286-TRIAL- بالامس ذهبت الى مدينة جوهانسبرغ وهي تبعد ما يقارب 80 كليو متر عن المدينة التى اسكنها وفور وصولي جلست في مطعم تعودت ان اشرب فنجان قهوة وأخذ وجبتي المفضلة (ستيك فيله) وكنت قد تصفحت الجرائد وكان العنوان الابرز بكل الصحف زيارة الرئيس محمود عباس (ابو مازن) لجنوب افريقيا.


إذ برجل افريقي في العقد السبعين من عمره كان يجلس على الطاولة المجاورة لي ،اقتحم خلوتي وسألني هل انت فلسطيني؟، فأجبته نعم ، فقال لي بصوت مهذب ، هل استطيع ان انظم إليك ، فرحبت به ، وقال لقد عرفت ذلك من اهتمامك بقراءة الأخبار الفلسطينية،وزيارة الرئيس الفلسطيني أبو مازن لجنوب افريقيا.


سألته، هل لي شرف التعرف عليك ، فبتسم  ابتسامه عريضة بانت على محياهه ، وقال لي انا اعرف عن فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية أكثر منك أيها الشاب الوسيم،(طبعا أعجبتني كلمة وسيم وجبران خاطري).


بدأ يعرف عن نفسه بأنه أحد قيادات حزب المؤتمر الافريقي والذي ناضل عقوداً من الزمن لتحرير جنوب افريقيا من نظام التفرقة العنصرية (الابارتيد) وكان أحد أهم المقربين والمستشارين للزعيم الراحل نيلسون مانديلا وأخذ يسترسل بالحديث عن الزعيم الفلسطيني ابو عمار وعن مواقفة الداعمة لشعب جنوب افريقيا، وقال لي يا بني نحن لم نكن بذلك الوفاء للشعب والقيادة الفلسطينية ، حيث انها كانت تدعمنا مالياً وسياسياً، واستطرد قائلا :" كنت انا شخصيا أذهب الى زمبابوي وأقابل مسؤولين من منظمة التحرير الفلسطينية ، حيث كانوا يوفرون لنا الدعم المادي والمعنوي وكان دعمهم لقضيتنا دعم انساني بالدرجة الأولى وما نعانيه من تمييز عنصري واضطهاد وعندما تحررنا وانتخب الزميل مانديلا كانت على جدول أولوياته تجنيد كل محبي السلام في العالم لتحرير فلسطين وتخليصها من أكبر نظام فاشي وعنصري في العالم، وتابع قائلا:" عندما خرج الرئيس مانديلا من السلطة لم يبقى من أتى بعده بنفس ال حماس لدعم القضية الفلسطينية وانا أعتقد اليوم ان الرئيس جاكوب زوما يحاول تعديل الامور الى مسارها الصحيح،ومحاولة رد الجميل للشعي الفلسطيني وقيادته من خلال الاستقبال المهيب للرئيس الفلسطيني ابو مازن ، وحين وعد بمؤتمره الصحفي بأن يجند كل القارة الافريقية من أجل دعم القيادة والشعب الفلسطيني ومما أثار دهشتي خلال الحديث وضع يده بجيبه وإذ به يخرج صورة تجمعه بالزعيم الفلسطيني ياسر عرفات .


وتابع يقول :" إننى امتلك الكثير من الصور والذكريات مع القيادة الفلسطينية من بينهم ابو جهاد وابو إياد وتفاجئت كثيرا لمعرفته بأدق التفاصيل عن اسماء قيادتنا منهم الرفيق جورج حبش رحمه الله والرفيق نايف حواتمه اطال الله في عمره.


وفي نهاية الحديث تمنى من الله ان يعطيه العمر حتى يرى فلسطين محرره ويحتفل مع الشعب الفلسطيني بزوال آخر احتلال عنصري في العالم .


وأخيرا رفض ان أدفع حساب المطعم وقال لي :" ليتني استطيع ان اقدم اكثر من ذلك رداً للجميل ، شكرته وقبلته من جبينه وبناءً على طلبه لم اذكر اسمه.


  86

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد