جاءت فكرة تجديد العودة، لتعبر عن اتجاهات عدة عند أبناء الشعب الفلسطيني الذي يعاني من انقسام في الجسم الفلسطيني منذ سنوات، أثرت على طريق الوصول لأهداف الشعب الفلسطيني؛ لأنها أضعفت بنية الجسم الذي يعاني من ظلم دولي إلى جانب فساد داخلي وضعف في خيارات الأحزاب السياسية اتجاه جوانب القضية الفلسطينية الداخلية والخارجية.

لذلك تقدمت فكرة العودة للهروب بالواقع الحالي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في غزة ، لإعطاء فرصة للمنقسمين لبناء جسم يجمع الجميع والتقدم نحو أهداف الشعب الفلسطيني مع الابتعاد عن التقرب لحالة الاحتقان الداخلي الناتجة عن حالة الانقسام الداخلي.

بالإضافة إلى أن الشعور والوعي الوطني يعطي فرصة للمنقسمين للاقتراب من جديد نحو جسم يجمع الجميع ليحل مشاكل الفلسطينيين، إلى جانب إفشال مخططات أمريكا وإسرائيل التي تسعى لإنجاح صفقة تُفرض على الفلسطينيين في حالة ضعف فلسطيني وعربي لا يستطيع مجابهة هذه المؤامرة التي قد تسقط لتفرض على الجميع، مع تأكيدي وتقديري بحكم مراقبة مستمرة بأن المشهد المصري الحالي ومن خلال خطواته سوف يفشل هذه الصفقة، لأنها في حالة تمنع ذلك.

كل ذلك كان من أسباب نجاح فكرة العودة للهروب نحو عدو واضح المعالم، تعطي فرصة نحو صرخة شعبية اتجاه الصف القيادي لينتبه ويستثمر هذه الحالة لإنجاح المصالحة والتقدم باتجاه القضايا الوطنية المتراخية منذ فترة نتيجة فشل داخلي وعدو قوي وماكر وغير أخلاقي مع عالم ظالم أو ضعيف.

لذلك تعتبر فكرة العودة طلقة أخيرة أمام قيادة الشعب الفلسطيني لكي تعالج كل القضايا العالقة والمتأزمة لمسيرة الشعب، مع تنبيهي بأن فكرة العودة التي لا يوجد عليها اتفاق من حيث طريقة الاستثمار المشتركة من قبل القيادة الفلسطينية التي تعاني من انقسام في كيفية الانسجام نحو هوية وبرنامج يحمل أفكار متفقة من قبل المجموع الكلي وبمقدور إمكانيات الشعب الفلسطيني ليعمل على تطبيقها من خلال شكل ديمقراطي حقيقي ليقرب الجميع تحت أهداف تحتاج كل التفاصيل الوطنية لتنجح وتتقدم لتعلن عن مقومات شعب يريد تحقيق حق له برغم المعوقات التي لا يمكن أن نتخطاها إلا من خلال وقت وجهد كثير يجمع الجميع يا صديق!

لكن هناك محاذير تنبهت إليها عندما شاركت في لقاء يجمع نخب فلسطين في قاعة الهلال الأحمر حول جدوى النضال السلمي لعودة اللاجئين التي تعتبر طلقة أخيرة أمام شعب يعاني الوجع والألم الكبير.

تبينت عندما اعترضت سلطة غزة حول الجلسة الحوارية، لذلك ومن خلال هذا المشهد تأكدت أننا لن ننجح لأن الحزبي معيق ولا يريد لأسباب عفنة سوف يندم عليها عندما تفشل الطلقة لتعلن عن احتقان فلسطيني داخلي شديد.

كما أن الشعب بحكم أنه لا يعرف كل التفاصيل الحقيقية حول مفهوم وفعاليات النضال السلمي وقع في صدمة فترة المسيرة الأولى لعودة اللاجئين عندما اختلف حول فعاليات المقاومة السلمية، مما يؤثر على هبة الهروب الداخلي باتجاه فكرة العودة للشعب، بالإضافة إلى أن ثقافة الشعب لا تسمح بذلك بحكم موروث السنيين المتفق عليه من قديم حول كيفية استرجاع الأرض.

لذلك المطلوب الاتفاق على تعريف وتحديد فعاليات النضال السلمي من خلال جسم وطني يجمع جميع فئات وهيئات الشعب، ليحافظ على الطلقة التي برزت من خلال مشاركة جميع أبناء الشعب.

لذلك تعتبر الطلقة التي اتفق عليها الجميع واختلفت عليها قيادة الشعب نذير لاستنزاف مقدرات وجهد الشعب التي تعتبر خيانة وطنية؛ لأنها تُمَوت شعب قد يستطيع معالجة كل المشاكل التي تعترض الطريق.

لذلك صديقي!

ليعلم الجميع أن هذه الفكرة تعتبر طلقة لتصحيح مسار يجمع الجميع دون الوصول لحالة احتقان داخلي تبرز دم أحمر ينهي هدف يسعى له الجميع فلا تتحقق السعادة للفلسطينيين.

لذلك مطلوب وبالتحديد من يعرف أنّ خياراته بعيدة عن إمكانيات شعب لا يستطيع مجابهة عدو وعالم ظالم أن يقترب ويتعاطى مع أخيه الفلسطيني، حتى يبين البعد الوطني للجميع فلا يكون السبب الرئيس لحالة الفشل الفلسطيني في كتب التاريخ يا صديق!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد