رسالة أسرانا، وفي هذا العام يأتي مهرجان رام الله للرقص المعاصر بعد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، كما يأتي في الذكرى السبعين على نكبة شعبنا، وفي ظل إعلان الشاعر الكبير محمود درويش الشخصية الثقافية العربية للعام 2018 .. الاستفادة من الدورات السابقة للمهرجان والبناء عليها هذا العام أمر مهم وحيوي، ليشكل مساحة للعمل والحوار مع أصدقاء فلسطين حول العالم لإطلاعهم على حيواتنا ويومياتنا هنا في ظل سياسات الاحتلال.
وشن وزير الثقافة هجوماً على سياسة الاحتلال في استصدار تصاريح المبدعين العرب القادمين إلى فلسطين للمشاركة في مختلف الفعاليات الثقافية على تنوعها، والتي "يحاول من خلال ممارسة نوع من أنواع الوصاية على من يدخل ومن يخرج إلى فلسطين، فالاحتلال يحاول أن يعطل مد جسور التواصل بين فلسطين ومحيطها العربي وعمقها الإنساني، فالسجان هنا يريد أن يفرض على السجين في من وكيف ومتى يدخل ويخرج من وإلى فلسطين، مشيداً بإدارة المهرجان وغيره من المهرجانات على الاستمرار رغم عدم استصدار التصاريح اللازمة للعديد من الفرق، مشيداً بمبادرة التونسية نوال اسكندراني وفرقتها بتقديم العرض الذي كان مقرراً في فلسطين، في ذات الموعد باليوم والساعة في تونس، وهو ما يعكس إدراك عديد الفرق العربية بأن المشاركة في مهرجانات وفعاليات على أرض فلسطين هو جزء من المقاومة وكسر الحصار.
واختتم بسيسو كلمته بأن "الثابت هو الحق والمؤقت هو الاحتلال، وبالتالي هذا الاحتلال الذي يحاول تمرير سياساته عاماً بعد عام، يدرك تماماً بأن وجوده مؤقتاً مهما طال الزمن".
بدوره شدد موسى حديد، رئيس بلدية رام الله، على أهمية الشراكة ما بين الوزارة والبلدية والمؤسسات الثقافية والفنية في دعم المهرجان وسرية رام الله وبقية المؤسسات العاملة في الثقافة بالمدينة، لافتاً إلى اهتمام البلدية في إحداث تنمية ثقافية، فلا يمكن نجاح أية تنمية على مستوى الوطن ما لم تترافق مع تنمية ثقافية حقيقية في مختلف محافظات الوطن.
وكان المؤتمر الصحفي انطلق برسالة متلفزة من الفنانة التونسية نوال اسكندراني أشارت فيها إلى أنها وفرقتها كانوا يعدون العدة لتقديم عرضهم الجديد في مهرجان رام الله للرقص المعاصر، لكن "الاحتلال قرر العكس" .. وقالت: قررنا أن نقدم العرض في ذات اليوم وفي ذات الوقت في تونس، تحت شعار "صمود .. وجود .. مقاومة".